| محليــات
ردد الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر الحكمة الشعرية التي تقول (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا..) أكثر من مرة في الحوار الذي أجرته معه هذه الجريدة بعد تعاقد فريق الهلال مع مدرب النصر السابق آرثر جورج، ورغم أن تعابير وكلمات الأمير تعكس عدم الرضا عن التعاقد إلا أن بعض الكلمات والعبارت كانت تشي بأن سموه يخفي مشاعر أخرى. حاول المحرر أن يعرف السبب الذي دفع سموه إلى ترديد تلك الحكمة ولكنه تهرب وأجاب بترديدها أكثر وأكثر. ليترك الأيام لا هو أن تكشف ما كان الهلاليون يجهلونه.
كان لدى كثير من الهلاليين تصور أن النصر هو الذي يطارد الهلال وبالتالي هو المرشح للسقوط في المقالب.
عندما تكالب النصر على لاعبي الشباب من كبار السن طبَّلت صحافة الهلال وزمرت ورددت أن النصر يتعاقد مع لاعبين في حاجة إلى تكهين. وقيل أيضاً إن النصر يشتري اللاعبين من محلات كل شيء بعشرة.
وكانت صفقة الغشيان أكبر دليل على ما ذهبت إليه صحافة الهلال. فالنصر من المستحيل أن يجهل طبيعة ومستوى الغشيان ولكنه ذهب ضحية منافسته للهلال التي لا تكل ولا تمل وصار من السهل توريطه في مثل هذه الصفقات فالفوز على الهلال في أي مكان وفي أي مجال هدف استراتيجي لا يمكن لإدارة النصر التخلي عنه.
أسهمت زمامير وطبول صحافة الهلال التي اعتادت على تصوير لاعبي الهلال بأنهم من زمرة الجبابرة لا من البشر العاديين في تبليع النصر مقلب الغشيان وصفقة الغشيان دليل ساطع على أن إدارة النصر تتأثر قراراتها كثيراً بدعايات صحافة الهلال، ولكن إذا كان الهلال لقم إدارة النصر السابقة مقلب الغشيان، فإدارة النصر المحنكة ردَّت الصاع صاعين ولقمت الهلال مقلب الشاعر آرثر جورج. واحدة بواحدة والبادئ أظلم. الآن الغشيان متسند في بيت أهله ولم يعد له تأثير على فريق النصر بينما سيبقى آرثر في حلق الهلاليين على الأقل الموسم القادم كله. فلو قارنا بين المقلبين نجد أن النصر حقق نصراً عظيماً على غريمه ومنافسه التقليدي.
فالغشيان مجرد لاعب إذا فشل تم استبداله في داخل المباراة بلاعب آخر أما المدرب فربما أدى إلى خسارة الفريق للدوري كله، وخاصة الهلال الذي عرف عنه البطء في اتخاذ القرارات والتنافس الحاد بين القائمين عليه، فربما خسر أكثر من موسم.
وأعتقد أن أفضل رد على هذا المقلب هو إعادة توظيف جورج آرثر فيما ينفع. المعروف أنه شاعر وهذا شيء مهمٌّ. فالهلال بطبيعته قائم على الدعاية والطبول والزمامير ولا ينقصه سوى شاعر نبطي، وفي هذه الحالة يعتبر آرثر هدية من السماء.
فلماذا لا يطلب الهلاليون من الشاعر ان يعد قصيدة شعرية في مدح الهلال مع كل مباراة يشحذ بها همم الفريق والإدارة. أو أن يعد قصيدتين واحدة في مديح الهلال والأخرى في هجاء النصر.
وأقترح على الهلال أن يقيم أمسية شعرية بعد كل مباراة يكون ضيفها شاعرنا آرثر.
إذا لم ينفع هذا الرجل في الرياضة فعلى الأقل أن يفيد في الشعر. وفي النهاية أنا على ثقة أن الهلال سيصدر مجلة شعر شعبي ليبرز فيها مواهب وشنبات السيد آرثر جورج.
yara4me@yahoo.com
|
|
|
|
|