| متابعة
* واشنطن رويترز:
وضعت الولايات المتحدة أمس ملامح الدور المحدود الذي تراه لنفسها بعد الحرب في أفغانستان حيث قد يستمر الافتقار للأمن وجيوب المقاومة من أفراد طالبان أو القاعدة لسنوات.
وفي تباين مع الوعود السابقة بألا تترك الولايات المتحدة أفغانستان في وضع حرج بمجرد هزيمة طالبان قال مسؤول أمريكي كبير إن الهدف الأساسي للولايات المتحدة «بصراحة» هو ضمان ألا تضطر لأن تهاجم مرة أخرى خلال عشر سنوات.
وقال ريتشارد هاس مدير التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأمريكية للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان على الدول الأخرى ان تدفع الجزء الأكبر من تكاليف إصلاح الدمار الذي الحقته الحروب بأفغانستان على مدى عقدين.
وأضاف هاس وهو المسؤول الأمريكي الذي يتولى الجهود الدبلوماسية الخاصة بأفغانستان ان على الحكومات الأخرى ان تقدم أيضا القوات التي ستشكل قوة تسد الفراغ الأمني خلال الفترة بين الحرب الأمريكية على طالبان وإنشاء قوة أفغانية تدين بالولاء لحكومة ذات قاعدة موسعة.
وقال هاس إنه يرى بعض العلامات المشجعة بالنسبة لمستقبل أفغانستان ومن بينها الاتفاق الذي وقع في بون لتشكيل إدارة انتقالية والغياب النسبي لأعمال القتل الانتقامية من قبل خصوم طالبان واستعداد المجتمع الدولي للتعهد بتقديم أموال.
لكنه أضاف «يجب ان نكون مستعدين لمواجهة انتكاسات تكتيكية، فالهجمات التي يشنها أفراد أو مجموعات صغيرة من الإرهابيين أو المتعاطفين مع طالبان قد تستمر لشهور أو لسنوات».
ومضى يقول «لا بد من توقع بعض الخلافات بل وربما الاقتتال بين الأفغان، فمن غير المحتمل ان يوافق الجميع على النظام الجديد.
كما ان القضاء على المخدرات سيكون تحديا مستمرا».
وردا على سؤال عن الدور الذي ستقوم به الولايات المتحدة قال هاس إنها تريد القيام بما يكفي لا أكثر.
وتابع «نريد ان نفعل ما يكفي أساسا لتحقيق أهدافنا في أفغانستان وبصراحة ما يكفي كي لا نضطر لعدة سنوات لأن نفعل ما فعلناه لتونا». وأضاف «من ناحية أخرى نحن لا نريد ان نتورط بالتدخل في عملية بناء الدولة والذي سيكون محل استياء الأفغان أو سيقاومونه في نهاية الأمر.
«ففيما يتعلق مثلا بالمجهود الخاص بإعادة الإعمار فهو يجب ألا يكون في معظمه مجهودا أمريكيا، وكل الاسباب المنطقية تدعو لأن يأتي الجزء الأعظم من الموارد اللازمة من دول أخرى».
لكنه أردف ان الولايات المتحدة ستساهم بسخاء في صندوق لإعادة الإعمار في أفغانستان.
وبدأت الولايات المتحدة واليابان حملة لإعادة الإعمار في أفغانستان الشهر الماضي كحافز للفصائل الأفغانية كي تتوصل إلى اتفاق بون.
وقال هاس إن واشنطن تتوقع ان يدفع الآخرون أكثر لإعادة الإعمار لأن الولايات المتحدة تحملت بالفعل «نصيب الأسد» في الحملة العسكرية. وأضاف «وبالنسبة للقوة الأمنية اعتقد ان الجزء الأكبر من المساهمات سيأتي من دول قادرة من الخارج، ومرة أخرى فان الكثير من الدول الأوروبية أشارت إلى استعدادها للقيام بذلك، وستبحث الولايات المتحدة في الاضطلاع بدور متواضع لتمكين مثل هذه القوة».
وقال إن على القوة الأمنية المقترحة ان تعد بعدم التدخل في عمليات القوات الأمريكية التي قد تستمر في مطاردة تنظيم القاعدة.
|
|
|
|
|