| الفنيــة
أجرى الحوار عبدالرحمن الدخيل:
أضاف الثنائي الكوميدي الرائع عبدالله السدحان وناصر القصبي نكهة مميزة لمسيرة الدراما السعودية من خلال انتاجهم الفاخر «طاش ما طاش»، ذلك المسلسل الذي أصبح مطلبا ملحا وضرورياً في كل عام في هذا الشهر الفضيل وعرفا من خلاله كيفية استغلال إمكانياتهما المهولة في التمثيل وترجمتها إلى شخصيات باتت تشكل حيزاً كبيراً من اهتمام الشارع الخليجي والعربي.
دعوناهما لزيارتنا هنا في «الجزيرة» فلبيا الدعوة مشكورين ودار بعدها نقاش ساخن حول مسيرة طاش وكذلك بعض الملاحظات التي خرجنا بها من هذا المسلسل فبماذا أجابا عن أسئلتنا:
* تراجيديا:
* لماذا لاتقدمون حلقة درامية تراجيدية؟
عبدالله: سبق أن قدمنا حلقة في بيتنا مراهق ونطرح هذه النوعية من الحلقات للضرورة فإذا كان هناك موضوع مناسب ورسالة مناسبة فأنت تحرص على ان تقدمها في هذه الساعة التي تكون الأسرة فيها مجتمعة وكذلك نوعية المشاهد، فالمسلسل متابع من شريحة واسعة من المجتمع صغاراً وكباراً.
* ورشة عمل:
* لماذا لاتنشئون ورشة عمل مبكرة؟
ناصر: نحن في العادة نجتمع في شوال أنا وعبدالله وعبدالخالق وهذا يعتبر ورشة فأنت تختار الموضوع وتنتقي منه ما يعجبك وهذا بالفعل مانفعله وأحياناً تأخذ الفكرة منا ما يقارب الشهرين وأيضا الحلقات يعقد لها اجتماع ونقوم بصياغة كل حلقة وهكذا حتى الجمل المفيدة نقف عندها كيف تصاغ وكيف تقال وما هي طريقة مشاهدها وتسلسلها حسب 25 دقيقة نحن محكومون بها وأيضا يجب ان يكون الإيقاع سريعا فلا يوجد مجال للشرح في الحلقة لأن المشاهد لم يعد يتحمل كثرة الكلام والحوار. ودائماً المشهد إذا تجاوز الدقيقة والنصف أو الدقيقتين يعتبر طويلا وخاصة في هذه الفترات.
* أفضل مؤثرات صوتية:
* يلاحظ ان هناك تركيزاً على الموسيقى والمؤثرات الموسيقية؟
عبدالله: نحن لدينا المشهد الذي لايحتاج إلى مؤثرات صوتية أو موسيقية إلى جانب ان هناك حلقات أو مشاهد تستدعي وجود المؤثرات وهذه السنة في رأيي أننا قدمنا أفضل أو أجمل موسيقى تصويرية في طاش حتى ولو كان هناك إمكانية في أنك تبدع وتأتي بالأفضل والأجمل ولكن من هو المتخصص الذي يستطيع ان يرصد مثل مشاهد حلقة «الحارة» التي تمثل ما قبل أربعين سنة وأنا لا أعتقد ان هناك أحدا سيرصدها إلا شخص من البيئة وهذا غير موجود. هناك موسيقيون ولكنهم غير متخصصين في تركيب الموسيقى.
* لماذا لاتدخلون الموسيقى كعنصر أساسي في طاش ماطاش؟
ناصر: نحن لدينا موسيقى تصويرية ومؤثرة وهي متكررة في أكثر من حلقة مثل «الساحر».
* الأطفال يستاهلون:
* أنتم وصلتم إلى مستوى متميز فلماذا تقومون بعمل حلقات للأطفال يرى البعض بأنها أقل من مستواكم؟
عبدالله: أنا أريد ان أتحدث عن التصاق الأطفال بنا بسبب ما قدمناه من حلقات خاصة لهم وأنا أرى أنه لا بد من تقديم حلقة أو حلقتين من أجلهم أما حلقة «القراصنة» فأنا أعتقد أننا لو قدمناها في حلقة واحدة جميلة وتنتهي في وقتها لكان أجمل.
* سقط عمداً:
* في مشهد الغناء الذي جاء في حلقة الحارة لماذا لم تجعلوا الفنان محمد العيسى نفسه هو الذي يعزف على العود ويغني؟
ناصر: بالفعل كان هناك مشهد له وهو يغني ولكنه سقط في المونتاج وهناك أشياء كثيرة نهتم بها في طاش ولكن طاش يتميز بأحداثه السريعة وحلقاته القصيرة لذلك أنت لا تستطيع ان تركز على الشخصية وأبعادها إلى جانب بعض الضغوطات أثناء العمل والتي تجعلك تنسى المشاهد وأيضاً عدم وجود استديوهات للتصوير والتي تجعلك مرتاحا جدا في عملك وعندما صورنا الحارة وجدنا ارتياحا نفسيا كبيرا، فالموقع ممتاز جدا وفيه خدمات متكاملة وجاهزة والسكن موجود وقمنا بالفعل بعمل معسكر هناك ونمنا فيه بكل راحة وهذا الشيء يختلف عن التصوير داخل الرياض مما يجعلنا دائما نتنقل من مكان إلى آخر من شارع لآخر ومن حي إلى حي وسط الزحام والربكة وفي وقت خروج الأطفال من مدارسهم هذا الأمر حتما سيؤثر على العمل بأي شكل من الأشكال.
* اختلاف البيئة:
* ما الذي يمنعكم من التصوير في الخارج إذاً؟
عبدالله: لا يمنعنا شيء ولكن ستختلف البيئة فالشوارع ستختلف والمكاتب ستختلف أيضا ونحن لدينا مشاهد خارجية كثيرة مثل الشارع والسوق وغيرها فعندما أخرج للشارع في مصر مثلا أو سوريا فسيجد المشاهد أنه ليس من بيئته هذا أولا، ثانياً ستكون الزحمة هي ذاتها التي في الرياض أما مسألة التصوير في الاستديوهات في الخارج فهذه لا جدوى منها، حيث ان مشاهد طاش لا ترتبط باستديو أو موقع محدد فأنا سأصور في هذا المكتب مثلا 100 مشهد بعدها سأصور في مدرسة ثم في سوق ثم في حارة وهكذا هذا الأمر مكلف جدا فهم سيقومون بهدم المواقع وبناء مواقع أخرى جديدة ربما سنصور فيها مشهدا واحدا أو اثنين الأمر مكلف جدا ويأخذ جهدا كبيرا لايتصوره أحد وهذا ما يجعلنا نصور في الرياض فالاستديوهات لاتصلح لنا بكل المقاييس.
* استديو خاص لطاش:
* وما المانع من عمل استديو مطابق لكل المواصفات التي تريدونها؟
ناصر: لكي تنشئ استديو بمساحة 300 متر مربع يجب ان يكون لديك على الأقل ستة مسلسلات في السنة لكي تغطي رأسمالك بعد عشر سنوات.
وأيضاً هناك مشكلة أخرى فنحن نعرف ان الاستديو يبنى بإطارات خشبية وأنك تكسو الإطارات بالخيش ثم تليس الخيش بالطين ولكن من المنفذ الذي تطلب منه ذلك العمل متى ما أردته وهذه الأعمال تجارية بحتة ونحن لانبحث عنها فنحن فنانون لم نجد من يقدمنا وقمنا نحن بجهودنا وقدمنا أنفسنا ونحن لانملك القدرة على الأمور الانتاجية ولانريد ان نتورط فيها لأنها ستؤثر على أدائنا التمثيلي.
عبدالله مقاطعاً: وحتى لو عملنا استديو لن يفيدنا بشيء فالخط الذي يسير عليه طاش ماطاش لايتماشى مع التصوير في الاستديو فكل حلقة لها مكان ولها موقع معين والاستديو يصلح لأي مسلسل متسلسل الحلقات وأستطيع ان أقول إنه لايصلح لتصوير طاش سوى مدينة كاملة أو دولة.
* ألا يصلح ان يكون الاستديو من تأسيس جهة حكومية مثل وزارة الاعلام أي انه سيكون فكرة إستراتيجية لدعم قطاع الانتاج؟
ناصر: المبالغ التي صرفت على كثير من الحلقات لتأمين المواقع لو أنها صرفت لتأمين قطعة صغيرة في محل ناءٍ وتعتبر هذه الأرض ملكا للدولة ونقوم نحن ببناء ما نريد من مواقع للتصوير لكان لدينا طيلة السبع السنوات الماضية موقع متكامل للتصوير ولكن المشكلة أنه لاتوجد لدينا هذه الأرض ونخاف ان نبني من أنفسنا وتأتي البلدية «ترفسه مثل أمراح البعارين».
* أين نعرض المسرحية؟
* لماذا لاتنتجون مسرحية؟
عبدالله هذا صعب جدا والأسباب كثيرة وأقلها أنه لايوجد جمهور وأيضا لاتوجد أماكن نعرض عليها وهذه الأماكن إن وجدت فإن الجمهور يجهلها في الغالب.
* لماذا أنتم الذين تقدمون الشخصيات غير النجدية مع أن مسألة اتقان اللهجة صعب جدا ولماذا لا تستعينون بأشخاص يساعدونكم على اتقان بعض اللهجات؟
ناصر: نعم نحن نفعل ذلك نحضر شخصا من أهل المكان ويكون معنا بحيث أنك عندما تخطئ في كلمة يقوم هو بتعديلها.
* ولكن لماذا لايكتب النص بنفس اللهجة؟
عبدالله: هذا ما يحصل فعلا ولكن أحياناً نكتب نحن اللهجة ولكن عندما ننفذها تكون مختلفة لذلك يأتي هو ليأخذ حس المشهد ويأخذ جوه ويقوم بإيجاد التناغم.
* ولكن البعض يعتبر تغيير اللهجة أمراً سيئا وهو بقصد السخرية؟
ناصر: نحن دورنا هو كسر هذا الشيء فنحن لانقصد الإساءة أبدا ونحن عندما نقدمها مرة ومرتين سوف نلغي الحواجز أما إذا سمعنا منهم وأخذنا برأي هذا أو ذاك من الذين يريدون والذين لايريدون وقتها سنتوقف ونسكر الدكان وسيضيع كل شيء وحتى لو توقفت فسيتأكد حينها القصد السيئ ولكن الآن هذا الشيء مطلوب خصوصا. وكما ذكرت ان تناول الشخصية ليس بقصد الإساءة لها أو انتمائها وفي اعتقادي أنك عندما تقدم شخصية «فؤاد» على سبيل ا لمثال بأنها شخصية تسرق أو تهرب مخدرات فهذه هي الإساءة ولكننا قدمناها بشكل جميل، وكما قدمنا الشخصية النجدية قدمنا الشخصية الحجازية وغيرها وهذا شيء عادي فهم أهلنا ويجب ان نقدمهم ونقدم لهجتهم.
|
|
|
|
|