|
| مقـالات
* * إلى متى وبعض منا نحن النساء تعايش التناقض الاقتصادي في حياتها.. تحاسب زوجها على فاتورة كهرباء دفعتها بينما ترمي بالألوفات تحت أقدام
صاحب محل ابتاعت منه معطفاً أو إشارباً حريرياً. إلى متى وبعض منا نحن النساء تمتنع عن الاهداء لأقاربها او قريباتها او مساعدة اقاربها بينما تطوح بالأوراق البنكنوتية الزرقاء والحمراء صوب حقائب اليد المتكدسة مثلها في خزاناتها والأحذية التي ضاقت ارففها بها..
بينما هي تولول حين تذكر انها دفعت مبلغاً في ترميم سور منزلها او إصلاح سيارة زوجها.. او دفع قسط من أقساط مدارس أحد ابنائها.. وتكرر الأسطوانة متى تصبح أعطياتها مثل سم بطيء يسري في الدم ليقتل كل مشاعر الجمال في الحياة.
تلقي بعض النساء بأموالهن على واجهات المتاجر الزجاجية دون أدنى تفكير بينما لا يجدن غضاضة في توقيع وثيقة احتجاج على مديرة مدرسة طلبت منهن دفع ثلاثين ريالاً لاقتناء آلة تصوير جديدة بصفة عاجلة لتسيير أعمال الامتحانات بصورة أسرع وأكثر ترتيباً.. إن الوعي الاقتصادي عملية متكاملة، فالذي يرى قيمة 30 ريالا حين يتعلق الأمر بعمل جماعي ذي مردود جماعي والاستفادة منه دائمة ومتوافرة..
لكنه يرفض الدفع لأن ثمة شعوراً قاصداً تجاه العمل وتجاه قيمة وضرورة المشاركة فيه عطفاً على الانفاق غير المقنن الذي تتضح فيه صورة الفوضى في التضارب بين الأنانية والعشق للذات وبين البخل في التعامل مع ما يتعلق بالآخر حتى لو المردود الايجابي سيطاله مع الجماعة لكن الفائدة الجماعية مرفوضة تماماً!! هذه القيم الاستهلاكية الموسومة بالأنانية المتناهية وكراهية الآخر والإصرار على حرمانه حتى لو كان ذلك الحرمان سيطال الشخص ذاته.. ما هي ملامح البيئة التي أفرزت هذه القيم وأي ظروف وعوامل صاغت شخصية معلمة ترفض دفع ثلاثين ريالاً في مدرستها بينما تدفع 1600 ريال ثمناً لمعطفٍ ترتديه أمام تلميذاتها الصغيرات ليوم واحد خلال شهر كامل فهي لا تكرر أزياءها!!؟ كلنا نساء وكلنا حفيدات عائشة رضي الله عنها في حبها للجمال والتجمل المباح لكننا حتماً نتفاوت ونختلف في منسوب قيمنا الاقتصادية والاستهلاكية!.
fatmaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|
