| مقـالات
هذه آثار ذات أهمية بالغة فيما يخص عبادة ركنية لا يحتاجها المرء إنما يلزمه معرفتها على حال تقوم على كل حال.
وإنما نعيب العاقل الفطن المدرك السابر لغور الحياة وما يتطلبه واقعه من حذر ونباهة ووعي إنما نعيبه أن يعمل بصواب واخلاص جاداً مجداً، وإنما البلاغ قاض والشهادة قائمة والدليل ناهض فمعتق نفسه وموبقها.
لقد حاول كثير من الناس ممن يميلون الى ثقافات شتى واداب شتى ونظريات شتى حاولوا: جادين مصرين الى أن يُعقِّدوا ويُنظِّروا ويبدون من: الآراء والمذاهب والنظريات مالم يكن من قبل أو يبذلون جهدهم لحفظ ماء الوجه على الاستمرار فيما هم فيه ولو مجوه هم وكرهوه، لكنه جلد يقوم على الذات وعلى تمزق الشعور، وتفتق العقل وتقطعه ولو أخفوه وأخفوه.
وتبدو هنا أمراض نفسية مروعة ذات اسقاط جريء على ما يؤمنون به ولو استغشوا ثيابهم ليخفوا الايمان الذي يدسونه ويكتمونه لئلا يوصموا بالتأخر والقدم والسلفية.
لقد تلبس كثير منهم مذاهب شتى واعتنقوا ما اعتنقوا وركبوا ما ركبوا وبذلوا ما بذلوا فهم ما بين: رواية، ونقد، وقصة، ومسرحية وشعر وتقلب هنا وهناك ودخول وخروج بينما التمزق النفسي والتبرم بالحياة وتجهيل الآخر وركوب المخالفة عقلا ونقلا كل هذا سيطر ويسيطر على اللاشعور بعلم وبدون علم.
وفيما ظن محمود أمين العالم وأراكون ان الصلاة كافية للاسلام، وفيما نسبت «جريدة السفير» قائلة «حداثي لكنه يصلي» على حد المهاجرين المهرجين الى: فرنسا حينما تم هذا ظنوا ان الاسلام صلاة وكفى أو هو زكاة وكفى أو هو صيام وكفى أو هو حج وكفى هذا ظنهم والظن لا يغني من الحق شيئا وهل السفح هو: الجبل.
وهل الحمام هو: الطير.
وهل القرية هي: النخل.
وهل الانسان هو: الرجل.
وهل المدينة هي: الشام.
لكن من يدخل البصرة ليلاً كيف حاله؟ ومن يكون؟
ما أمره..؟
ما أوله؟
وآخره..؟
وظاهره..؟
وباطنه..؟
ان حقيقة الفهم للكون المنظور هو بربط السبب بالنتيجة، ودوران السبب مع العلة، ونزاهة الابصار على المبصر، وأمانة النظر حيال المنظور، والصدق في السبر حالا ومقالا.
وبسبب الفقر النظري وبسبب العجز الادراكي لفقدان آلته من قبل الكثيرين حاول هذا وذاك تجريب صنوف الآراء والمذاهب فإذا ما اصطدم بالواقع الفطري ونداء الحق من داخله البعيد البعيد بدا جريئا بباطل شائه عبر رواية فجة أو قصة مفضوحة وإنما هذا وذاك:«اعترافات» بواقع سيئ خلقياً وأدبياً زوالهما ثم عبر عن ذلك بما ظن أنه تجديد وابداع حي مطلوب ولعله نسي وان طبل له من طبل أنه أضحوكة لفترة معينة ليكون كبشاً يتندرون على جلده لذاته،
لقد دخل كثير من الناس ما دخلوا لكنهم يقفون عاجزين عن تفسير ما يحسون به من قلق وتمزق وحقد وبغض فيما لم يظهر لهم ما أرادوا من الأستاذية المطلقة والوصف بموهوب الأمة.
ومن هنا تبدأ الجرأة بمكر وتذاك عجيبين لنقد كثير من الحق لكن ليس مباشرة إنما عن طريق ملتو لكنه فج متهالك مما جعل كثيرا من عقلاء الأمة يضعون أكمامهم على أنوفهم وهم يتبسمون رثاءً لمن هذه حاله من السفه وقلة العقل.
ومع ذلك فترى لهم جلداً وصبراً لكن الذات تنهار دون علم، واليأس يخيم دون علم، والقهر يخيم دون علم حتى إذا ما نظروا خلفهم فإذا السراب وإذا ما نظروا أمامهم فإذا التوحيد تزداد عظمته ويزداد فهمه وإذا هم سبب كبير في لفت نظر الكثيرين الى الحق ولو علموا ذلك ما فعلوه ولكن ذلك ظنهم الذي ظنوا أرداهم فانقلبوا صاغرين وان ظنوا أنهم يبصرون مع المبصرين:
حال مزرية.
حال متمزقة.
حال بائسة.
لكنهم يتلذذون بالألم، ورحم الله المؤسس الجليل الملك عبدالعزيز الذي قال:«أهل السوء يظهرون بسوئهم أمام الله وخلقه يكفيناهم الله».
كلمات عبقري مسدد.
وكم قد أجاد ابن الجوزي في «صيد الخاطر» حينما بين هناك عور النفس وحيلها، والهوى وحيله، والقلب وشهواته، والعقل وشبهاته فإن لم يكن المرء حراً نزيهاً كريماً منصفاً من نفسه، فهواه ونفسه وشهواته وشبهاته يقوده هذا الى ما يظن صلاحه وصلاح الآخرين بينما هذا هو: الهلاك التدريجي شيئا فشيئاً ولا يعقل هذا إلا من فطن.
وللصيام دوره الجليل إذا ربط بأركان الاسلام كلها بتحقيق كلمة التوحيد: اعتقاداً وقولاً وعملاً فلا صيام لمن لم يحقق التوحيد ولا صيام لمن لم يصل ولا صيام لمن لم يزك.
ولا صيام لمن لم يحج حال قدرة واستطاعة ولا عذر له ومات على ذلك قاصداً.
والصوم جُنة، ومن صام يلزمه منه أن يصوم:
1 قلبه عن الشهوات الباطلة وفي رمضان أشد.
2 وعقله عن كل تفكير يضره.
3 ولسانه عن كل وشاية وغيبة ونميمة.
4 وفرجه.
5 وبصره.
6 وأذناه.
ألا فما أمتعه من شهر خير وبر وبركة، وهاهو ابن حجر في «البلوغ» يورد الغيض من الفيض لنقف على ما يحسن ان نقف عليه فما نحتاجه في مثل هذا:
جاء في ص 130/131/132/133:
1:«وعن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» متفق عليه.
2:«وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تسحروا فإن في السحور بركة» متفق عليه.
3:«وعن سليمان بن عامر الضبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور» رواه الخمسة، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
قال ابن لحيدان: هو: صحيح.
4:«وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» رواه البخاري وأبوداود واللفظ له.
قال ابن لحيدان: وهو كما قال ابن حجر فاللفظ للإمام سليمان بن الأشعث «أبوداود» وهو أحد كبار علماء هذه الأمة وأحد رجال الكتب الستة لكن له أصل أيضا عند الإمام مسلم يخالف لفظ البخاري وأبي داود.
وقول الزور هو: الكذب في الكلام والتلفيق وتزوير الحقائق والوشاية والحسد وإذا ترتب على ذلك ضرر مادي أو ضرر معنوي فإن الظلم قد بلغ مبلغاً خطيراً.
وقوله عليه السلام: والعمل: السعي فيه كنقل الكلام وشهادة الكذب «الزور» وما يكسبه من مال من الغيبة والنميمة حرام في الكتاب والسنة والاجماع.
وقوله عليه السلام: فليس لله حاجة.. يعني ليس لله في أن يترك طعامه وشرابه وقد ارتكب كبيرة من الكبائر العظيمة، وهذا لأن الاسلام كل لا يتجزأ ويعظم الذنب في عظم المعصية كحال النمام والمغتاب والباهت هذا من حيث الابتداء لكن ان ترتب على ذلك أذى فهي كبيرتان عظيمتان.
ولست أدري كيف؟.. ولست أتصور حياة مثل هذا إلا إن كان كما قال تعالى:(كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) أو كما قال سبحانه(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) ذلك أن الذنب يجر الى الذنب وكل معصية لها أخت ولهذا يتصف هذا النوع بما يلي:
1 ترك العبادة.. إلا مجاملة.
2 شك الحذر.
3 كسب الحرام.
4 تعلقه بنفسه جداً.
5 حبه للحياة.
6 قلق+ حرص.
7 تشتت الآمال.
8 المداومة والتفنن في الغيبة والنميمة.
9 مصلحة العلاقة.
10 التلذذ بعمله.
11 التمزق الداخلي.
12 شدة وطأة القلق عند الكبر وتقدم السن.
13 قل من «هؤلاء» من يرد: الحقوق. وهذا يعود الى خبث الطوية ولؤم الطبع وعمق حب النفس.
5:«وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، واحتجم وهو: صائم» رواه البخاري.
قلت: الصائم إذا احتاج طبيبه المسلم الى ان يحلل «دمه» فإن سحب الدم لا يسبب الفطر لكن يجب هنا ملاحظة وهي ألا يكون سحب الدم سبباً في ضعف الصائم.
6:«وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» متفق عليه.
7:«وعن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، إني أجد فيّ قوة الصيام في السفر. فهل عليَّ جناح..؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه». رواه مسلم، وأصله في: المتفق عليه من حديث عائشة ان حمزة بن عمرو سأل،
هكذا قال الإمام ابن حجر.
قلت هو كما قال، لكن في: المتفق عليه اختلاف كبير وهي تدل على ما يلي:
1 أنه لا خلاف بين رواية مسلم وبين تلك.
2 ان الخلاف لا محل له هنا.
3 ان الاختلاف في الرواية حاصل.
4 جميع ما ورد يدل على جواز الافطار حال السفر بضابط:
1 ألا يكون السفر لمعصية.
2 ألا يكون السفر من أجل الفطر.
3 ألا يكون السفر من مال مشتبه.
4 أن الرخصة معدمة حال السفر.
5 من صام أثناء السفر فلا بأس.
8:«وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله. قال: وما أهلكك؟..
قال: وقعت على امرأتي في رمضان.
فقال: هل تجد ما تعتق رقبة؟
قال: لا.
قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟
قال: لا.
قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً؟
قال: لا.
ثم جلس.
فأُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر.
فقال: تصدق بهذا.
فقال: أعلى أفقر منا؟
فما بين لا بيتها أهل بيت أحوج اليه منا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال اذهب فاطعمه أهلك» رواه السبعة واللفظ لمسلم والحديث صحيح كما هو بين هنا.
قلت. والمرأة إذا طاوعت زوجها في نهار رمضان فيلزمها كفارة جماع على الحال التي مرت في هذا النص.
9:«وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: رُخص للشيخ الكبير: ان يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا، ولا قضاء عليه» رواه الدار قطني والحاكم وصححاه.
قال ابن لحيدن: وضابط كبر السن الذي لا يقضي صاحبه ما أفطر من أيام رمضان: أن يكون الكبر موجبا للعجز عن الصيام، وإلا فإنه يقضي شيئا فشيئا لأن القضاء لا يلزم منه تتابع الأيام التي أفطرها.
10:«وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من مات وعليه صيام صام عنه وليه» متفق عليه.
* محمد بن زبن هذال المطيري.. الكويت.. النقرة.
زكاة الإبل «5» فيها «شاة».
زكاة البقر «30» فيها «بقرة» ذكر أو أنثى.
زكاة الغنم «40» فيها «شاة».
زكاة الذهب في كل «11» مثقال ربع العشر، إذا حال عليه الحيوان.
* سالم بن عبيد الله باجبير. اليمن.. المكلأ.
هذا عائد الى الإمام «ابن سعد» في الطبقات الكبرى م1 من ص15 حتى ص100 آمل العودة اليه وانظر كتاب «كتب تراجم الرجال بين الجرح والتعديل» «م1» ط2 فقد تمت معالجة ما طرحه احسان بن عباس لأنه هو الذي خدم الكتاب لكنها خدمة تحتاج وتفتقر الى الموهبة والتخصص الدقيق فالأستاذ احسان أديب وناقد ومحقق لكنه بعيد جداً عن الصناعة الحديثة «علم المتون والأسانيد والجرح والتعديل والطبقات وأحوال الصحيح والضعيف» ولهذا وقع في أخطاء كثيرة جداً بينتها في كتابي الآنف الذكر«م1» ط2.
* خالد م.م.م. الرياض
لا عليك.. سوف أحيل طلبك الى المجلس الأعلى للجامعات، وتعلم أنت اهتمام الجامعة نفسها وقبل ذلك ما يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني من اهتمام بالغ وكبير في: القدرات والمواهب.
* أ.د. شوقي ضيف. القاهرة:
تواصلكم وجهدكم العلمي واللغوي كريمان كريمان كم آمل اعادة النظر في تحقيق ودراسة آثار ونصوص ما خطه يراعك الكبير عن الأدب الجاهلي والاسلامي بسابق مضيف خاصة وهناك آثار تحتاج الى تأصيل وتحقيق قبل العرض والتحليل وبذل الوسع في الاستنتاج، شكر لله لكم جهودكم العلمية والأدبية واللغوية الطيبة ونفع بكم.
* أ. عبدالله بن إدريس . الرياض:
جرأة محمودة تلك التي أعلنتها في كلمة لك في النادي الأدبي ونقلها ووصفها لي محبول فبعد عطاء جليل ونفس طويل كان الترجل وهذا هو: العطاء.
أقدر لك حسن عطائك وحسن خلقك وبذلك، جعل الله تعالى في خلفك. أ.د. الربيع.. كل خير.
* أ. عبدالحفيظ الشمري. الرياض:
كتابك الذي «ناولتي» مشافهة قبل انعقاد الندوة العلمية بمنزلي كنت أود منك وقد تفضلت بالزيارة الشخصية ان تبقى معنا لتستمع ما عسى أن يكون منك فيه فائدة خاصة وأنت قاص كريم جاد.
قرأت كتابك:«ضجر اليباس» من اصدارات النادي الأدبي بالرياض فوجدته: قصصا قصيرة ذات مشاهد حية بالغة الدقة والوصف لعلها تكون ذات قيمة مهمة وهي كذلك.
وفقك الله لهداه: باذلا خيراً لك ولأمتك.
* أ.د. مصطفى علي البلوي. القاهرة:
اشكر الله لك «هديتك» سوف أنظرها وأرمز لكل أثر/صحيح/ وحسن/ وضعيف، حسب طلبك.
|
|
|
|
|