| مقـالات
كتب أحد طلاب المدارس المتوسطة.. على غلاف دفتره الخارجي.. مثلما يعبث الصغار .. كتب المحبة جسر إلى السعادة.. حتى قلوب الصغار تنكوي وتتألم وتبوح بأسرارها.. وليت الحب يدوم في قلوب الصغار ويصاحبهم إذا كبروا.. لكن ذلك نادراً ما يتم.. ولذلك قد يكون السياسي الذي يقود دولة كبيرة.. قد يكون في صغره يحمل قلباً طيباً.. مليئاً بالحب وقد يكون قد كتب على غلاف دفتره، او في ورقة او على لوح من خشب كتب.. مثلما كتب هذا الطالب.. المحبة جسر الى السعادة.. لكنه لما كبر وتلاطمت به أمواج الحياة.. وتعلم في مرحلة العسكرية معنى القومية والذود عن الوطن.. وحب شعاره تغير كل شيء في أحاسيسه.. مات الحب الذي كان يتحدث عنه في صغره. ويحلم به .. ماتت العاطفة.. واخذ العقل الجامح العنيف القاسي مساحات كبيرة من وجوده ومشاعره فقتل الضعفاء والمساكين.. واستعرض قوته الغاشمة.. ولم يفرق بين الجريمة والمسالمة. ولا بين المحبة والبغضاء.. بل صوب مدافعه وقذائفه تجاه كل من يرى ان بلده ليست لها الاحقية المطلقة في السيطرة.
هكذا هو الإنسان.. إلا من أعطاه الله خوفاً منه ورجاءً فيه. وإحساساً بقيمة المخلوق.. وقيمة دمه.. ومعرفة بشراسة الاعتداء.. والسيطرة.. والجنون.. هنا يبرز العقل المتزن.. ويسلم الناس بعضهم من بعض..
إن كثيراً من الشرسين لا يفكرون في النهايات بقدر ما ينقادون للبدايات في صلف وعدم تقدير.. ولكي يحبك الناس عليك بالعدل في كل الأمور.. في التصرف في الأخذ.. وفي العطاء في الحب.. في ممارسة كل الأشياء التي فيها نفع للإنسان.. ولقد جاء الإسلام مبيناً حقوق الناس بعضهم تجاه بعض.. فقال: أحب لأخيك ما تحب لنفسك. وقال الله سبحانه في كتابه الكريم: «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك». وقال صلى الله عليه وسلم حاكياً عن ربه سبحانه: اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري. وما تأتي الكراهية إلا من الظلم الطاغي والتسلط المستبد. لذلك فيجب كسب ود الناس. والتودد إليهم.. وممازحتهم بصفاء ونقاء وعفة.
والتحبب إليهم ومساعدتهم وتحمل اخطائهم. انك ان تفعل هذا وما شابهه تجد محبتهم.. ثم تجد ان المحبة جسر الى السعادة.
|
|
|
|
|