| الفنيــة
* القاهرة إيهاب كمال
نجح الحاج متولي وزوجاته الأربع مع ليلي علوي ورغدة وفاروق الفيشاوي ويحيى الفخراني بأعمالهم الدرامية التي تعرض حالياً على أكثر من قناة فضائية عربية في جذب وإخراج العديد من مشاهدي الشاشة الفضية في العالم العربي من حالة الملل والكآبة الناتجه عن متابعة أخبار الحرب في أفغانستان وأعمال القصف الوحشي الاسرائيلي ضد الفلسطينيين إلى حال أخرى من المتعة والفرجة والحديث عن «عائلة الحاج متولي» وماذا سيحدث لليلى علوي في مسلسلها «حديث الصباح والمساء» ومصير الجارحي (فاروق الفيشاوي) ومصير رغدة في مسلسل «البر الغربي» وماذا سيفعل يحيى الفخراني مع ابنته وزوجته في مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» وكذلك العديد من المسلسلات الأخرى.
ورغم أن الأعمال المعروضة في شهر رمضان هذا العام تخلو من الفوازير التي كان ينتظرها الكثيرون بعد الافطار مباشرة ويحرصون على مشاهدتها إلا أن عدم وجودها لم يترك تأثيراً كبيراًَ وانغمس المشاهدون في أحداث المسلسلات الدرامية المعروضة وفي مقدمتها عائلة الحاج متولي التي يقوم ببطولتها الفنان نور الشريف وماجدة زكي وغادة عبدالرازق وسمية الخشاب وفادية عبدالغني ونورهان وعدد من الوجوه الجديدة عن قصة وسيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج محمد النقلي.
ورغم أن المسلسل يناقش قضية تعد احدى المسلمات الواضحة ولا تتنافى مع شريعتنا الإسلامية بل شرعها الله للمسلمين وهي قضية تعدد الزوجات إلا أن تقديم المسلسل لشخصية الحاج متولي وزواجه المتعدد أحدث ردود فعل ونقاشات واسعة بين المشاهدين وكذلك نقاد الفن، فمنهم من انتقد ذلك بشدة، ومنهم من اتفق على ما يفعله الحاج متولي.
الاتفاق جاء بناء على أن تعدد الزيجات لا يتنافى مع قيمنا الإسلامية من جانب، ومن جانب آخر له بعد اجتماعي فهو يعد أحد الحلول لمشكلة العنوسة التي تفاقمت في مجتمعنا، ومادام الإنسان قادراً على أن يعدل بينهن فلا مانع. الانتقادات تركزت على الجانب الفني للمسلسل حيث يرى أصحابها أن نساء الحاج متولي تزوجنه بطرق غير مقنعة أي بلا حبكة أو منطق درامي معقول لأن تعدد الزوجات له شروط وليس مفتوحاً على إطلاقه، وتنسحب هذه الانتقادات على مسلسل «حديث الصباح والمساء» بطولة ليلى علوي وأحمد خليل ودلال عبدالعزيز وخالد النبوي، عن قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ وسيناريو وحوار محسن زايد وإخراج أحمد صقر، وأبرز الانتقادات التي وجهت للمسلسل هو انتقاد شكلي لفت انظار الكثيرين وهو كيف تحتفظ ليلى علوي بشبابها رغم مرور سنوات طويلة على وفاة زوجها وبلوغ أولادها سن الزواج وكأن المخرج أحمد صقر لايعترف بالسن، كما أنه في حفل زفاف ليلى علوي وأحمد خليل تم إقحام أغنية الموسيقار الراحل سيد درويش رغم ان احداث المسلسل وحفل الزفاف كانت تدور في عام 1890 حيث لم يبلغ سيد درويش إلا عاماً واحداً، هذه المشاهد بالإضافة إلى ظهور الأبناء طارق لطفي وابراهيم يسري وأحمد صيام وهم ممثلون قد يكونون أكبر في السن من آبائهم خالد النبوي وموناليزا افقدت المشاهد المصداقية وشوهت الحبكة الدرامية.
عناصر الإبهار
نفس الانتقادات توجه لمسلسل «البر الغربي» حيث نجد فاروق الفيشاوي ورغدة تنتهي قصة حبهما ويعود كل منهما لبلده وبعد سنوات عديدة تتبدل فيها الظروف والأحوال ويصبح فاروق الفيشاوي رجلاً ثرياً وعضو مجلس الشعب بعد ان كان يترزق من الخيل والسائحين، نفاجأ بعد هذه السنوات بعودة اللقاء بينهما مرة أخرى ويكرر أولادهما نفس قصة الحب التي كانت!!
ورغم عدم المصداقية في العديد من مشاهد المسلسلات وهو الأمر الذي يلمسه ويراه الكثيرون إلا أنهم يتابعونها بشغف ويرون فيها عناصر جاذبة وممتعة ولاتكف النقاشات عن زيجات الحاج متولي وكيف نجح في الجمع بينهن ومتابعة ليلى علوي أو رغدة. واللافت أن هذه المسلسلات حملت عناصر جذب وابهار كثيرة بدءاً من الديكورات الفخمة والاستعانة بعدد كبير من الوجوه الشابة الجديدة والجمع بين عدد من النجوم. وأيضا لم يغفل المخرجون من إضافة بعض (التوابل الفنية) التي تم الاعتياد على وضعها في السينما فنقلوها إلى التلفزيون مثل بعض الأفيهات والنكات. وعلى ذلك نجحت المسلسلات الدرامية المعروضة في جذب المشاهدين وإخراجهم من حالة الكآبة المسيطرة من جراء الأحداث السياسية العالمية والاقليمية ولكن لم تقدم إقناعا تاما أو ما يسميه النقاد المتخصصون حبكة درامية، ويؤكد على ذلك الناقد الفني الدكتور رفيق الصبان الذي قال ان الدراما تحمل أبعاداً ودلالات كثيرة متنوعة من الواقع ، وتظهرها في صور شتى قد تبدو متناقضة أو متعرضة أحياناً ولكن لابد من اعتمادها في كل الأحوال على الحبكة أو المنطق الدرامي الكامن في العمل الفني، وفي حالة ضياع هذه الحبكة تتوه تفاصيل العمل ويعرض مشوهاً وإن تجمعت له عناصر الإبهار، ومسلسلات رمضان تحوز دائماً على نسبة مشاهدة عالية بغض النظر عن مستويات الأعمال المقدمة.
|
|
|
|
|