| مقـالات
كيف هي علاقتنا مع الغرب الآن؟، أين نقع بالنسبة لهم، هل نحن في حاجة اليهم، أم هم بحاجة الينا؟ كيف يمكن ان نصل اليهم ونتعامل معهم ان كان لابد لنا من ذلك؟ هل نحن نتطلع الى العزلة والاستقلالية عنهم؟ هل هم بالنسبة لنا اعداء ام اصدقاء؟ هذه الاسئلة وأمثالها شغلت مفكري ومثقفي عالمنا العربي والاسلامي على مدار عقود طويلة من الزمن، فلا يكاد يمر منتدى او مهرجان ثقافي عربي الا ويثور فيه جدلٌ حول هذه الاسئلة وأمثالها.
منذ بداية السبعينيات أظهرت بعض القيادات المتطرفة تشنجا حادا في تعاملها مع الغرب يدفعها في ذلك عواطف ملتهبة في البعد السياسي القومي حينا والبعد الديني حينا آخر يتحدث هؤلاء معلنين بوضوح عن رغبتهم في تدمير وإفناء حضارة الغرب، ويؤكدون ان حضارتنا لا يمكن ان تقوم الا على انقاض حضارة الغرب، بل ان البعض من السياسيين قادهم التفكير الى ضرورة التعبئة العسكرية لمواجهة الغرب وضربه في كل مكان اما المحافظون من عالمنا فلا ينفكون عن الدعاء بأن لا يبقي الله منهم احدا وان يرمل نساءهم وييتم أطفالهم.
وبغض النظر عن صحة ومنطقية ما ذهب اليه هؤلاء، ألا يدرك هؤلاء الفجوة المادية الهائلة التي تفصلنا عن الغرب. ألا يدرك هؤلاء المسافات الفلكية يتجاوزنا بها الغرب، ألا يدرك هؤلاء اننا في هذا الزمن اصبحنا عالة عليهم ونقتات من موائدهم؟ «لا نتحدث هنا عن الجانب الروحي». اذن من السخف والتخبط والجهل ان نتحدث في هذه المرحلة عن مواجهة مع الغرب.
ان المنطق الصحيح والتفكير العقلاني يقتضي ان نأخذ بأسباب القوة التي تجعلنا نصل بل ونتجاوز ما وصلوا اليه ولا اعلم ان هناك سبباً يمكن ان نأخذ به غير التعليم التعليم والتعليم فقط هو السلم الذي نعرج من خلاله الى سماوات القوة. دعونا نتجه الى تعليم الجيل القادم من ابنائنا تعليما حقيقيا فهم الترسانة الحقيقية التي ستفرض على الآخرين احترامنا تخيل لو أن جزءاً من ميزانيات التسليح في عالمنا العربي والاسلامي صرفت على التعليم، الا ترى ان الحال سيختلف تماما.
ثم دعونا نعلم أبناءنا اننا جزء من هذا العالم، نساهم في تخفيف معاناة البشر وننشر وندعو للسلام العالمي، ونتحاور مع الآخرين ونفهمهم ويفهموننا لنبني معهم عالماً يحقق الرفاه للجميع.
كلية المعلمين بالرياض
|
|
|
|
|