| رمضانيات
سُئل فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين:
ü لقد انتشرت في المساجد خلال شهر رمضان ظاهرة البكاء بصوت عال يصل إلى حد الازعاج وتجاوز بعض الناس حد الاعتدال وأصبحت هذه الظاهرة عادة عند بعضهم مألوفة فهم يتباكون لبكاء الإمام أو المأمومين من دون تفهم وتدبر.. فهل ورد في السنَّة الحث على التباكي؟.. وما الفرق بين التباكي والخشوع الكاذب؟ وهل من توجيه للأئمة المكثرين من البكاء، حيث يخشى عليهم ان يداخل الرياء أعمالهم ويزيّن الشيطان لهم فتختلف النية.
ولقد أجاب فضيلته بقوله:
البكاء مسنون عند سماع القرآن وعند المواعظ والخطب ونحوها قال تعالى: «إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجَّدا وبكياً» سورة مريم الآية 58 وروى أهل السنن عن عبدالله بن الشخير قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء».
فإذا حصل البكاء في الصلاة لم تبطل إذا كان من خشية الله وكذا عند سماع القرآن، حيث انه يغلب على الإنسان فلا يستطيع رده ولكن لا يجوز التكلف في ذلك برفع الصوت عمدا كما لا يجوز المباهاة بذلك قصد الشهرة بين الناس فإن ذلك كالرياء الذي يحبط الأعمال كما ورد في الحديث من سمع سمّع الله ب ه ومن راءى راءى الله به.. وهكذا لا يحسن البكاء تقليدا للإمام أو لبعض المأمومين وإنما يمدح إذا كان من آثار الخشوع والخوف من الله تعالى وقد ورد في الحديث «اقرأوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا» والتباكي هو تلطف البكاء ومحاولته دون خشوع غالب دافع عليه، وأما الخشوع الكاذب فهو ترك الحركة وسكون الأعضاء دون حضور القلب ودون تدبر وتفهم للمعاني والحالات.
وعلى الأئمة وكذا المأمومون محاولة الإخلاص وصفاء النية واخفاء الأعمال ليكون ذلك أبعد عن الرياء الذي يحبطها فإن كثرة البكاء بدون دافع قوي وتكلف التخشع ومحاولة تحسين الصوت وترقيقه ليكون مثيرا للبكاء ليعجب السامعين والمأمومين به ويكثر القاصدون له دون ان يكون عن إخلاص أو صدق هو مما يفسد النية ويحبط الأعمال وقد يطلع على ذلك بعض من يسمعه.
والله علاّم الغيوب.
|
|
|
|
|