| رمضانيات
*الرياض فهد فرحان الديدب:
تنشط في هذه الأيام المباركة وبشكل مكثف وعشوائي «أسواق بيع حليب الابل».. التي تنتشر في شرق الرياض وتتمركز في طريق الدمام دون أدنى ترتيب أو تنظيم أو حتى الحصول على ترخيص من البلدية في مزاولة هذا العمل والاخطر من ذلك ما قد يسببه الحليب في ظل تدني الوعي الصحي لدى البائع والمستهلك من امراض مختلفة لعل اشدها الحمى المالطية.
هذا إذا ما استثنينا المخاطر المرورية في حال انفلات أحد الجمال أو عبوره الطريق.
الجزيرة اتجهت للموقع ورصدت لكم أحداث هذا التحقيق:
في البداية اتجهنا إلى أحد رواد هذه الاسواق «طلال العتيبي» الذي بادر بقوله: من فترة طويلة وأنا ارتاد هذه الاسواق.. وحريص على تناول الحليب في أوقات مختلفة ولكن مع حلول شهر رمضان من الطبيعي أن يكون الاقبال مضاعفاً.. كما تشاهد ولله الحمد لم تحدث أية مشاكل صحية من جراء تناول الحليب.. مع يقيني بفقدانه لبعض فوائده ومميزاته.. لعدم توفر الرعي الطبيعي.
وانصح مرتادي هذه الاسواق بأخذ الحيطة والحذر واقتصار التعامل مع محل واحد من أهل الثقة.
وشدد فهاد الرويلي على ضرورة غلي الحليب قبل تناوله.. وذلك للوقاية من الامراض المختلفة التي قد يسببها تناول الحليب مباشرةً.. وأنا أعرف أحد الاشخاص الذي تعرض إلى مغص شديد وتلبك معوي نتيجة شربه للحليب دون غلي.
وعن الاسعار: اجاب الرويلي لقد شهدت ارتفاعاً كبيراً مع بداية شهر رمضان وأيضاً حضور اصحاب الابل.. في هذا المكان كان مضاعفاً مما يؤكد على أن هذه الطريقة في البيع مربحة جداً مقارنة بأسعار العلف.
وأضاف سعود لافي الشمري/ بضرورة وضع رقابة صحية على هذه الاسواق والتأكد من ملاءمة الحليب للشرب. لاسيما ونحن نسمع عن استخدام «بعض اصحاب الابل» للابر المدرة للحليب» والتي قد تسبب امراضاَ مختلفة.. فترك هؤلاء.. يسرحون ويمرحون دون رقابة.. من الامور الخطرة في ظل جشع البعض وبحثهم عن الريال بأية طريقة سواء مشروعة أو غير مشروعة.
وعن ارتياده لهذه الاسواق في ظل المخاطر الصحية اجاب:
أنا استطيع من خلال خبرتي الطويلة مع الابل التمييز بين الجيد والمغشوش ولكن الخطر يكون على الذين لايعرفون شيئاً عن خصائص الحليب وتميزه .
بعدها اتجهنا إلى رعاة الابل.
في البداية تحدث «جعفر» أحد رعاة الابل حيث قال: حليب الخلفات يغني عن وجبة كاملة.. والصوّام في هذا الشهر يحتاجون للحليب لتعويض ما فقدوه أثناء الصيام. فكما تشاهد الاقبال كبير جداً ولو كان هناك أية خطورة في تناول الحليب لما شاهدت أحداً.
وعن استخدام الابر المدرة للحليب: قال لايمكن أن نقوم بهذا العمل ونحن في شهر فضيل ولايقدم على هذا العمل إلا أصحاب النفوس الضعيفة وهم موجودون مع الاسف في كل أنحاء الارض.
صحيح قد يحدث تغيير طفيف في جودة الحليب في ظل انعدام الرعي الطبيعي ولكن لايعني ذلك ان الحليب غير صالح للشرب.
وعن ارتفاع الاسعار: اجاب أحد الرعاة: صحيح وهذا شيء طبيعي في ظل الاقبال في هذا الشهر الفضيل.. وهذا موسمنا وإذا لم نستغل هذا الشهر فلن يكون هناك أي مردود لتعبنا.. وعملنا على مدار الساعة.
وعن مخاطر انقلاب أحد الجمال وتوجهه للشارع القريب من الموقع قال يكفي للرد ان اقول لك انه لم يحدث حادث واحد على الاطلاق أثناء عملي هنا.
واستغرب يوسف آدم.. سؤال الجزيرة عن تصريح البلدية بمزاولة هذا العمل حيث قال.. نحن نعمل في هذا الشهر فقط.. فهل نحتاج لتصريح..؟ فلم نمنع من البيع في هذا المكان وبعض الرعاة لهم أكثر من ثلاث سنوات في هذا الموقع ولم يسألهم أحد عن التصريح نحن نتنقل من مكان لآخر. بحثاً عن الرزق.. ولوكنا في مكان واحد لكان سؤالك في محله.
وحتى تكتمل جوانب التحقيق كان لابد لنا من أخذ رأي الطب في هذا الموضوع: حيث أكد د. اشرف عبدالعظيم على خطورة بيع الحليب في الشوارع دون أخذ تصريح من البلدية لأن الحليب أكثر شيء معرض للبكتيريا.. فلابد ان يكون الحليب معقماً وعليه رقابة صحية.
وقبل ذلك الكشف على الابل والتأكد من سلامتها من الحمى المالطية المنتشرة جداً في المملكة: فمع الاسف يأتينا اناس كثير من السعوديين و«رعاة الابل والاغنام» مصابين بالحمى المالطية بالرغم من كل التوعية الصحية الموجودة.
فشرب الحليب في الشوارع شيء مرفوض تماماً.. لان نقل العدوى للحليب سريع جداً.. والجو كله بكتيريا وغبار وأيضاً طريقة حلب الابل والتي تتم بطريقة تقليدية.. دون تعقيم.. لأن اليدين غير المعقمتين قد تتسببان في نقل العدوى لا قدر الله.
وكل ما سبق: لايعني عدم فائدة بل العكس فيه فوائد كبيرة.
ولكن بالنسبة للصوام.. لا انصح به لانه فيه بروتينات كثيرة ولا يستحب من الناحية الصحية ان يفطر الصائم على بروتينات.. وأيضاً نسبة الدسم عالية جداً.. وممكن ان تعمل دهوناً على الكبد «وفيما بعد» يمكن تصلب الشرايين ولا انصح أبداً مرضى السكر بتناوله.
|
|
|
|
|