| العالم اليوم
مع تواصل استسلام مقاتلي طالبان وحلفائهم من الأفغان العرب وكان آخره استسلامهم في مدينة قندهار للقبائل البشتونية، أخذت وكالات الأنباء تتحدث عن تعرض من يسمون بالأفغان العرب إلى إبادة جماعية من خلال القتل المقصود واستهداف العرب دون غيرهم، وقد يكون ذلك مصيراً متوقعاً خاصة في ظل الحقد المتبادل بين أطراف القتال، وكنا أكدنا بأن ذلك ليس من أخلاق المسلمين سواء في الحروب أو غيرها، إلا أن الذي يجري في أفغانستان لا يخضع للمقاييس الإسلامية أو الأخلاقية وحتى الحربية، ولهذا فكل ما يحصل وما نسمع به من مراسلي وكالات الأنباء العالمية الذين يتواجدون في المدن الأفغانية ومعظمهم من الأمريكيين والأوروبيين والحقيقة أن تقاريرهم أكثر مصداقية من تقارير المراسلين الآخرين، ولهذا فعندما يتحدث هؤلاء المراسلون الغربيون عن عمليات قتل متعمد للعرب الذين قاتلوا مع طالبان فهذا مصير من يدخل حرباً لا رحمة فيها رغم أن المتقاتلين من المسلمين.. وعلى العموم هذا ما كانوا يتوقعونه أنفسهم، ولكن الذي لم يتوقعه المقاتلون والذي لا ترضاه الشريعة الإسلامية ولا الأخلاق ولا القيم ولا المنطق ما يجري للأسر الإسلامية من المقاتلين الذين يسمونهم الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب الأفغان في حربهم ضد السوفيت وانتهى بهم المقام للحرب إلى جانب طالبان ضد التحالف الشمالي والأمريكان.. فالتقارير الصحفية التي يبعث بها المراسلون الغربيون تؤكد بأن نساء الأفغان العرب.. الأفغان العرب بالذات قد تعرضن للمضايقة وبعضهن تعرض للاغتصاب وأن أطفالهن يتعرضون للإيذاء والمضايقة وحتى الحجز والتجويع وهذا ما لم يحصل حتى في الحروب التي خاضها المقاتلون المسلمون في مواجهة قوات وأقوام غير مسلمين، مما يجعل الإنسان المسلم يندى جبينه خجلاً من هؤلاء الذين ما زالوا يسمون أنفسهم بالمجاهدين وجنودهم يغتصبون النساء المسلمات ويجوّعون ويؤذون أطفال العرب المسلمين، وهو ما يفرض على منظمة المؤتمر الإسلامي والدول العربية حتى التي لا يوجد من رعاياها من يقاتل في أفغانستان التدخل لدى الحكومة الأفغانية الجديدة والقوات الغربية المتواجدة في أفغانستان لتمكين النساء والأطفال من مغادرة المدن الافغانية وإعادتهم إلى بلدانهم فلا ذنب للنساء ولا يمكن تحميل الأطفال دفع ثمن خسارة آبائهم.. وإذا كانت الدول الإسلامية قد تداعت لمواجهة مأساة النساء المسلمات في البوسنة والهرسك وكوسوفا عندما تعرضن للإساءة والاغتصاب من قبل الصرب.... فالسكوت عما يجري في أفغانستان للنسوة المسلمات العربيات جريمة يشارك فيها الجميع إن لم يبادروا إلى إيجاد حل سريع لإنقاذ الأسر الإسلامية من زوجات وأطفال مَنْ يسمون بالإفغان العرب، فإذا كان الآباء قد بالغوا في الغلو إلى حد التسبب في حرب مأسوية فلا يجب أن يفرض على عوائلهم دفع ثمن كبير يسيء للمسلمين جميعاً.... ويولد أحقاداً لا تنطفىء.. ويغذي ويربى أجيالاً أخرى للإرهاب.
كما أنه يجب الإعلان من قبل المنظمات والهيئات الدولية الرسمية والحكومية وغير الحكومية وبصوت عالٍ وبشكل واضح أنه يجب تقديم المسئولين عن هذه الانتهاكات التي تتعارض مع الديانات السماوية والشرعية الدولية الى المحاكم الدولية واعتبارهم مجرمي حرب أسوة بما حصل لمجرمي الحرب في حروب البوسنة والهرسك وكوسوفا.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|