| مقـالات
إذا قام شعب فلسطين بأعمال جهادية انتقاماً من الإرهاب اليهودي ، تحرَّكت الدول الكبرى وأعطت الضوء الأخضر المطلق للإرهاب اليهودي في فلسطين ليقتل ويدمَّر دون هوادة، أما إذا أحسَّت تلك القوى بتفوق الشعب الفلسطيني المعتدى عليه أرهبت الحكومات ودعت لعقد المؤتمرات، وأرسلت مندوبيها بهدف إيقاف التفوق الفلسطيني، كما حدث في مؤتمر شرم الشيخ الذي طار إليه الرئيس الأمريكي السابق، واتخذ المؤتمر من القرارات ما يدعم إسرائيل في عدوانها ويوقف تفوق الفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم وقدسهم، وكما يحدث الآن، وسيتكرر الأمر كلما أحرز الفلسطينيون تفوقاً.
الفلسطينيون لا يملكون طائرة تحلِّق على ارتفاع عالٍ أو منخفض لتقذف بالصواريخ ومع ذلك أرعبت بطولات أبناء فلسطين اليهود حين ضحوا بالنفس رخيصة لردّ عدوان اليهود الذين هم أحرص الناس على الحياة، ولم تغن عنهم أسلحتهم ولا حصونهم ولا الحماية الأمريكية، ولو واجه اليهود أبناء فلسطين في حرب مواجهة لولوا الأدبار، ولعادوا إلى بلادهم التي قدموا منها في أمريكا وأوروبا وروسيا وغيرها.
الطائرات اليهودية أمطرت الفلسطينيين القنابل وهم يتناولون إفطار رمضان، ودمَّرت مقارَّ السلطة الفلسطينية التي كانت تطارد مجاهدي حماس لتزج بهم في السجون علّها ترضى عنها إسرائيل ومن يثور لثورتها ويهدأ لهدوئها، ولم ينكر العالم المتحضّر هذا الفعل، بل هبَّ لنصرة المعتدي ضد المعتدى عليه بل إن شيخاً (أوصله هذا الزمن أن يكون أعلى مسئول في أعلى مؤسسة تعليمية إسلامية) انطلق لسانه بالبهتان ليعدَّ استشهاد المجاهدين عدواناً على الأبرياء وصمت لسانه حين قامت إسرائيل بعدوانها الذي أنطق الجماد، وكيف توصف أعمال الدفاع عن الأرض بالإرهاب ويوصف الإجرام الإسرائيلي بأنه دفاع عن النفس، أم أن اليهود نفس والفلسطينيين ليسوا نفساً، أم أن شارون حمل وديع ومحمد الدرة سفاح فتّاك؟
لماذا يُفرق هذه الأيام بين إرهاب الأفراد وإرهاب الدولة، فعندما تحصد الدولة بطائراتها شعباً على أرضه لا يعد ذلك إرهاباً، وعندما يهب مجاهد نفسه دفاعاً عن أرضه وشعبه تجتمع القوى كلها ضده ويتساوى القريب مع البعيد.
عندما تجمع المنظمات الخيرية الإسلامية أموالاً بالدولار لإغاثة المنكوبين تسارع أمريكا إلى وضعها على قائمة الإرهاب، أما عندما يرسل اليهود في أمريكا ملايين الدولارات وأشد الأسلحة فتكاً فلا يعد ذلك إرهابا؟
لقد جاوز الظالمون المدى معتمدين على قوتهم الاقتصادية، وأسلحتهم الفتّاكة، وهيمنتهم على القرار السياسي، ولكن الظلم مرتعه وخيم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وكما أسقط الاتحاد السوفيتي ظلمه للشعوب فإن الآخرين ستسقطهم دعوات المظلومين في جوف الليل، ولو حاولوا منعها في المساجد فإن دعاء السحر ليس بينه وبين الله حجاب، وإذا ادلهمت الخطوب فإن من يسمع همس الأسحار سيرسل نصره ولو بعد حين، فالصبر الصبر، شعب فسطين، فإنه سيأتي إذا صابرتم ومددتم أيديكم إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، فكيف إذا كان المظلوم طفلاً بريئاً ، وامرأة ثكلى، وشعباً اجتمع عليه الظلمة؟!
للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
ayedib@hotmail.com
|
|
|
|
|