| متابعة
* إسلام أباد من جاك ريدن رويترز:
قبل هجمات 11 سبتمبر ايلول ضد الولايات المتحدة طلبت السلطات الباكستانية من حامد قرضاي الذي اختير لرئاسة الإدارة الانتقالية في أفغانستان مغادرة البلاد.
وأكد هذه الحادثة دبلوماسيون تحدثوا مع قرضاي في ذلك الوقت مبرزين الفجوة التي تفصل بين سياسة باكستان في الماضي وموقفها الرسمي الحالي المرحب بالاتفاق الذي جعل الرجل والتحالف الشمالي خصوم إسلام أباد السابقين مسؤولين عن الحكومة المقبلة في أفغانستان.
وقال بابر شاه الباحث بمعهد إسلام أباد للدراسات الاستراتيجية: «بصراحة فإن حب باكستان لطالبان وصل لمرحلة جعلت من سياستها تجاه أفغانستان سياسة عرجاء إلى حد ما إذ تبنت موقفا متطرفا».
وعندما حدثت هجمات 11 سبتمبر ايلول كانت إسلام أباد لا تزال تؤيد طالبان الذين يعتقد قرضاي انهم اغتالوا أبيه في باكستان في عام 1999 وكانت تأمل ان يهزم حكام كابول الإسلاميون التحالف الشمالي.
والآن سيرأس قرضاي الحكومة الأفغانية التي من المفترض ان تدير البلاد خلال الأشهر الستة المقبلة والذي ربطته على ما يبدو علاقات جيدة مع إسلام أباد رغم انها طلبت منه مغادرة باكستان بعد ان عاش بها لسنوات.
وسيسيطر الطاجيك العرقيون في التحالف الشمالي على وزارات الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية وهي أقوى ثلاث وزارات.
وقال برويز اقبال تشيما رئيس معهد البحوث السياسية بإسلام أباد عن علاقات باكستان مع الحكومة الأفغانية الجديدة التي ليس لها فيها سوى عدد قليل من الحلفاء الواضحين انها «لن تكون دافئة جدا».
وقال لرويترز: «لكن باكستان ستكون محقة من الناحية الدبلوماسية لان تنظر في الطريقة التي سيرد بها التحالف الشمالي».
وسعت باكستان دائما إلى تنصيب حكومة صديقة في كابول يسيطر عليها البشتون وهم جماعة عرقية يفوق عدد أبنائها على الجانب الباكستاني من الحدود عدد من يعيشون في أفغانستان.وشجعها ذلك على دعم طالبان اذ انها حركة بشتونية بالكامل تقريبا جاء أعضاؤها غالبا من المدارس الدينية في باكستان، وفي المقابل يتكون التحالف الشمالي أساسا من اقليات الطاجيك والأوزبك والهزارة الأفغانية.
لكن هجمات 11 سبتمبر ايلول أدت إلى انقلاب غير ان الجنرال برويز مشرف حاول منع احلال حكومة يسيطر عليها التحالف الشمالي محل طالبان.
لكن إسلام أباد لا تزال تخشى ان تكسب الهند عدوتها اللدود التي دعمت التحالف الشمالي نفوذا في أفغانستان من خلال الحكومة الجديدة.
واشتكي حامد جول من ان «التحالف الشمالي أخذ كل شيء» وكان رئيسا لجهاز مخابرات يضم عدة أجهزة باكستانية ودافع عن سياسة تجاه أفغانستان مؤيدة لطالبان.لكن لا توجد بدائل كثيرة أمام باكستان الآن، وبينما أعلن افتخار مرشد سفيرها لدى روسيا يوم الاربعاء الماضي ان الحكومة المؤقتة «خبر سيء جدا» اضفى وزير خارجيتها عبد الستار ملمسا دبلوماسيا على رد الفعل.
وقال عبد الستار «سرنا للغاية سماع الخبر».
ويقول دبلوماسيون إن باكستان شعرت بارتياح لأن برهان الدين رباني رئيس التحالف الشمالي لم يحصل على أي دور على ما يبدو في الحكومة الجديدة.
كما كانت تخشى كذلك من ان يتولى عبد الستار صراط وهو من الأوزبك ووزير سابق للعدل في أفغانستان أي منصب قيادي.
وبغض النظر عن الماضي فهناك اعتبارات الآن لدى الجانبين تدعو لأن يعملا معا، ولا بد ان يكون الاستقرار في أفغانستان والفرص الاقتصادية التي قد تنفتح في مصلحة باكستان بشرط الا تكون كابول معادية عداء واضحا.
كما لا يستطيع حكام كابول الجدد تحمل معاداة إسلام أباد التي تسيطر على طرق التجارة الرئيسية لأفغانستان التي لا توجد لها أي منافذ بحرية.
وقال تشيما «على أي حكومة تأتي إلى السلطة في كابول ان تقر كذلك بحقيقة انها معتمدة بشدة على باكستان كممر للتجارة وانه لن يكون من مصلحتها استمرارالعلاقات الباردة معها».
وأضاف «من الواضح انها الحكومة الأفغانية سترغب في ان يكون لها نوع من علاقة العمل السليمة، سيكون ذلك هو الحد الأدنى».
إلى جانب ذلك فان العلاقات بين باكستان وأفغانستان غير مستقرة بعد مثل التحالفات الانتقالية داخل أفغانستان، فظاهر شاه ملك أفغانستان السابق الذي توقفت باكستان للتو عن معارضته بعد عقود من العداء بسبب مؤامراته المفترضة ضد باكستان ينتمي إلى البشتون.
وستحكم الحكومة الأفغانية المؤقتة التي ستتولى في 22 ديسمبر كانون الأول الجاري لمدة ستة أشهر فقط إلى ان يجتمع مجلس تقليدي لشيوخ القبائل ليشكل حكومة جديدة تقود أفغانستان في العامين التاليين.
وقال تشيما من معهده الذي تدعمه الحكومة «لا اعتقد ان باكستان ستسعى لإثارة أي مشاكل، واعتقد انه إذا ظهر أي خلاف في الرأي فانه لن يحل إلى ان تتولى الحكومة التقليدية».
وفي النهاية فان باكستان مثل أي جار لأفغانستان تستطيع ان تحاول إثارة مشكلات داخل البلاد، وفي هذه اللحظة تؤيد جميع الدول المجاورة جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، لكن من السهل العثور على حلفاء لإبقاء البلاد غير مستقرة مع ظهور انتقادات سريعة للاتفاق من قادة أفغان ساخطين..
مقاتلون مناهضون للطالبان يتفحصون مخلفات ذخيرة الهاون التي تركتها قوات طالبان في ملاوا بالقرب من تورا بورا.
|
|
|
|
|