| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير الجزيرة الغراء
قال تعالى (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً) صدق الله العظيم.
حرص الإسلام على حفظ النفس وحفظ العقل لأن العقل كالروح من الجسد، به يعرف الخير من الشر والضار من النافع وبه رفع الله الإنسان، لأن عنايته بروحه وعقله وبدنه جميعاً تجعله مستقيماً في حياته على الفطرة السوية التي فطره الله عليها. كما حرص الإسلام على إقرار الأمن حتى يعيش الناس في استقرار وأمانة وبفضل من الله ونعمة منه فإن بلادنا تشهد أماناً واستقراراً لا مثيل لهما وعلينا نحن كمواطنين ان نساهم في إبقاء هذا الوضع الآمن والمحافظة عليه بشتى السبل وأن يكون كل مواطن رجل أمن يهمه أمن وطنه.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس). وهذا الحديث يدل على فعل الخير وترك الشر وقيمنا الإسلامية تدعو إلى النظام واحترام حقوق الآخرين فالمسؤولية كبيرة على الجميع.
إن الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية تكتسب أهمية متزايدة نظراً لأهدافها الكبيرة المتمثلة في تنمية الحس الأمني وحفز الشعور بالمسؤولية لدى المواطنين وتوطيد العلاقة ومد جسور الثقة بين رجل الأمن وأفراد المجتمع بما يحقق تعزيز الجهود وتضافرها للوقاية من الجريمة والحد من الحوادث المرورية. ولو نظرنا إلى الآلة الحديدية (السيارة) التي لا عقل لها ولا فكر بل أصبحت ولشديد الأسف أداة قتل بيد (الإنسان) نفسه أو بأخرى مثل السموم وتناول المخدرات والمؤثرات العقلية ولما لهما من تأثير على حياة الفرد والأسرة جاء اختيار شعار الحملة الثانية (حتى لا تروح الروح) مفهوماً دقيقاً لحماية أرواح الناس والمجتمع بأسره من هذه الشرور «كفانا الله وإياكم منها».
والسيارة استخدمها البعض من صغار السن الذين لم يدركوا بعد حجم الأخطار الناجمة عن الاستخدام غير الصحيح لها. فأصبحت وسيلة سريعة (لنقلهم) إلى القبور بدلاً من نقلهم إلى مدارسهم وأعمالهم.
فلا بد من ترسيخ مفهوم الوطنية من خلال الالتزام بأنظمة المرور وعلى كل واحد أن يكون هو القدوة الحسنة (لا تنه عن خلق وتأتي بمثله..).
وتشير الدراسات المتخصصة إلى أن المعدل الحقيقي للوفيات المرورية بالمملكة يقدر بقتيل في كل ساعة ومعدل الإصابة 4 مصابين في كل ساعة. إذاً هناك نزيف بشري على الطريق لا بد من إيقافه وأطراف معادلة وقوع الحادث في أضلاع المثلث المعروف وهي :
1 السائق. 2 الطريق. 3 المركبة
ونقول ان ركيزة الحلول للمشكلة ترتبط أساساً بعنصرين هما التوعية والعقوبة وهو مبدأ الثواب والعقاب فلا بد من حفظ الضرورات الخمس في الشريعة الإسلامية وهي (الدين حفظ النفس والمال والعقل والنسل). إذاً نقول لقائدي السيارات ولكل أب وأم:
لا تجعلوا أطفالكم ضحايا للحوادث وعليكم بالحفاظ على أرواحهم وأرواح الآخرين. ونشر التوعية والمشاركة بالجهود المبذولة والحث على اتباع الأنظمة ومراعاة آداب الركوب والسير. والتعاون مع الجميع على الخير والتقوى ومساعدة أجهزة الأمن والإبلاغ عن كل مخالفة صغيرة كانت أو كبيرة.
قال لقمان لابنه: يا بني لا تضحك من غير عجب، ولا تمش من غير أدب، ولا تسأل عما لا يعنيك. ولأن دور التربية الإسلامية هو السياج الذي يحمي شبابنا من كل صنوف الانحراف ويتحقق ذلك إن شاء الله بتكامل دور المواطن مع أجهزة الأمن بمملكتنا الحبيبة، لأن الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله حريصون على المواطنين وعلى الثروة البشرية وعلى أمن هذا البلد المعطاء وينبغي علينا أيضاً أن نحرص على سلامة أنفسنا باتباع الأنظمة والقوانين الأمنية ومعالجة مشاكل السير بأسلوب علمي مساير لروح الحضارة الحديثة.
ونحن نتحدث عن هذه الحملة لا بد لنا من أن نوجه الشكر والتقدير والعرفان لرجل الأمن الأول في بلادنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي يصل الليل بالنهار من أجل خدمة هذا الوطن وحفظ أمنه وأمانه وكذلك لسمو نائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. ونسأل الله أن يحفظ قادتنا وبلادنا من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
نيف محمد الشمري
مدرسة عثمان بن عفان بعفيف
|
|
|
|
|