| عزيزتـي الجزيرة
إن الحديث عن العظماء ليس بالأمر السهل باعتباره مسؤولية الباحثين المتخصصين ولا يخفى على الجميع ان الكتابة في مثل هذا الأمر تتطلب منهجية علمية وإحاطة كاملة عن الموضوع الذي سوف يكتب عنه، وهذا لا يمكن أن يحيط به إلا الذين أشرت إليهم ولكن تبقى الجوانب الوجدانية والعاطفية الفرصة متاحة لها في التعبير عن فرحتها وابتهاجها واعجابها، وهذا ينطبق عليّ في الحديث عن هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، وهي مرور عشرين سنة على تقلد خادم الحرمين الشريفين مهام الحكم كملك للمملكة العربية السعودية الذي يعتبر من القادة القلائل سواء داخل المملكة أو خارجها الذين مروا بتجربة طويلة حتى وصل إلى هرم القيادة في هذه البلاد من خلال منظومة الحكم فنظرة إلى المراكز القيادية التي مر بها بدءاً من ملازمته للمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والتي أكسبته الشيء الكثير من مقومات القيادة وأهمها التربية الإسلامية والسياسية في تتابعها حيث أصبح أول وزير للمعارف بعد احداثها التي تنعم الآن بالاستراتيجية التي استشرفت المستقبل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى التي وضعها في ذلك الوقت مما جعل التعليم يتطور بشكل متميز سواء بالنسبة للتعليم العام أو الجامعي، وبعد ذلك عين وزيراً للداخلية ونحن نعلم المسؤوليات الجسام التي تقوم بها وزارة الداخلية في النواحي الأمنية والجنائية والتنموية خصوصاً في الوقت الذي لم تكن فيه وزارة للبلديات والشؤون القروية، كانت وزارة الداخلية تقوم بهذه المهام وقد وفقت في ذلك الوقت في أداء ما أسند إليها من مهام على أكمل وجه وأحدث نقلة نوعية في البنى التحتية وانعكست على تطور المدن والقرى والهجر، وقد تواصلت المهام والمسؤوليات التي أسندت إليه بالاضافة إلى استمراره وزيراً للداخلية حيث عين النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وهذا المنصب ضاعف من مسؤولياته لخدمة هذا الوطن واستمر في هذا النشاط والحيوية حتى عين ولياً للعهد الذي يعتبر منصب الرجل الثاني في الحكم وأصبحت علاقته مباشرة بمهام الحكم والعضد الأيمن للملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله ومساهم مساهمة غير مسبوقة خصوصاً في عملية التصنيع ومثال ذلك «الهيئة الملكية للجبيل وينبع» التي رسخت وشيدت الكثير من المصانع التي لها علاقة بمشتقات النفط وغيرها من المصانع المنتشرة في أنحاء المملكة وأخيراً كتب الله أن يتوج هذه السلسلة الطويلة من العمل الجاد بأن يتولى مقاليد الحكم وتعيينه ملكاً للمملكة العربية السعودية الذي يعتبر نقطة تحول في تاريخ المملكة لاشتمالها على جميع مجالات التطور، وهذا بلا شك يعود بعد الله إلى مراحل منظومة الحكم التي مربها وصنعت منه رجلاً عظيماً في فن القيادة وحب الرعية وبعد النظر ورؤيته المستقبلية في الكثير من الأعمال التي يقوم بها مما جعل التنمية شاملة وتنفذ بشكل سريع بعيدة عن التعقيدات، وقد تحقق في هذا الجانب الشيء الكثير وأهمها توسعة الحرمين الشريفين التي تعتبر أكبر توسعة في التاريخ الإسلامي، كذلك مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف الذي يعتبر أكبر مجمع في العالم يعنى بالقرآن الكريم من خلال الطباعة والتفسير وتوزيعه على المسلمين في مختلف دول العالم الاسلامي والأقليات المسلمة أيضاً اهتم حفظه الله بالدعوة الإسلامية من خلال وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد التي تقوم بالكثير من المهام الدعوية داخل المملكة وخارجها كذلك قام بتشييد الكثير من المراكز الإسلامية في معظم دول العالم.
أخي القارئ الكريم ان الذي كتبته في هذه المقالة يعتبر نقطة في بحر لأن أعمال هذا القائد الفذ كبيرة ومتميزة ويصعب حصرها ولكن لعل مشاعري الصادقة وحبي لهذا الوطن أعطت هذه اللمحة الموجزة عن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه .
سائلاً المولى جلت قدرته أن يمده دوماً بالصحة والعافية ليواصل خدمة أبناء هذه الأمة.
والله الموفق
منصور إبراهيم الدخيل
أمين مكتبة مكتب التربية العربي لدول الخليج
|
|
|
|
|