| متابعة
* كراتشي ثناء:
إذا كانت وكالة المخابرات الأمريكية «سي.آي.أي» تدعي أنها تعرف حامد كارزي أكثر من أي واحد آخر من الزعماء البشتون الأفغان المعادين لطالبان، فإن المخابرات العسكرية الباكستانية بحق تشعر بالراحة بشكل صحيح لأنها في العقدين الماضيين فقدت الاتصال بالرجل الذي تم اختياره الآن ليكون مفتاح الفصائل الأفغانية والمجتمع الدولي لقيادة أفغانستان في مرحلتها الحاسمة القادمة لمدة ستة أشهر.
وليس بغريب ولا مفاجئ أن يكون حميد كارزي وأشقاؤه يحتفظون ببيوتهم في كويتة وإسلام أباد وبشاور بالرغم من ثروتهم الهائلة وبيعهم للأطعمة الأفغانية من خلال مطاعمهم في شيكاغو وسان فرانسيسكو وبوستن وبالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية. هذا فإن كارزي نفسه قد قضى معظم عمره الذي يبلغ ستة وأربعين عاما في كويتة أكثر مما قضاه في موطنه الأصلي قندهار، إضافة إلى ذلك فإن أغلب أفراد عائلته عندهم الإقامة الدائمة في أمريكا وتذكر بعض وسائل الإعلام أن كارزي التقى بمدير المخابرات العسكرية الباكستانية أختر عبدالرحمن خان سنة 1984م قبل أن يبلغ من العمر ثلاثين عاماً.
كما حصل له أن صافح مدير وكالة المخابرات الأمريكية وليام كاسي أثناء زياراته لباكستان إبان الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفياتي سابقا.
إن الولايات المتحدة تشعر بالراحة والاطمئنان لأن أحد الأفغانيين الذين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة والمحبين لأمريكا سوف يحل محل ملا عمر الذي لا يعرف الإنجليزية ويعادي أمريكا، حيث سيكون رئيسا للحكومة في كابول.
إن هذا الأمر لا أقل من كونه أعجوبة أن يكون لباكستان في ظل الوضع الجو استراتيجي الراهن صديق أفغاني يتحدث الأوردية بطلاقة ويستعد ليتزعم أول حكومة في أفغانستان بعد حكومة طالبان.
ويقول المسؤولون الباكستانيون إن كارزي منذ أواسط الثمانينات احتفظ بصداقة مثالية مع أصدقائه الأمريكان إلا أنها توترت قليلا بعد يوليو 1999م بعد أن أرسلت قيادة طالبان في قندهار قتلة غير معروفي الهوية لقتل والده خارج منزلهم.
ويعتقد كارزي أن وكالات الاستخبارات الباكستانية كانت في وضع يمكنها أن تمنع طالبان من قتل مناوئ سياسي في كويتا.
ومع ذلك فإن المخابرات العسكرية الباكستانية أعادت بسرعة علاقاتها بكارزي في شهر سبتمبر هذا العام وقدمت الدعم المادي الضروري لمؤيدي حميد كارزي للقادة العسكريين من المجاهدين البشتون المعادين لطالبان مثل جل آغا حاكم قندهار السابق وحاجي عبدالخالق واللذين يتحدان الآن معه لدحر معقل لطالبان في قندهار، وقد ذكر أن كارزي عقد لقاءات عديدة مع كبار القادة العسكريين الكستانيين في إسلام أباد وكويتا حيث يوجه هجومه السياسي والعسكري ضد طالبان بمساعدة عسكرية أمريكية نشيطة.
من جهتهم رحب كبار شيوخ قبائل بشتون وبالوتش والزعماء الدينيون والقادة العسكريون الأفغان باقليم هلموند رحبوا بتعيين حميد كارزي رئيسا للحكومة الانتقالية وأكدوا في نفس الوقت على تقديم كل مساعدة وتعاون من أجل إقامة حكومة قوية ومستقرة في أفغانستان.
ومتحدثاً في مؤتمر صحفي أعرب ملا عطا محمد، رئيس مجلس الشورى، عن أمله في الحكومة الانتقالية في استعادة السلامة والأمن والنظام في البلاد التي مزقتها ا لحرب وقرر كبار شيوخ قبائل بالوتش وباحثون والزعماء الدينيون والقادة العسكريون أن يشكلوا بإجماع هذه الشورى وأن يرسلوا وفدا ممثلا إلى قندهار لعقد محادثات مع قيادة طالبان من أجل نقل السلطة سلميا إلى كبار شيوخ قبائل اقليم هلموند.
وقال ملا عطا إن القتال ليس حلا لأي مشكلة وأنها ليست في صالح أفغانستان وطالبان أنفسهم، وقال إن الشورى لا تريد القتال وانها ستبذل كل الجهود الممكنة لحل المشكلة من خلال المفاوضات.
|
|
|
|
|