| الاخيــرة
كفل الإسلام حق المرأة المسلمة أحسن كفالة.. وكرمها أفضل ما يكون التكريم، وساواها بالرجل في الحقوق والواجبات وفي خدمة الدين والدولة، وفرض عليها ما تستوجبه طبيعتها من واجبات وفروض، وفي الوقت نفسه أعطاها المساحة القانونية الكافية اللازمة لإنصافها في حال أصابها حيف أو وقع عليها ظلم.
وكلنا يعرف كم من النسوة المسلمات وقفن أمام الرسول عليه الصلاة والسلام، وأمام الصحابة رضوان الله عليهم يشتكين ويطلبن النصفة والحقوق الكاملة لهن دون خوفٍ من خصم أو حياءٍ من نصوص المخاصمة، ولا نزال نذكر مقولة الخليفة الفاروق رضي الله عنه حين قال: «أخطأ عمر وأصابت امرأة».
ومع ذلك فقد كانت نساء المسلمين يجدن مساحة أكبر للتعبير، ولغة أوسع للوصف حين كن يتحدثن عن همومهن وأشجانهن إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث الاطمئنان إلى طبيعة المرأة التي تعي تماماً مثيلتها، وتكون ألصق بفهم دقائق كثيرة عن الشؤون النسوية التي تغيب، او تغيّب عن الرجل إما بقصد أو بتعمية هروباً من التصريح. بل إن لجوء المرأة إلى التلميح عن قضية تشغلها أمام الرجل قد ينقص من حيثيات هذه القضية ويؤدي في النتيجة إلى اهتزازها مضموناً وأثراً قبل إصدار الحكم فيها.
كثيرات من يعدن من دور القضاء تاركات نصف الحقائق شوكاً في حلوقهن.. أو دمعاً في عيونهن.. فهن باختصار لم يستطعن تحميل «الرجل القاضي» كل الحقيقة التي وددن الإفصاح عنها ثم أسفن وتمنين لو أنهن كنّ أمام امرأة أخرى تفتح لهن قلبها فيفتحن لها أبواب الحقائق عن آخرها.
أتساءل: ما الذي يمنع ان تكون هنالك مكاتب مساعدة نسوية لشؤون المرأة وقضاياها، بحيث تكتسب هذه المكاتب أو المؤسسات الصفة القانونية تحت أي مسمى يخدم شؤون المرأة القانونية.
وما أكثر مثل هذه الشؤون! وما أكثر النساء الخريجات من القانون والشريعة والتربية اللواتي يعملن موجهات مجاناً لبنات جلدتهن خارج أماكن وظائفهن!
فلماذا لا تستطيع هؤلاء أن يعملن بصورة أفضل أداءً وقانونية من خلال مثل تلك المؤسسات الاستشارية المساعدة أسوةً بما يقدمه المستشارون الرجال، والأطباء الرجال، والمهندسون الرجال، والقانونيون الرجال، والتربويون الرجال.. وكل شيء الرجال؟!
إننا نسهم من حيث لا نعلم في فتح المجال أمام المتصيدين الذين نذروا أنفسهم في الآونة الأخيرة لنبش الرمال علهم يجدون ما تتندر به ألسنتهم في الإعلام بمختلف وسائله، والهجوم علينا ليس بهدف الإنصاف ولكن بُغية التشويه والاستخفاف.
في آخر لقاء عالمي لرجالات ونساء الغرب والشرق احتلت قضايا المرأة السعودية الأولوية المطلقة والكلمات والتعقيبات، التي كانت كلها تحاول أن تثبت أن المرأة السعودية مغيبة تماماً عن فعاليات مجتمعها، وأنها تقع حتى خارج هامش الحياة بمختلف قضاياها اليومية.
والذي لا شك فيه أن كل ما قيل إنما جاء في باب المزايدات التي تناسب المرحلة الإعلامية التي يقودها الغرب ضد المجتمع السعودي. صحيح أن الوفد السعودي رد بما هو جدير بالرد وكافٍ لوضع الأمور والحقائق في نصابها الصحيح. وأوضح أن هؤلاء لا يعرفون الكثير عن وضع وخصوصية المرأة السعودية المسلمة. ولكن تبين في الوقت نفسه أننا بحاجة ماسة إلى التواصل الإعلامي معهم الذي يخدم قضايانا الاجتماعية مع التركيز على دور المرأة الذي ربما استتر حياءً أو دونما قصد. كما أننا بحاجة إلى التواصل مع ذاتنا والنظر بكلتا العينين الى رئتي مجتمعنا حتى لا نبدو وكأننا نتنفس برئة واحدة.. وتاليتها؟!!
Hendmajid@hotmail.com
|
|
|
|
|