| الثقافية
عقدت أحدية الدكتور راشد المبارك في مساء يوم الاحد الماضي وكان محور النقاش حول «الصيام عبر الدهور» شارك في اثراء تلك الامسية كل من د. عزالدين موسى ود. محمد الهواري، في البدء قام مدير الامسية الاستاذ محمد بن عبد الله الهاشم بتسليط الضوء على المحور الأساسي للحديث وقال: لقد حظت الأديان السماوية بالصيام.. وجعلته ركنا أساسيا في منهج شرائعها فقد صام موسى عليه السلام أربعين ليلة وصام عيسى وصام الحواريون أيضا كما ان المجتمعات في الهند ما تزال تصوم، وقد جاء الاسلام وجعل أحد اركانه الصيام وحث على ذلك قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم» والصيام في اللغة يعني الامساك والكف عن الشيء وفرضت تلك الشعيرة في السنة الثانية من الهجرة.
بعد ذلك تطرق الدكتور محمد الهواري في ورقته حول الصيام عبر الدهور وركّز على شعيرة الصيام في الثقافة العبرية ويعود هذا الى كونه متخصصاً في هذا الجانب، وقال المحاضر ان الجذر اللغوي «صام» من الاسماء المشتركة.. وقد وردت في العهد القديم.. وصام داوود ولم يكن يأكل معهم خبزا» وفي السفر الرابع من التوراة نجد مفردات الصوم مبثوثة في ثنايا تلك السفر.
وركّز الدكتور الهواري في ورقته على ان الصيام يعني في الثقافة العبرية إذلال النفس وقد ورد نصا يفيد بذلك في مزمور 15 يقول النص «اذلت نفسي بالصوم داوود» خصوصا ان الصوم كانت من الطقوس الواضحة عند اليهود..
وقد كانوا يقومون بتلك الشعيرة عند حالات الوفاة.. ذكريات ايام مولد عظمائهم.. وكانت في شعائرهم انهم ربما قد يصومون لمدة سبعة أيام متصلة الا ان هذا الصيام لم يكن امراً مفروضاً على بني اسرائيل.
وقد كان العبرانيون يصومون من اجل الحصول على منافع مادية أو التخلص من الكوارث ويذكر التاريخ ان بني اسرائيل تذرعوا بالصيام الى ربهم عندما هاجمهم الجراد وقد كان وقت الصيام عند بني اسرائيل يبدأ من لحظة الغروب الى لحظة الغروب من اليوم الثاني وقد كانوا يصومون في يوم التاسع من شهر «آب» اغسطس واستعرض الدكتور الهواري في ورقته طقوس الصوم وعاداته مع رصد مظاهر تلك الشعيرة عند بني اسرائيل.
ثم تطرق الدكتور عز الدين موسى في ورقته حول الصيام الى مفهوم تلك الشعيرة ودلالاتها اللغوية والاصطلاحية في كتب الفقه حيث قال انه من المعلوم ان الصيام في اللغة يعني الامساك عن كل شيء.. عن الطعام عن الشراب.. عن الكلام قال تعالى: «نذرت للرحمن صوما» وفي المعنى الاصطلاحي يعني الامساك عن المفطرات من الفجر الى المغرب مع النية.
وقد كان الفقهاء يقومون بتقسيم الصوم الى فرض وتطوع علما بأن ابن رشد يطلق على الأخير المندوب اليه.
واستعرض المحاضر دلالة الصيام في كتب الفقهاء وقسّمها إلى ثلاثة اضرب:
1 ما يجب الصيام لزمان كشهر رمضان.
2 ما يجب لعلة كالكفارات.
3 النذر وهو حسب مفهوم ابن رشد إيجاب الانسان على نفسه، لقوله تعالى: «أوفوا بالنذر».
وقد أثار المحاضر الدكتور عز الدين موسى في ورقته عدة تساؤلات حول مفهوم الصيام، واشار الى ان الصيام فُرض في السنة الثانية خصوصا ان السنة الثانية بدأت ملامح الشريعة الاسلامية تتشكل كمفهوم القتال.. الانفال.. الغنيمة.. ثم بيّن المحاضر الحكمة من فرض الصيام واشار بذلك الى مقولة ابن كثير الذي يقول ان الحكمة هي تعويد النفس على ان تذل شهواتها تعبداً لله تعالى»، ثم اقتبس سيد قطب تلك الحكمة من ابن كثير وطوّرها في كتابه «في ظلال القرآن».
لقطات:
اشار الأستاذ محمد الصالح في مداخلته الى ان الدراسات العبرية تستحق ان تقرأ.
د. عياض السلمي انتقد المرويات التي اتى بها المحاضر د. عز الدين موسى في ورقته.
أحد الحاضرين تمنى على المحاضر الدكتور محمد الهواري انه لم يقتصر في ورقته على الثقافة اليهودية فقط.. بل تحدث عن دلالة الصيام عند الشعوب القديمة كاليونان والاغريق والفراعنة والشعوب الحديثة كالصين واليابان ودول امريكا اللاتينية.
الدكتور محمد الهواري اشار في حديثه الى انه سبق وان اقترح على إحدى الدول العربية انشاء مركز للدراسات اليهودية إلا ان اقتراحه ما يزال حبيس الادراج وقال للأسف اليهود يعرفون كل شيء عن الامة العربية من الألف الى الياء.
|
|
|
|
|