| مقـالات
يتحدثون عن الحضارة كثيراً، ويرون أنهم أهلها.. ويتحدثون عن الحقوق الإنسانية.. ويرون أنهم الذين يدافعون عنها.. ويتحدثون عن الاعتدال ويرون أنهم الذين يحملون لواءه.
وعندما نشاهد فيلماً في إحدى الغابات نرى كيف يتوثب الأسد أو اللبوة، أو النمر أو أي حيوان مفترس.. كيف يتوثب ويتهيأ عندما يرى الحيوان الآمن الذي لا حول له ولا قوة سوى الفرار والركض فينقض عليه.. حتى يمسك به.. وهنا تبرز الغريزة الحيوانية.. فيمسك به من حلقه.. إنها الغريزة الحيوانية.. من علم ذلك الحيوان المفترس ان مصدر النفس ومجراه يمر بالحلق.. وهكذا يجثم عليه حتى يلفظ أنفاسه ثم يجره.. فتجتمع البقية، ويبدأ النهش.
وفي أفغانستان.. تبدو الدراما المحزنة.. الضعفاء والمساكين.. يقتلون والطغيان الغربي يستفحل.. الأمريكان يقصفون بكل عشوائية والبريطانيون ينتشرون في كابل، رغماً عن أنف أهل البلد الأصليين. والفرنسيون.. حتى الفرنسيون يأخذون حقهم.. وكذلك الإيطاليون قادمون.. وغيرهم وأهل البلد شذر مذر.. وهذه حصيلة الاختلاف في الرأي، ولو أن قوات سرحت ومرحت في بلدان تلك الجيوش التي غزت افغانستان وقسمت تلك البلدان فيما بينها وقتلت وذبحت وشردت ماذا ستكون ردة الفعل؟!.
إنها الحضارة الغربية، المشوهة، المتلونة، المنافقة.
القوة فوق كل شيء في عصرنا الحاضر، واللي ما يعجبه هذا المنطق فالبحر عريض.
وإسرائيل من الجهة الأخرى تقتل وتهدم وتشرد.. وآذانهم صماء ومجلس الأمن يتمدد أعضاؤه على الآرائك يدخنون سيجاراتهم بشراهة.. يشاهدون مشهداً ومشاهد من مهازلهم.
وتبحث عن الحق والحقيقة فلا ترى إلا السراب.. يكفي أن تقوم جيوش بقتل الضعفاء والمساكين وتشردهم من غير حق ولا برهان.. لان يعري ذلك كل المبادئ التي ينادي بها هذا العالم المتحضر.. وان يجعل اعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة يطأطئون رؤوسهم خجلاً وذلة ومهانة.
|
|
|
|
|