أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th December,2001 العدد:10663الطبعةالاولـي السبت 23 ,رمضان 1422

الثقافية

«هُنَّ».. والأندية الأدبية وأمل نادٍ نسوي
هيفاء اليافي:لم أتلق أي تعريف أو دعوة للمشاركة
أميرة المحسن: لم تصل الأندية لمستوى تطلعات المرأة
قماشة العليان: علاقة الأندية بالمرأة محدودة
* تحقيق : هدى بنت فهد المعجل الدمام:
تباينت الآراء حول القدر الممنوح للمرأة المثقفة من النوادي الأدبية المنتشرة في كافة مناطق المملكة حتى عدها البعض قضية تتطلب النظر فيها ومن ثم اتخاذ القرار العادل الذي يخدمها بمستوى خدمته للرجل مما دفعنا الى ان نستطلع آراء مثقفاتنا واديباتنا حول: هل الاندية الادبية بوضعها الراهن استطاعت ان تخدم المرأة المثقفة، وتغذي فكرها، وتمنحها القدر الذي تستحقه وتحتاجه أسوة بأخيها الرجل..؟ أم ان الاندية لم تصل بعد لمستوى تطلعاتها؟؟ وما هي مطالبها من تلك الأندية والتي برأيها تخدم أدب المرأة وتعزز له شأنه؟؟ وهل لديها مرئيات، او ملاحظات على الأندية بوجه عام.
قالت القاصة والروائية قماشة العليان: منذ بداياتي الأدبية وأنا أدرك تماما وجود الأندية الأدبية دون ان أعي دورها الأساسي وماهية المطلوب منها في ظل النقص الكبير لدعم المواهب الشابة في بداية ظهورها.
وأضافت: الأندية الأدبية موجودة وتؤدي دورها حسب الامكانات المتاحة وحسب حدود قدراتها، فالدور المناط بها يعطي كل ذي حق حقه والنادي الحريص على خدمة الأدب في وطنه ولغته يعطي الفرصة لمن يستحق.. اما النادي الذي يجامل أصدقاءه ومعارفه والمتوسطين إليه فهو يجامل على حساب من يستحق .. وهذه هي طبيعة الحياة والبشر فلماذا نطلب من الاندية الادبية وحدها ان تكون مخلصة ومحايدة ومجالات الحياة الأخرى فيها ما فيها.
ثم استمرت تقول: عموما الاندية الأدبية علاقتها بالأديبة المرأة محدودة لأنه لا توجد حسب علمي فعاليات او نشاطات نسائية تمكن المرأة من المشاركة فيها.. وتمنت في المستقبل القريب ان يكون للمرأة دور فعال ومباشر في انشطة النوادي الادبية ضمن الشروط المرعية او انشاء نوادٍ ادبية خاصة بالمرأة وذكر انه: لا يجوز رغم كل ما وصلت إليه المرأة من علم وأدب يهمش دورها ولا تطرح انتاجها.
بينما تحدثت الكاتبة هيفاء اليافي: ذاكرة انه حسب علمها ان تلك الاندية للرجال فقط ولا نشاط يذكر للمرأة واضافت: بأنها لم تتلق اي تعريف بهذا النشاط للاندية او دعوة للمشاركة وهذا يدل في رأيها على ضعف اداري كبير في العلاقات العامة بين النادي والاديبات.
ولم تعط رأيها فيما اذا كانت الاندية قد وصلت لمستوى تطلعات المرأة المثقفة عندما قالت: دعينا نجد النادي الادبي النسائي أولا ثم نضعه في موازين التطلع والتقييم او عدمه.. وبينت انه ليس لها مطالب خاصة ثم اردفت تقول: ولكنني اخجل كثيرا عندما يسألونني في الخارج ما مدى مشاركتك الأدبية في وطنك؟ فلا اجيب علما بأنني تلقيت دعوات تكريمية ولأمسيات شعرية خاصة بي من بيروت، القاهرة، باريس، لندن، ومستقبلا الجزائر والمغرب العربي.. ولا تزال كاتباتنا مجهولات او متجاهلات في وطننا.. وهي تتطلع لانشاء نادٍ ادبي نسائي له فروع على مستوى المملكة تشارك فيه اديبات بدعوة رسمية من الادارة الموكل إليها أعمال النادي.. او بتعريف عن هذه النوادي على الأقل والاشتراك لمن ترغب.
أما عن الشاعرة سارة الخثلان فقد اتسم رأيها بالدبلوماسية وهي تقول: انه عندما وضعت تلك الأندية فلا شك انها وضعت بنية لخدمة الادب والادباء رجلاً وامرأة سيان ولكنني استطيع ان اقرر وللأسف الشديد ان تلك الاندية لم تستطع ان تقوم بواجبها الذي انيط بها..
وأضافت:( لقد كنا نتطلع الى اندية نموذجية تضم المبدع «ويشمل امرأة ورجلاً» لتحفيزه على ممارسة ابداعه بدون قيد او شرط إلا ضمن منظومة القيم الاسلامية المعروفة» ولكن هذه الاندية وللأسف الشديد مارست الانكفاء على الذات فكل نادٍ لديه نمطية لا يتجاوزها فإن لم تكن مثلي فلا وجود لك).
وذكرت بأنها لا تطلب من تلك الاندية شيئا الا ان تفتح المجال للمبدع بدون ان تضع في وجهه الجدران لكي يتسلقها أولاً.. لتدعه ينسكب صافيا نقيا ولتكن مهمتها مد هذا الابداع الى ارجاء الوطن الذي ينتظر منها ان تكون صلة الوصل.
وختمت رأيها قائلة: اذن نلاحظ ان تلك الاندية فقدت اهميتها لعدم تفاعلها مع الاديب الذي لم ير لها حضورا في المشهد الابداعي الحقيقي فابتعد باختياره المجبر عليه.
وفي استطلاع لرأي الكاتبة والقاصة اميرة المحسن قالت: ذكرتم الاندية الادبية ولا توجد اندية ادبية نسائية، فقط رجالية.. قد تكون خدمت بشكل بسيط وترى بأن الاندية الموجودة لم تصل بعد لمستوى تطلعات المرأة وما زالت بطيئة التحرك غير متعاونة الا بشكل سطحي كما تود ان تقوم بالاندية نساء مثقفات متعاونات بما لا يتعارض مع القيم الدينية بهدف الارتقاء بالمواهب الشابة حتى تنمو وتنتج وتبدع فتصل الى الهدف السليم، النقي.. ومرئياتها هي الاهتمام ولم تحدد ما تعنيه بالاهتمام وترى بأن الكتب المتوفرة حاليا كتب متأخرة ثقافيا وتود لو اهتمت تلك الاندية بالأدب العالمي.
وحتى نلزم الحيادية في موضوعنا توجهنا صوب الاندية الادبية إتماما لما سبق ومعرفة حجم إصداراتها ونصيب المرأة من هذه الاصدارات:
وقد تجاوب معنا مشكورا الاستاذ د. حسن بن فهد الهويمل رئيس نادي القصيم الادبي ببريدة بخطاب بيّن فيه ان عدد اصدارات النادي «62» ليس للمرأة نصيب فيها وبرر ذلك بأنه لم يتوفر لدى النادي اي عمل يمكن طباعته، كما ان النادي لم يتلق اي طلب من قبل أية اديبة سعودية لتبني اعمالها وطباعتها.
بينما أوضح رئيس النادي الادبي بالباحة سعد بن عبد الله المليص بأنه رغم عدد اصدارات النادي ال28 الا ان انتاج المرأة السعودية لم يكن للنادي نصيب منها لأنها كما كتب ضنينة بها عن نادي الباحة الادبي رغم استعداد النادي لاستقبال انتاج المرأة السعودية بكل اكبار وتقدير لما لها من مكانة علية في نفوسنا باعتبارها تاجاً على رؤوس الكرام فما أكرمها الا كريم وما أهانها الا لئيم.. كذلك افاد نادي حائل الادبي بعدم وجود اصدارات لها سوى ما ينشر في الملف الدوري «رؤى». اما رئيس النادي الادبي بمنطقة تبوك الاستاذ محمد بن عمر عرفة فقد اشار في خطابه إلى ان عدد مطبوعات النادي حتى الآن «28» إصدارا نصيب الاديبة السعودية منها اصدار واحد هو حاليا تحت الطبع عبارة عن ديوان شعر «سعودية.. حق لي افتخر» للشاعرة زهرة من قمم الجبال ثم افاد بأن هناك مجموعات اخرى من الشعر والقصة لدى بعض المحكمين للنظر فيها.
في حين ذكر رئيس نادي الطائف الادبي الاستاذ علي بن حسن العبادي بأن انتاج الاديبات السعوديات لديهم لم يتعد ستة كتب.. واردف يقول ان هذا يعود الى تقصير الاديبات في بعث انتاجهن الجيد الذي يستحق النشر، ونادينا ما يزال يرحب بإنتاج بناتنا واخواتنا وسيجدن في ناديهن كل عون ومساعدة.
وعن نادي أبها الادبي فقد زودنا بقائمة اصداراته فقط!! وكان نصيب الاديبة السعودية منها «6» اصدارات فيما يبدو لنا. اما نصيب المرأة من اصدارات نادي مكة الثقافي فهي اربعة كتب فقط كما افاد بذلك رئيس النادي الاستاذ الدكتور راشد الراجح.
في حين برر نادي المنطقة الشرقية اسباب عدم طباعة اية كتب للاديبات السعوديات بأن النادي يشترط في الكتب المقدمة لطباعتها الالتزام باللغة العربية الفصحى وان يكون الكتاب اضافة جديدة للمكتبة العربية، وان يتفق الكتاب مع تعاليم ديننا الحنيف، والا يكون قد سبق طباعته، وان يوصي بطباعته فاحص متخصص وهذا ما افتقده النادي في الكتب المقدمة من الاديبات وكذلك كثير من الادباء.
*************
ليبقى لنا سؤال مطروح هل عدم توفر اي عمل مطبوع للأديبة السعودية او يمكن طباعته او حتى قلة ما طبع لها في مقابل ما طبع للرجل.. هل هو بالفعل تقصير منها؟؟ ام هو لأنها لم تحظ بمكانة في تلك الاندية بمستوى ما ناله الرجل؟

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved