| الفنيــة
* أجرى الحوار/ عبدالرحمن الدخيل:
يعد المخرج المبدع خالد الطخيم علماً بارزاً في أروقة الإخراج الدرامي السعودي ورقماً مهماً في خارطة المسيرة الدرامية عموماً، اشتهر بين أقرانه بدقة تفاصيله الإخراجية وبآرائه الجريئة التي تصب كلها لمصلحة الحركة الفنية في المملكة.
كما عرف بغيرته الشديدة على الإنتاج الدرامي المحلي التي يبديها عبر صراحته المعهودة عند كل محفل ومتى ما لزم الأمر. التقيناه وسألناه عما عرض في هذا الشهر الكريم من أعمال درامية فماذا قال:
* حدثنا في البدء عن تقييمك الشخصي للأعمال الدرامية المحلية التي عرضت في رمضان الجاري؟
بشكل عام وأنا كفرد ينتمي للحركة الفنية الدرامية في المملكة سبق أن قلت لجميع الزملاء الذين قدموا هذه الأعمال التي تعرض هذه الأيام، فإنني أزيح وجهي خجلاً مما نعرضه مقابل ما يعرض في القنوات الخليجية الأخرى. وهذا ليس إقلالاً من قيمة العاملين في الأعمال التي قدمت من خلال التلفزيون السعودي ولكن بالنظر إلى نظرية النسبة والتناسب فنحن نشكل نسبة ضئيلة من قدر الاهتمام الذي يوليه المشاهد لأعمالنا مقابل الأعمال الأخرى غير السعودية التي يعاد عرضها لثلاث وأربع مرات دون أن يمل المشاهد من متابعتها ويلاحقها في كل المحطات. وهذا يؤكد شيئاً واحداً بأن أعمالنا لا ترقى أبداً لمستوى الدعم الماد ي والمعنوي الكبير الذي تجده من وزارة الإعلام. ولا ترقى كذلك لمستوى الاهتمام الجماهيري والاهتمام الصحفي الذي تجده، وأكرر ما قلته في البدء ان حديثي هذا ليس إقلالاً من حجم العاملين على هذه الأعمال فهم فنانون ولديهم الكثير ولكن يجب أن يكون هنالك توجيه جديد واقتسام لمسئولية التغيير ليس على مستوى العاملين في الدراما فحسب بل على كل الأصعدة والمستويات التي يهمها علو شأن الدراما المحلية من وزارة إعلام وكتاب وصحفيين لأن من الضروري إيجاد صيغة معالجة مختلفة لما نقدم من دراما لجذب المشاهدين. فإلى متى ونحن نقدم «إسكتشات» وكأننا في بداية الطريق؟ صحيح بأن هنالك أعمالاً سعودية جيدة ولكنها للأسف لا ترقى لتطلعات وأحلام المشاهد. وإذا كانت وزارة الإعلام تضع لهذا الوقت من العرض ميزانية تفوق ميزانيات الأوقات الأخرى فهذا يعني ان هذا أفضل ما لدينا وأعتقد بأن هذا يعد ظلماً وإجحافاً للحركة الفنية وللمشاهد السعودي. أين الأعمال الكبيرة والميزانيات الفخمة والاعمال «البانورامية» أعمال الرؤية المشاهدة؟! نحن لا نطالب بعمل كالبحث عن صلاح الدين أو ذي قار رغم رغبتي الملحة في ذلك لكن أقول نحن نحتاج إلى عمل مثل المسلسل الكويتي «القدر المحتوم» أو أى عمل موازٍ له في المستوى. فنحن نستطيع عمل ذلك ولكن تنمطنا بنمطية غير جيّدة كمشاهدين وعاملين وهي طموحنا بأن نشاهد في رمضان من كل عام العمل الفلاني والعمل العلاني.
* ما هو العمل المحلي الذي شد انتباهك؟
رغم إحباطي لما أشاهده عموماً من أعمال درامية، لكني حريص على مشاهدة «طاش ما طاش» الذي مازال متواصلاً مع جماهيره ومطلباً ملحاً لكل المشاهدين. فالناس يحتاجون لهذا النوع من البرامج. وأنا اعتبره وجبة إفطار أساسية على المائدة السعودية. وبالرغم من محافظة «طاش» على رتمه واسلوبه الذي بدأ به إلا أن هذا العام زادت فيه الجرعة الكوميدية وهذا هو الاتجاه الأسلم والأصح. وأذكر اني نصحت الشباب (ناصر، عبدالله، عبدالخالق) بهذا الشيء لأنه يجب عدم تحميل طاش ما طاش أكثر مما يحتمل. وليس من الضروي أن يحمل رسالة نقد لأي جهة اعتبارية فقط ينبغي أن يقدم وجبة كوميدية للترويح عن الناس بعيداً عن الإسفاف وتوظيف لقدرات النجمين عبدالله وناصر وهذا ما حدث.
* ومسلسل خلك معي؟
محمد العلي وفق هذه السنة في تقديم مستوى أفضل من العام الماضي وما قبله وألاحظ بأن هناك عدم بذل إنتاجي فوق العادة لكن هناك لمسات جديدة ويظل عملاً جيداً له قيمة معنوية وفنية.
وعموماً الأعمال التي قلت رأيي فيها لا أستطيع أن أقول فيها أكثر من هذا لأنها أعمال صغيرة وسنوية فيها تكرار في الكاركترات والإخراج وفي كل شيء.
* وماذا عن خلف خلاف؟
أتمنى أن يعرف راشد الشمراني أن هذا العمل غير جيد وأكرر بأني لا أقلل من حجم العاملين فيه جميعهم أحترمهم وعلى رأسهم راشد الشمراني ولكن هذا العمل لايرقى للمستوى المأمول ومستوى المشاهد المتوقعة ويجب ان نكون أذكياء فاذا رأيت عملي يكون عندي مقياس شخصي بأن عملي جيّد أو سيئ فإن رأيته سيئاً فمن الخطأ أن أحارب لوضعه في وقت مناسب مثل الوقت الذي يعرض فيه الآن وكأني أختار أكبر مكان لتجمع جماهيري وأفضح فيه نفسي!
* ما هي رؤيتك للأعمال الأخرى غير السعودية؟
أولاً: أرى في «جرح الزمن» اسلوب الكاتبة والمنتجة فجر السعيد التي تعتمد في قصصها وحواريتها على كمية الفن الموجودة لدى الممثل الذي يشاركها بالتمثيل. وهذا ما حدث تماماً مع الفنانة القديرة حياة الفهد التي أظهرت نفسها بشكل رائع في هذا العمل بالإضافة إلى المخضرم إبراهيم الصلال. وأعمال فجر السعيد و«جرح الزمن» نموذج منها يستطيع فيها المشاهد أن يستبق الأحداث ولا يوجد فيها متعة الغرابة أو دهشة التوقع وتظل القضية فقط على اظهار المشاعر والتأثير في وقت معين ولحظي على المشاهد. وأعتقد بأن الشيء الذي يحسب لفجر السعيد هو بذلها إنتاجياً للعمل الذي تقوم بكتابته. لكن لكي تعرض 30 حلقة بمعدل حلقة يومياً في رمضان فأنت تضطر لأن «تمطط» كثيراً من المشاهد وتعرض فيها الكثير من الشخصيات فتكون «المحرقة» وهذا بالضبط ما وقعت فيه فجر السعيد.
القدر المحتوم
أما عن القدر المحتوم فما قلته على «جرح الزمن» ينطبق عليه مع الاختلاف في نجومية المشاركين، «فالقدر المحتوم» شاركت في بطولته 15 ممثلة مشهورة وبأدوار مهمة. وعلى الرغم من جودة الحبكة الدرامية فيه لكنا لاحظنا بأن هنالك «تمطيطاً» في بعض المشاهد. وعموما فقد وفق المخرج عبدالعزيز المنصور في الإخراج وكذلك في «القطعات» في الدخول من موقع لآخر وتوزيع الممثلين في المواقع كان أكثر من رائع.
|
|
|
|
|