|
| الثقافية
الشعر والشعراء في جازان
قراءة: سعيد الدحيه الزهراني
لمحات عن الشعر والشعراء في منطقة جازان خلال العهد السعودي «كتاب» حجاب بن يحيى الحازمي نادي جازان الادبي 1422ه - 2001م
صدر مؤخراً عن نادي جازان الادبي كتاب بعنوان «لمحات عن الشعر والشعراء في منطقة جازان خلال العهد السعودي من تأليف الاستاذ/ حجاب بن يحيى الحازمي. حيث جاء كتاب الحازمي هذا في نحو 214 صفحة من القطع المتوسط اشتملت على مقدمة الكتاب فتوطئة لموضوعات الكتاب لينتقل بعد هذا الى تقسيمات الكتاب الرئيسية وهي عبارة عن ثلاثة فصول يندرج تحت كل فصل عدد من الموضوعات والنقاط الفرعية الاخرى، لينتهي بعد الاستفاضة والاتمام لتلك المواضيع بقائمة المراجع وجدول يبين مطبوعات النادي الادبي بجازان منذ تأسيسه عام 1395ه.
اما مقدمة كتاب الحازمي «لمحات من الشعر والشعراء في جازان خلال العهد السعودي» فقد ذكر فيها انه آثر جانب الاختصار قد الامكان محاولاً اشتمال الدراسة على أهم الاضاءات التي تقتضيها ضرورة البحث كما المح الى انه اتبع المنهج التاريخي في دراسته هذه ليسهل عليه من خلاله تقسيم الشعراء خلال الفترة المستهدفة الى اجيال فالجيل الاول اعتبر جيل المخضرمين ومن أتى بعدهم جيل الرواد فجيل المحافظين فجيل المجددين فجيل الشباب واخترنا من كل جيل علماً او علمين وخصصنا شعره بالدراسة كي يكون رمزاً لبقية الشعراء.
كما اشار في مقدمته الى بعض العقبات التي واجهته في دراسته منها كثرة الانتاج المطبوع لشعراء هذه الفترة. تقاربهم في السن وتواصل الاجيال الشعرية، قلة الدراسات النقدية الشاملة، تأخر نشر داووين بعض الشعراء رغم اسبقيتهم في عالم الشعر.
محاولة عدد يسير من شعراء الشباب الاصطلاء بشهاب الحداثة.
واختتم مقدمته بان دراسته هذه ماهي إلا لمحات، ولعل اسمها هذا يشفع لتقصيرها او خللها متمنياً ان يعود اليها بشيء من التفصيل والايضاح في قادم الايام.
لينتقل بعد هذا الى توطئة الكتاب حيث اشار فيها الى انه اثار الحديث عن الشعر خلال هذه الفترة دون بقية الفنون الاخرى رغبةً منه في التركيز على الذي يحمي دراسته هذه من التشتيت ذاكراً ان جازان هي الشعر وموطن الشعر واستشهد ببيت للشاعر الحسن بن علي ابو طالب حيث قال:
لولا صغار بجازان الخصيب نما
روح الاديب لماتت حرفة الادب
كما نوه على اهمية الشعر بالنسبة للعرب وماله من وقع في نفوس محبيه وعشاقه مشيراً الى عدد من رموز الشعر في جازان بدأ من اواخر القرن الرابع الهجري وامتداداً الى عصر رواد الشعر والادب في تهامة الابداع.
ثم ذكر ان الشعر في منطقة جازان خلال فترة الدراسة المستهدفة مر بمراحل مختلفة وتنقل بين مدارس متعددة تبعاً للظروف التي تهيأت له وهيأته لتلك الادوار مشيراً في توطئته تلك الى ما قدمته الحكومة السعودية من عطاء وسخاء بالغين في شتى المجالات لافراد شعبها واجزاء مناطقها المترامية الاطراف.
حتى وصلت الى أرقى عصور الازدهار والتقدم في شتى المجالات ومن تلك المجالات المجال الثقافي والادبي والمعرفي.
كما المح الحازمي الى سمة الانتاج الادبي والشعري في منطقة جازان مشيراً الى ان منطقة جازان قد حظيت بشيء من اهتمامات الدارسين بعضها جدير بالعناية والمتابعة والكثير منها عبارة عن اشارات سريعة تخلو من النظرة الفاحصة الدقيقة، مقسماً تلك الدراسات الى اربعة انواع تقريباً هي الدراسات الاكاديمية والدراسات العامة ودراسات خصصت لشعراء الجنوب وتناولت عددا من شعراء جازان ودراسات ورد فيها بعض معلومات عن شعراء من جازان.
الحازمي اختتم توطئته بذكر نشاطات نادي جازان الادبي الذي كان له اعظم الأثر في بروز عدد من الشعراء ونشر نتاجهم الشعري.
لينتقل بنا بعد ذلك الى الاقسام الرئيسية في الكتاب حيث قسمه كما اشرت سابقاً الى ثلاثة فصول، حيث جاء الفصل الاول منها مقسماً الى ثلاثة عناصر ومواضيع اندرجت تحت ذلك الفصل الاول.
أول تلك العناصر كان بعنوان لمحة عن الحياة العامة في المخلاف السليماني خلال النصف الاول من القرن الرابع عشر.
حيث تناول فيه الحالة التي كانت تسود الجزيرة العربية بأسرها و من ضمنها المخلاف من التشرذم والتمزق وانعدام الامن وما اليها مصوراً حجم ذلك التفكك بهذين البيتين:
تهاوش هذا الناس في كل بلدة
ومن يتعد السور فالذئب آكله
فما بين مسلوب وما بين سالب
وآخر مقتول وهذاك قاتله
الى ان منّ الله على هذه الارض بمصلحها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
كما اشار الى نجاح الثورة الادريسية التي قام بها محمد بن علي الادريسي وما كان من التعاون والتكاتف بين الادريسي والملك عبدالعزيز شارحاً الفتن والمكائد التي حدثت آنذاك وما كان من الملك عبدالعزيز من نبل ووفاء تجاه تلك الاحداث.
الى ان قام الادريسي بحركة التمرد والعصيان على الملك عبدالعزيز ضارباً بكل ما قدمه الملك عبدالعزيز عرض الحائط.
حينها بعث الملك عبدالعزيز سراياه التي انقذ الله بها منطقة جازان ومن ذلك الحين ومنطقة جازان تنعم بالامن والرخاء والازدهار في ظل الحكم السعودي الزاهر اعزه الله. أما القسم أو الموضوع الثاني من الفصل الأول فهو المشهد الشعري في منطقة جازان خلال الربع الثاني من القرن الرابع الهجري.
اشار الحازمي في هذا القسم إلى اثر الاستقرار الذي ساد المنطقة ابان حكم محمد الادريسي وافتقدت اليه ابان حكم ابنه علي. حيث برز ايضا اثر التصوف الذي كان يقود لواءه الادارسة انفسهم. الذي ارسى دعائم ذلك الفكر هو (أحمد الادريسي) في النصف الاول من القرن الثالث عشر. حيث جاءت حركة الادب على ضعفها انتاجاً لذلك الفكر. ولعل الالفاظ والمصطلحات الصوفية التي نجدها في هذا البيت للادريسي خير دليل :
بدر تجلى على اهل الكمال كما
بدر تجلى وفي ارجائه الشهب
كما المح بعد هذا الى عدد من الشعراء الذين برزوا في ذلك الحين منهم: عبدالرحمن المعلمي، عبدالله بن علي العموي، علي بن محمد السنوسي، يحيى بن خميس الصوري، صالح الصيلمي، احمد الزبيدي، احمد الاهدل كما اورد العديد من النماذج لشعراء تلك الفترة.
في نهاية هذا القسم اشار الحازمي الى ابرز سمات شعر شعراء هذه الفترة. حيث ذكر انه يغلب على كثير منه الغلو الصوفي والتقليد، ايضاً ضعف التراكيب كما يندر وجود الصور الشعرية الجميلة، محدودية التجديد في البناء الفني.
القسم الثالث والاخير من الفصل الاول جاء بعنوان من شعراء منطقة جازان في آخر العهد الادريسي واوائل العهد السعودي (المخضرمون).
ذكر تحت هذا العنوان ان هناك من انتهى دورهم بانتهاء العهد الادريسي مات البعض وعاد البعض الآخر إلى اوطانهم شعراء جازان تأثروا بالنهج السلفي فصححوا نظرتهم واستجابوا للتجديد فاسميناهم بالمخضرمين في مقدمتهم الشاعر علي بن محمد السنوسي. حيث ان شعره وصف فيما بعد، بالجزالة والرقة والاتسام بقوة العاطفة يقول في احدى قصائده:
امام الهدى عبدالعزيز بن فيصل
تبوأ من افق المجرة مقعدا
حمى حوزة الاسلام حتى تحجرت
رباه واحيا الدين نشرا وجددا
ثم اخذ الحازمي يورد في هذا القسم عدداً من الشعراء ونماذج من شعرهم وهم الشعراء المخضرمون. الذين ابتعدوا عن مظاهر التصوف والتقليد في شعرهم إلى الرقة والجمال والاسلوب السهل الدافئ.
من هؤلاء الشعراء الشاعر عبدالله بن علي العمودي، الشاعر عبدالرحمن ين يحيى المعلمي وغيرهم.
الفصل الثاني من الكتاب تناول موضوعاً وحيداً هو عوامل تطور الشعر في جازان خلال العهد السعودي.
حيث اشار في بداية هذا الفصل الى اهمية التحدث عن حال الشعر وعوامل تطوره وابرز المؤثرات التي قادت تحولاته الفكرية والاسلوبية حيث ان جازان عندما دخلت تحت الحكم السعودي تخلصت بذلك من غلو الفكر الصوفي ورموزه وتهويماته. حيث ان هناك عدة عوامل ادت الى سرعة استجابة شعراء جازان لتغيير مسارهم وفكرهم نحو السلفية الصافية بدلاً من الغلو الصوفي وتهويماته. من تلك العوامل:
1 تأصل السلفية في نفوس ابناء المنطقة وحداثة عهدهم بالصوفية الطارئة عليهم.
2 اهتمام الملك المؤسس بالتعليم.
3 عودة المسامرات الادبية.
4 تأثر شعراء المنطقة بادب الحجاز الناضج.
5 شيوع الصحف والمجلات.
6 جهود الدعاة والمصلحين.
7 تشجيع الامراء للشعراء واقامة الحفلات.
8 جهود الادباء انفسهم بمتابعة الادب.
9 تأسيس النوادي الرياضية والاجتماعية واثرها على الثقافة والادب.
10 افتتاح نادي جازان الادبي.
ثم تناول في باقي هذا الفصل كل عامل من هذه العوامل بالشرح والتفصيل، حيث بلغت صفحات شروح وتفاصيل عوامل هذا الفصل نحو 25 صفحة. مختتماً تلك العوامل. باثر نادي جازان الادبي على شعراء وادباء جازان.
لنأتي بعد هذا الى الفصل الثالث والاخير حيث تناول فيه شعراء العهد السعودي بمنطقة جازان. مقسماً هذا العنوان الى ثلاثة اقسام القسم الاول جيل الرواد ، القسم الثاني جيل المحافظين، القسم الثالث جيل الشباب.
اما القسم الاول وهو جيل الرواد، فهو الجيل الذي تلا جيل المخضرمين ممن حفروا تجربتهم في ذاكرة الزمن بعد أن سقوها بماء التجديد.
ثم اخذ في ذكر اولئك الرواد مع ذكر اطلالة واسعة على حياتهم الادبية والشعرية.اول اولئك الرواد هو الشاعر الاديب محمد بن علي السنوسي. (1343ه). له العديد من القصائد مثل (الى غزاة الفضاء ربيع الحياة بطولة الجزائر عرس الفجر لكل صابون ليفه).
يقول السنوسي في احدى قصائده:
عينان ما عين المها والضبا
وقامة ما البان ماذا الرماح
وغرة من غير شريحة
تربع الحسن بها واستراح
سوف اظل العمر اشتاقها
وان تعلقت بما لا يتاح
فانها في مهجتي منية
وفي فمي لحن وشهد وراح
اما ثاني اعلام جيل الرواد (الجيل الثاني) فهو الشاعر الاديب الباحث المؤرخ محمد بن احمد العقيلي . (1336ه).
وهو من مواليد مدينة صبيا له ثلاثة دواويين مطبوعة هي : (افاويق الغمام الانغام المضيئة وراد الضحى).
من قصائده المشهورة قصيدة (كنت يا دار يوم على صفحة التاريخ يتألق).
من قصائده اخترنا هذه الابيات:
كنت يا دار على رغم البلى
هيكل الحب ومحراب الهوى
حرماً للحسن قد شع على
ساحة الطهر وقد حام السنى
تتحلاك لحظات عربدت
تحتسي حسنك سكرى لا تفيق
غرفت في نشوة الحب وقد
طاف جام الحسن يطفو بالرحيق
ثالثاً الشاعر السيد العلامة احمد بن علي بن عبدالفتاح الحازمي . (1333ه) وهو من مواليد بلدة العريش. اديب عالم شاعر سياسي له العديد من القصائد. بعضها لا يزال مخطوطاً.
من ابياته الشهيرة:
رفقاً بقلبي أيها الظبي الأغن
وبنا رويداً يا غزيلات الوطن
انوافر منا ربعناء ونواكث ميثاقنا
وغوافل عن ود من
يدري بان البركتمان الهوى
ودموعه شهدت عليه بما اجن
يا مخجل الغصن الخصيب اذ انثنى
يا معرضاً بالصد من اغراك من
تلا هؤلاء الشعراء عدد من شعراء جيل الرواد تناول كل واحد منهم بلمحة فاحصة في ادبه وشعره وهؤلاء الشعراء هم علي بن حسين الفيفي حافظ بن احمد الحكمي علي بن قاسم الفيفي احمد باهادون العطاس، كما ألمح في هذا الفصل الى عدد من الشعراء الذين عاصروا شعراء هذا الجيل (الرواد).
وهم احمد بن حسن بن محمد عاكش محمد بن أحمد الحازمي محمد عقيل بن احمد ناصر مصطفى هنيدي محمد محسن مشاري.
ثم انتقل الى جيل المحافظين الذي يتميز بكثرة شعرائه وغزارة انتاجهم وتنوعه ومن ابرز اعلام هذا الجيل هو :
1 الشاعر/ علي احمد النعمي، الشاعر/ ابراهيم حسن الشعبي، الشاعر حسن بن علي ابو طالب القاضي، الشاعر/ حسن فرح الفيفي، الشاعر/ ابراهيم عبدالله مفتاح، الشاعر/ حسن علي ابو عله، الشاعر/ حجاب الحازمي، الشاعر/ محمد بن علي البهكلي، الشاعر/ منصور وماس، الشاعر/ ابو بكر عمر سالم المبشري.
يلي جيل المحافظين جيل المجددين وهو جيل جدد اصحابه في المضامين وافادوا من مدارس الشعر المعاصر فطوروا لغة شعرهم وغاصوا في معانيه ولونوا صوره مع المحافظة على اصالته وناصع فكره من اعلام هذا الجيل:
احمد بن يحيى البهكلي، علي محمد صقيل، ابراهيم عمر صبابي، حسين احمد النجمي، د. عبدالله المغارمي الفيفي، احمد ابراهيم الحربي، احمد السيد عطيف.
وهناك شعراء من جيل التجديد طوروا ادواتهم الفنية فخاضوا تجربة التجديد بشيء من المحافظة وهم:
الشاعر/ ابراهيم مفتاح، الشاعر/ علي احمد النعمي، الشاعر/ عبدالواسع سعيد عبده، الشاعر/ علي بن يحيى البهكلي، الشاعر/ عيسى جرابا، الشاعر/ حسن بن حجاب الحازمي، الشاعر/ مهدي احمد الحكمي، الشاعر/ محمد علي النعمي.
ثم اورد الحازمي بعد هذا عددا من النصوص لشعراء هذا الجيل وعدد اربعة نصوص تمثل شعر شعراء هذا الجيل.
لينتقل بنا الى آخر مواد هذا الكتاب أو هذه الدراسة الاساسية وهي جيل الشباب، حيث تحدث في لمحة سريعة عن هذا الجيل ذاكراً تقسيمين لهذا الجيل وبشيء من الشرح والتصنيف لشعراء كلا هذين القسمين.
لنأتي الى خاتمة الدراسة فالكشاف ثم قائمة باسماء وشعراء جازان الذين طبعوا شعرهم مقرونة تلك القائمة بعناوين دواوينهم الشعرية فالمراجع فقائمة محتويات الكتاب.
***********
الكتاب: من روائع حضارتنا
المؤلف: مصطفى السباعيü
سنة النشر: 1999م (290ص، 21*15سم)
يعرض هذا الكتاب نماذج إنسانية رائعة للحضارة العربية الإسلامية ويختار بعضا ممن كانوا على قدر كبير من الإيمان بالله، واتباع الحق، والسمو في النفس، والعدل في الحكم، سواء كانوا ملوكا أم علماء أم زهادا أم فلاسفة. يتناول الكتاب الكثير من المواقف الإيجابية لهذه النماذج التي صنعت الحضارة الفعلية للأمة العربية والإسلامية، عن التسامح الديني الذي تميز به المجتمع الإسلامي، والذي صنع حضارته الفعلية بين الأمم الأخرى، أبرز الكتاب عددا من المواقف التاريخية، توجها بهذه السلوكيات الحضارية لسيد البشر.
لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفيها عدد كبير من اليهود، كان أول ما عمله من شؤون الدولة ان أقام بينه وبينهم ميثاقاً تحترم فيه عقائدهم وتلتزم فيه الدولة بدفع الأذى، فطبق بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مبادئ التسامح الديني في بداية الحضارة الإسلامية وكان للرسول صلى الله عليه وسلم جيران من أهل الكتاب،
فكان يتعهدهم ببره ويحسن جوارهم، ولما جاء وفد نصارى الحبشة، أنزلهم رسول الله في المسجد وقام بنفسه على ضيافتهم، وكان مما قال حينها: «إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين فأحب ان أكرمهم بنفسي» وعلى هدي الرسول الكريم في تسامحه الديني ذي النزعة الإنسانية الرفيعة سار خلفاؤه من بعده،
فهذا عمر بن الخطاب، حين دخل بيت المقدس فاتحا يجيب سكانها المسيحيين إلى ما اشترطوه وحين حانت صلاة العصر وهو في كنيسة القدس الكبرى أبى أن يصلي فيها لكيلا يتخذها المسلمون من بعد ذريعة للمطالبة بها واتخاذها مسجداً.ومن مظاهر التسامح الديني في حضارتنا الإسلامية،
وذلك في إبان الفتح الإسلامي، ان كثيرا من الكنائس كان يصلي فيها المسلمون والمسيحيون في وقت واحد،
كما سمح النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران ان يصلوا في مسجده بجانب المسلمين، وفي كنيسة يوحنا الكبرى في دمشق التي أصبحت الجامع الأموي فيما بعد،
رضي المسيحيون أن يأخذ المسلمون نصفها ليقيموا صلاتهم، فكنت ترى في وقت واحد أبناء الديانتين يصلون متجاورين كل يتجه إلى قبلته.. مظهر رائع له مغزى عميق في التاريخ الإنساني يعكس الحضارة الإسلامية بكل مبادئها وسموها
**********
الكتاب: الصورة الفنية في شعر الطائيين بين الانفعال والحس
المؤلف: وحيد صبحي كبابة سنة النشر: 1999م
عديدة هي الدراسات التي تناولت الشاعرين العباسيين: أبو تمام والبحتري، مفردين، اما هذه الدراسة فقد تناولت شعر كلا الطائيين في معالجة نقدية فنية موازنة، اهتمت بالصورة الفنية في شعرهما، على اعتبار ان الصورة الفنية في الشعر، تعكس تمكن الشاعر وعمق تجربته، وحول ذلك يقول المؤلف: «ان قضية الصورة من أعقد القضايا التي تواجه الباحث والشاعر على السواء، إذ انها عنوان عبقرية الشاعر ومقياس تصوره لتجربته ووسيلته الى ايصال هذه التجربة الى المتلقين، وقد اردنا من دراستنا للصورة في شعر الطائيين، الكشف عن هذه الامور: طريقة تصور الشاعر لتجربته وايصالها الينا، هذا فضلا عما تتضمنه الموازنة من كشف عن اهم خصائص الجديد والقديم في الشعر العباسي، ومقدار افادة كل من الشاعرين من عناصر التراث والحضارة ومدى تقليدية الشاعرين وحداثتهما. وقد اعتمدنا في دراستنا هذه على أهم معطيات النقد الحديث فيما يخص قضية الصورة، من غير ان نغفل مصادر النقد العربي القديم بما تحمله من مادة غنية ثرية تقدمت في بعضها على ما جاء به من كبار النقاد المعاصرين، واذا كنا قد تناولنا الصورة من زاوية نقدية جمالية حديثة، فإننا لم نرفض البلاغة بأشكالها التقليدية، فلهذه ايضا دورها في رسم ملامح الصورة الفنية، ولقد أضفنا الى هذه الاشكال التقليدية انماطا جديدة كالرمز والحقيقة، كما حاولنا الربط بين الصورة والسياق العام للقصيدة، الامر الذي يغني الصورة ويوسع من آفاقها الجمالية والتأثيرية، وبهذا تصبح الصورة خلاصة رؤية كونية للعالم المحيط بالشاعر، وما الكشف عنها إلا كشف عن ذات الفنان وطريقة تعامله مع هذا العالم.
ولما كانت الصورة الفنية خلاصة تجربة الفنان، فإنها مرتبطة بحسب مكوناته بفكره وشعوره وحسه، واقتصرنا في هذا البحث على بيان طبيعة كل من الصورة الانفعالية والحسية في شعر الطائيين.
قسم المؤلف دراسته الى: مقدمة تلخص اهمية الصورة الفنية في الشعر ووظيفتها فيه، وتتناول قضايا الخصومة النقدية بين الطائيين، وابرز ملامح الصورة الفنية في النقد العربي القديم، كما طرح المؤلف في نهاية المقدمة مفهومه الخاص عن الصورة الفنية. وفي الفصل الاول تناول المؤلف الصورة الانفعالية وصلتها بالحقيقة الشعورية، مشيرا الى بعض الاساليب التي تشي بكذب العاطفة اما الفصل الثاني: فتحدث عن صلة الصورة بالحواس، وعن انماط الصور الحسية ودلالتها على نفسية الشاعر، كما عالج الفصل، صلة الصور الحسية بقضية الوضوح في الشعر، مبينا اهم مظاهر الوضوح في شعر الطائيين، ايضا تحدث هذا الفصل عن صلة الطائيين بالبداوة والحضارة، وعن اشكال الصور البدوية والحضرية التي ظهرت في شعرهما وعن دلالة ذلك على مقدار نسبة كل منهما الى التقليد او التجديد.وفي الختام يذكر المؤلف بعض النتائج التي ترتبت على دراسته تحت عنوان: الطائيان بين البداوة والحضارة، قائلا: «في موازنتنا بين الطائيين لا يمكننا الاسراف في ادعاء بداوة البحتري خالصة وتحضر ابي تمام خالصا، فقد استمد كل من الاثنين مصادر ثقافته من الحضارة العباسية ومن التراث العربي البدوي معا، على اختلاف في نسبة هذا التأثر وطبيعته. اما البحتري فقد كانت حياته مزيجا من بداوة وحضارة، فترك كل من هذين الجانبين بصماته واضحة على صوره، لقد نشأ البحتري نشأة بدوية، فولد في «منبج» وعاش في باديتها وبقي يحن اليها ويتردد عليها طيلة ايام حياته، الامر الذي اكسب شعره الاصالة والعفوية، وطبع روحه بالبساطة والصدق والنقاء بعيدا عن التفلسف والمنطق الجامد، ومن آثار البداوة في شاعريته ايضا ميله الى المشاعر والعواطف يستقي منها اشعاره، والى الخيال الصافي الجلي الذي يميل الى المحسوسات بعيدا عن العقليات والمجردات، وقد برز اثر البداوة اخيرا في ابتعاد الشاعر عن الصنعة والتكلف وميله الى الطبع والغنائية. هذا جانب من حياة البحتري، اما الجانب الآخر فنجده في حياة اللهو والترف التي عاشها عن طريق اتصاله بالخلفاء وعلية القوم وحياته في القصور، هذا الجانب الحضري من حياة البحتري كان له هو الآخر أثره البعيد في شعره، اما في الموضوع فنجد اثر الحضارة بارزا في صور القصور والبرك والحدائق والرياض، اما في الفن فأثر الحضارة يظهر في الميل الى الزخرف والشغف ببهاء الالوان، إلا ان تأثر البحتري بالحضارة ظل تأثرا بالصبغة الخارجية دون ان يتجاوز ذلك الى الإبداع الشعري، اذ ظل بدويا في معانيه وجدانه، وعلى خلافه كان ابو تمام، فقد ظهر اثر البداوة في جوهر الابداع الشعري عنده، اما مصادر هذا التأثر فيمكننا ان نعيدها الى تلك الثقافة الواسعة التي حصلها. وقد استطاع ابو تمام بذكائه الحاد وشاعريته الفذة، ان يصهر هذه المعطيات التراثية البدوية في بوتقة ذاته وهي متشبعة بمعطيات الحضارة فيخرجها الى الناس مخرجا جديدا غير مألوف، الامر الذي كان وراء هجوم النقاد عليه، وابو تمام شاعر عاش في الحاضرة، واتصل بكبار مثقفي عصره مذ كان شابا يافعا يخدم في الجامع بمصر، فلا عجب ان اختلف أثر الحضارة في ذاته وفي شعره عن اثرها في البحتري، وهذه الآثار نجدها في ميله الى الصنعة وخروج شعره الى التكلف، كما نجدها ظاهرة في اعتماده على صور الفكر والفلسفة والمجردات، مما ابعد شعره عن العفوية وطبعه بالغموض والتعقيد.
ويتداخل الأثران في شعر الطائيين، حيث نشعر عند كل صورة ان هناك نفسا بدويا وآخر حضريا في شعر كليهما، وان غلبت البداوة على صور البحتري، والحضارة على صور ابي تمام.
***********
الكتاب: علم اجتماع المرأة: رؤية معاصرة لأهم قضاياها
المؤلف: سامية الساعاتي سنة النشر: 1420ه (24*17سم)
علم اجتماع المرأة، هو علم حديث العهد بالنسبة للعلوم الأخرى المتفرعة من علم الاجتماع، يهتم بالدراسات حول المرأة في شتى مناحي الحياة، حيث يدرس على سبيل المثال: علاقة المرأة بالرجل في المواقف الحياتية المختلفة، كما ينشغل بالأدوار النوعية، والتنشئة الاجتماعية، وتكوين هوية الذكر والأنثى، ويتناول التغير الاجتماعي والاقتصادي وتأثيرهما على المرأة، كما يتناول بالتبادل تأثير المرأة فيهما، آخذاً في الاعتبار مفاهيم النوع، والطبقة، والريفية، والحضرية، ويهتم علم اجتماع المرأة أيضا بدور المرأة في التنمية، وتأثير التنمية عليها. وعلاقة المرأة بالسياسة، والسلطة، والحكومة، والقانون، وتندرج تحت ذلك مفاهيم القوة والسيطرة، كما ينشغل هذا الفرع من علم الاجتماع بعلاقة المرأة بالثقافة، والعلاقة بين الثقافة والسيطرة. وهذا الكتاب يهتم بالبحث في ميادين عديدة تتعلق بالمرأة، فيتناول رؤية علم الاجتماع لها، كما يرصد أدوارها المختلفة كامرأة مسؤولة وربة بيت عاملة داخل بيتها، وريفية تسهم في التنمية، كما يتابع تأثيرها على المجتمع كعاملة ومتعلمة ومثقفة.
قسمت المؤلفة كتابها الى عدة فصول، اهتمت بدراسة اغتراب المرأة في علم الاجتماع المعاصر، وتحليل مظاهره وأسبابه، والتعريف الاجرائي له، والذي يشتمل على أربعة عناصر أساسية هي:عدم الفاعلية، والخلو من المعنى،والعزلة والغربة الذاتية، كما تتبعت مظاهر شتى لهذا الاغتراب، الذي يمتد من تصنيف فروعه وميادينه، الى تحديد مفهومه وموضوعاته، ومناهج البحث فيه، حيث يشمل بناء أهم نظرياته ونماذجه الفكرية، كما تناولت فصول الكتاب دور المرأة الريفية بوجه عام، من خلال دراسة ثلاثة مظاهر أساسية هي: المظهر الفيزيقي، والمظهر السيكلوجي، والمظهر الاجتماعي المتعلق بالتقاليد والدين والمعتقدات العينية، الى جانب دراسة أهم المعوقات الثقافية لمشاركة المرأة الريفية في التنمية. ثم تناول الكتاب دور المرأة كربة منزل من خلال عرض تحليلي نقدي لكتاب «سوسيولوجيا العمل المنزلي». كما عرض الكتاب للأدوار السلبية للمرأة في المجتمع، من ذلك دراسة انحراف وجرائم النساء، الأسباب والدوافع والأبعاد الاجتماعية لها. تضمن الكتاب أيضا موضوع المرأة: الجسد والمعتقد، وفي ذلك تقول المؤلفة:«ان القرن الحادي والعشرين، هو القرن الذي سيحتل فيه الجسد في الدراسات الانسانية اهتماما كبيرا، وذلك بعد ادراك المدارس الفكرية لمدى تغييبه في العصور الماضية» ثم ناقشت حقيقة النظرة الى الجسد قائلة:«ان النظرة الى الجسد ليست مجرد نظرة فردية، بل نظرة تتبناها الثقافة، وتشيعها في الناس بحيث يكون للمجتمع نظرة موحدة للجسد بصرف النظر عن اختلاف ظروف الأفراد».
**********
الكتاب: الصحة والغذاء
المؤلف: عبد العزيز العثيمين
سنة النشر 2000م (240 ص 24*17سم)
عرض: سالم بادويلان
الغذاء والصحة من العوامل المهمة التي تساعد الانسان على اعمار الارض التي استخلفه الله فيها حيث قال الله تعالى «كلوا واشربوا ولا تسرفوا» فالأغذية هي التي تمد الجسم بالطاقة الحرارية اللازمة للقيام بالعمليات الحيوية مثل النمو والحركة والتنفس والتكاثر والاخراج وغيرها من العمليات الحيوية واهمها الحبوب كمصدر سريع للطاقة والدهون.
التغذية الجيدة هي اساس الصحة الجيدة حيث ان الغذاء الذي تختاره اليوم يؤثر على صحتك وقوتك ومظهرك من الآن ولسنوات طويلة من عمرك هل هناك علاقة بين القلب والغذاء؟
العلاقة بينهما حميمة ومترابطة فالقصور والجهل في تناول الأغذية وعدم تنظيمها بشكل جيد قد ينتج عنه اعراض صحية خطيرة مثل:
الذبحة الصدرية: نتيجة نقص في تغذية القلب بصفة مؤقتة لقلة الدم الوارد اليه نتيجة ضيق الشرايين التاجية تتراكم رواسب على جدار الشرايين الداخلية فتؤدي الى حرمان القلب من عدم حصوله على كمية الدم المؤكسد.تحدث الذبحة الصدرية عندما يقوم الانسان بمجهود شاق يحتاج الى كمية كبيرة من الأوكسجين لا يستطيع القلب توفيرها بسبب نقص الدم.
هبوط او فشل القلب:
عندما تقصر كفاءة القلب في أداء وظائفه يحاول القلب تعويض هذا القصور بزيادة حجمه وتضخمه وزيادة خفقاته ومع ذلك يعجز عن تغذية الكلى مما يسبب عجزها فتؤدي الى تورم اطراف الجسم واستسقاء الرئة.
* السكري: بسبب ارتفاع مستوى السكر عن الحد الطبيعي (70 الى 120) وقد يكون وراثيا او بيئيا مثل السمنة وقلة الحركة والعصبية.. وقد ينتج عنه الغيبوبة واعتلال الشبكية ومضاعفات في الكلى والكبد.
لكن هل توجد اسس للحمية الغذائية تحفظ للجسم توازنه وتجنبه مثل هذه الأمراض الخطيرة؟
المحافظة على الوزن الطبيعي من العوامل المهمة التي تتحكم بالمرض حيث ان للوزن والشحوم دورا مهما معدل السكر في الدم وذلك بتناول كميات متوازنة نوعا وكما من العناصر الغذائية التي تفي باحتياجات الجسم.يحدد المتناول للطاقة حسب العمر باختيار الوزن والنشاط للشخص فمثلا يحتاج الى 25 سعرا حراريا فيكون الاحتياج (60 x 25 = 1500 سعر)ويحدد المؤلف عدة شروط لتنفيذ نظام الحمية بشكل فعال وهي:
عدم تناول السكريات نهائيا ويقصر استعمالها عند الشعور بنقص السكر.
تحديد كمية الدهون فلا تزيد عن 30% من الطاقة.
تخصيص 25% من الطاقة من المصادر البروتينية التي تمثلها اللحم والبيض.
البقوليات لها دور مهم في الحمية لكونها مصدر اضافي نباتي للبروتين الغذائي ولها دور مهم في الاشباع ومقاومة الامساك عن الاكل.
الخضروات : تتمير بخصائص غذائية عالية القيمة الغذائية من المعادن والفيتامينات.
يجب تغيير اسلوب الحياة بتوازن الغذاء كما وكيفا والحركة والنشاط لتحقيق الصحة.
اعتقادات شائعة
يحذر الكاتب وهو عالم متخصص في ابحاث التغذية من اعتقادات واشاعات ومفاهيم خاطئة ومضللة يكون لها تأثير خطير على صاحبها.. وهذه المفاهيم وجدت ترية خصبة لانتشارها بفعل الدعايات والاعلانات التي تقدمها شركات الاغذية ومراكز العلاج التجارية ومراكز تخفيف الوزن بغرض الكسب والربح السريع من خلال الترويج لبضاعتهم مثلا ان يقال ان التجويع هو اسهل الطرق لتخفيف الوزن ويراه المؤلف اسوأ الطرق اذ يتم اللجوء اليه عند الحاجة العاجلة لتخفيف الوزن والتخلص من الشحوم عند الحاجة.وهذا مؤشر خطير في التجويع يحرم الجسم من العناصر الغذائية التي تؤثر على العمليات الحيوية التي يقوم بها الجسم ولها عواقب وخيمة.ويضرب المؤلف اعتقادا آخر خاطئا بوجود اغذية تسمن واخرى لا تسمن وهذا خطأ فأي غذاء مهما كان مصدره لو تناولناه بكمية اكثر مما نحتاجه يظهر الفائض منها على شكل شحوم مهما كان نوعها ومصدرها.
ويحذر المؤلف من خطورة السمنة بعد انتشارها في المجتمع السعودي بشكل ملفت للنظر اذا اثبتت دراسة صادرة عن جامعة الملك سعود ومستشفى الملك فيصل التخصصي ان 20% من سكان المملكة بلغ معدل الكتلة 30 والمعدل الطبيعي (20 الى 25) وان المناطق اختلفت في النسب ففي حائل 9. 33، والشرقية 27. 7 وعسير 2. 16 وجيزان 7. 11.
واثبتت الدراسة المتخصصة ان نسبة الوزن بين سكان المملكة اقل مماهي في السويد وايطاليا وامريكا واستراليا لكن السمنة في المملكة اكثر من تلك الدول وهذا يدل على انتشار الاغذية الهشة والخاوية والوجبات السريعة الدسمة والمشروبات الغازية والملونة.والانسان مطالب بالحركة ومزاولة الرياضة فالنشاط البدني يساهم في صرف الغذاء واستهلاك الطاقة واذابة الشحوم وتقوية العضلات للتقليل من الترهل وذلك لمدة بين نصف ساعة الى 4 ساعات اسبوعيا وهي مدة تعتبر كافية للمساعدة في تخفيف الوزن.
***********
الكتاب: وصف مصر في نهاية القرن العشرين
المؤلف:الدكتور جلال أمين
سنة النشر: 1422/2001م (140ص، 24 * 17 سم)
في هذا الكتاب يحاول المؤلف رصد التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع المصري نتيجة سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تبنتها الحكومات المصرية المتعاقبة، فكلما أوشك قرن على الانتهاء تعرضت مصر لضغوط قوية داخلية وخارجية لفتح أبواب الاقتصاد أمام العالم الخارجي، حدث هذا قرب نهاية القرن الثامن عشر عندما قدمت الحملة الفرنسية إلى مصر في عام 1798م، فأنهت عهداً طويلاً من العزلة والانغلاق، وتعرفت لأول مرة على النهضة الأوروبية الحديثة، ثم حدث في أواخر القرن التاسع عشر،
ان قدم جنود الاحتلال الانجليزي إلى مصر في عام 1882م، فأجبرت مصر مرة أخرى على الانفتاح بشدة على العالم الخارجي، وضربت الصناعة المصرية ضربة قاصمة بسبب هذا الانفتاح وتعرضت مصر عامة لتيارات كاسحة من التغريب الاجتماعي والثقافي، ثم حدث في منتصف السبعينات في القرن العشرين، شيء مماثل عندما أعلن «السادات» تدشين سياسة الانفتاح الاقتصادي في مصر عام 1974م، استجابة للأوضاع الاقتصادية الداخلية، ولحل الكثير من المشكلات التي أثر وجودها سلباً على المجتمع المصري وتتابعت منذ ذلك الحين الاجراءات والقوانين التي فتحت أبواب الاقتصاد والمجتمع المصري، باباً بعد الآخر، أمام تيارات السلع والخدمات ورؤوس الأموال والمعلومات والأفكار وأنماط السلوك.
الكتاب يحاول الوقوف على إيجابيات وسلبيات هذا الانفتاح ومدى حتميته التاريخية والحضارية ودوره في إنعاش الاقتصاد المصري.
|
|
|
|
|
