أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th December,2001 العدد:10663الطبعةالاولـي السبت 23 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

لحظة تساؤل..؟؟!
تفكيرنا بين التكنولوجيا و«الضعفلوجيا»
عزيزتي الجزيرة..
تحية طيبة..
لحظة تساؤل.. فتتبعها عبارات سقطت صريعة على قلبي هل انصفتنا الحياة.. انتِ.. هي.. هو.. جميعكم.. لقد جال فكري.. واختلط في ناظري شرق الكون بغربه.. وازدادت ظلمة الوجود من حولي.. فتكسرت البراويز.. وتخدشت المرايا.. فداهمنا الطوفان.. كل يوم شبيه بالغد الذي لم يأت.. ونحن لم نزل على هذا المسرح.. نجيد التمثيل كغيرنا من الأنام تعددت اقنعتنا رغم ضيقنا منها.. واشمئزازنا من الذين يرتدونها.. ولكن ربما مع الأسف وربما لحسن الحظ..
فمرات نكسب الرهان ونمتلك البطولة على خشبة المسرح.. ومرات نخسر الرهان فنعقد مواضع الاتزان.. فلا يلبث النقاء ان يرسم خطوطاً بارزة على صدر الزمان.. وفي كلتا الحالتين من كان الضحية هي تلك المضغة التي تنبض بين اقفاص وقد بح صوتها تنعي من دمرها..
خط عمودي منحدر الى الأسفل جاعلاً تحته نقطة لتعجب حائر باحث عن حلول.. ممشط أروقة الطرقات.. متخبط يلتفت ذات اليمين تارة.. وذات اليسار تارة.. ينظر الى أمامه وخلفه.. والى أعلاه وأسفله.. متصل التفكير باحثاً عن حل حتى لا يبقى بين وبين.. بين نعم ولا تائها.. وبين السماء والأرض متعلقاً.. وبين الأمل واليأس راجياً.. وبين القبول والرفض خائفاً.. وبين الوهم والحقيقة متردداً.. قد يتعلق الإنسان بأمل لا أساس له موهماً نفسه انه على طريق غايته وهدفه.. حتى لا يكون بين وبين، ولكنه أساساً يمثل علي ولنفسه ظروف وأوضاع لا تتناغم مع صرير الرياح..
أما عن نفسي فقد امتلأ رصيدي من الآمال والأحلام.. والتي لم تغير شيئاً يذكر.. يغير من مجرى حياتي.. قد امتلأ عقدي من الطموحات والأحلام المنتظمة المتتالية في خيط رفيع.. كلما بدأت في تحريكه بإبهام كفي سقطت على الأرض ليتناثر خرزه بين أحضان الحجارة والثرى..
قد حرمتنا الدنيا من مجرد ان نتمنى ونسعى لتحقيق ما نريد.. وكأنما نحن في دائرة مطاطية مغلقة كلما حاولنا الخروج اصطدمنا بالجدار وعدنا الى ما كنا عليه.
أيقنت بأن الضمائر ماتت وأحرق جثمانها.. التفكير المدجج بذخائر «الأنا» والذي لم نعد حتى نترحم عليه.. لأنه لا يوجد لدينا متسع من الوقت لاسترجاع شريط أيامنا المليء بالدموع والدماء.. ترى متى ستظهر روح الضمير في احشائنا.. لتنطق بالحق.. ولنبش مقبرة الضمائر بكل صدق باحثين عن انسانيتنا.. وإيماننا الصادق بالقضاء والقدر.هذا هو حالنا في اليوم والأدهى والأمرّ في الغد.. نعم في الغد..
تفكيرنا والذي أصبح كعجوزٍ لا يقيه من السقوط إلا عصا يتكئ عليها.. وهو ما يسمى بالتطور أو «التكنولوجيا».. او ما يحلو لي ان أُسميه «بالضعفلوجيا».
بل القصور في التفكير والاعتماد على كل ما ينتج تحت اسم الرقي والتطور.. متناسين ما تترتب عليه هذه الراحة المتسلطة من لمسة زر تريحنا في ذلك الوقت.. وتعيقنا في الوقت ذاته.. مسببة لنا الشلل الإرادي في العقول والصحة.
آخذين منها القشور وتاركين لبها.. جالسين في صومعة الواحة واللامبالاة..
أجل جميعنا ندرك.. بأن النهاية بين اللحود..
لكن ماذا قبل النهاية.. ما الذي زرعناه كي نحصده في الغد.. للأسف لا شيء يستحق الذكر..
ما خلفنا إلا كرهاً وضغناً وجرحاً وسواداً وتشاؤماً.. متوجهاً بشخصية ضعيفة في كامنها...
فهذا حالناً غداً فما بالكم ببعد.. الغد..!!
نجود أحمد
الرياض


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved