| الثقافية
ان الأساليب التربوية التي يُتعامل بها مع الطفل عديدة جداً، وتختلف من طفل لآخر من حيث جدواها ومدى امكانية تطبيقها معه.
ومن أهم الأساليب التي يستخدمها الأباء مع أبنائهم هو أسلوب المكافأة «التعزيز» بالمفهوم السيكولوجي.. ولهذا الأسلوب أهميته في التحكم في سلوكيات الطفل وتكوين قاعدة سليمة لسلوكياته.. وتصرفاته.
دعونا نضع مفهوماً مبسطاً للمكافأة «التعزيز».. من جانبين هما: الأول/ الناحية النفسية للطفل بحيث ان الطفل يتعلم بشكل أسرع عن طريق المكافأة فحين تُستخدم معه المكافأة لسلوكيات حسنة صدرت عنه فإنها تُكسب الطفل الشعور بالراحة النفسية وترسخ تلك السلوكيات بداخله ويتضح له ما ينبغي له أن يعمله، بعكس إذا ما قام بتصرف سيىء ولم يُدرك وقتها أن تصرفه كان خاطئاً وحرم من المكافأة حينها سيعلم الخطأ في سلوكه الصادر وسيعمل له حرمانه من المكافأة كمنبه عند ذلك السلوك.. وتتكون لديه قاعدة ما لا ينبغي عليه ممارسته حتى لا يخسر المكافأة.
ثانياً/ الأبوان.. فمن خلال أسلوب المكافأة مع طفلهما سيعطيهما ذلك فرصة أكبر في التحكم في سلوكيات طفلهما وجعلها بشكل يكون قاعدة سلوكية تنطلق من خلالها سلوكيات ذلك الطفل.
* * المكافأة «التعزيز».. لها عدة أنواع وطرق، فهناك التعزيز المستمر.. وهذا النوع يكون بشكل متواصل بعد كل سلوك يقوم به الطفل، وهناك التعزيز المنقطع، وهذا يكون بشكل متذبذب وغير متواصل أي بعد بعض التصرفات يعطى تعزيزا والبعض الآخر لا يعطى عليها رغم أن جميعها حسنة. أما طرق التعزيز فمنها اللفظي وهي التي تكون بشكل عبارات الثناء والشكر والمديح مثل «يا بطل» «ممتاز» وغيرها من العبارات.. والملموسة تكون بأشياء يحبها الطفل أو يميل إليها مثل «مشاهدة برنامج أطفال» «لعبة معينة» «قطعة شوكلاتة» وغيرها.. وبما أن المكافأة تختلف بداخلها فإن استخدامها يختلف من طفل لآخر، وتختلف أيضاً باختلاف نوع المكافأة المقدمة للطفل، فالأطفال يختلفون في شخصياتهم وتكوينهم النفسي، وطريقة تنشئتهم وبالتالي فإن التعزيز الذي أحدث نتيجة ممتازة مع الطفل «س» قد لا يجدي مع الطفل «ص» بحيث ان «س» يمكن له الاستجابة للتعزيز «المكافأة» اللفظية.. بحيث ان كلمة «بطل» مثلاً قد تساهم في تكوين سلوكي لديه بعكس الطفل «ص» الذي لا يجدي معه التعزيز اللفظي.
* * من خلال أنواع التعزيز أنصح الآباء من وجهة نظري بالتعزيز المتقطع لأنه يعطي للطفل فرصة أكبر لتقويم سلوكياته بحيث في كل مرة يقوم فيها بسلوك حسن ينتظر مكافأة مثل المرة الأولى لكن لا يحصل عليها إلا في السلوك الرابع مثلاً..
وهنا يعطى الطفل قاعدة سلوكية أكبر يصنف بها السلوكيات الحسنة من الخاطئة وفق توجيهات الآباء.
* تُفيد المكافأة بشكل كبير في تعديل سلوك الطفل، لكن يجب ملاحظة سلوكيات الطفل أولاً ثم تحديد السلوك الخاطئ المراد تعديله وقبل التعديل تحديد سلوك حسن يحل محل السلوك الخاطئ.. حتى تتم المكافأة بشكل مفيد.
مثال: الطفل «ع» لديه سلوك «مص الاصبع» نبحث أولاً في السلوك الذي يمكن وضعه محل «مص الاصبع» وبالتالي يتعدل.
الطفل «ع» يحب الألوان والرسم وبالتالي يمكن أن أشغل يديه بالرسم وأعطيه بشكل غير مستمر مكافأة لكل رسم يرسمه وتدريجياً يكون قد تم إحلال سلوك حسن مكان سلوك خاطئ.
* * ومقابل المكافأة هناك «الحرمان» وهو عبارة عن حرمان الطفل من الشيء الذي يفضله ويحبه عند قيامه بتصرف خاطئ، هذا قد يكون مجديا لكن الحرمان المستمر للطفل قد يتسبب للطفل بأمور سلبية مع مرور الوقت.
فالحرمان المستمر قد يكون للطفل شخصية منعزلة، ومترددة، وفاقدة للثقة في نفسها. بالاضافة إلى أن مفهومه لذاته قد ينخفض ويبدأ بتحقير نفسه واعطاء شخصيته أقل من قدراتها.
* * أخيراً..
أتمنى من جميع الأباء الموازنة بين عمليتي المكافأة والحرمان، وأن تكون بشكل منظم واع بحيث تعطي نتائج سليمة، بالاضافة إلى توحيد أسلوب التعامل مع الطفل من خلال الأب والأم.
تهاني بنت عبدالكريم المنقور
للتواصل ص.ب :56951 الرياض : 11564
|
|
|
|
|