| فنون تشكيلية
أشاهد كما يشاهد غيري من المتابعين لمسيرة هذا الفن وما يمكن أن يطرأ عليه من قفزات في المستوى العام أن هناك تنوعا واختلافا من معرض إلى آخر يبرز في كل منهما ما يوحي بعدم الاستقرار بما تمثله المشاركات التي تزدحم بها تلك المعارض بين أعمال مدرسية وبين نتاج دورات هابطة المستوى وبين أعمال أنتجت في أقسام التربية الفنية بالجامعات أو الكليات تعددت فيها السبل واختلفت أساليب الأداء فلم يعد يعرف المشاهد من قام بإعدادها ما يعني ان في حال استمرار الوضع ستكون الأيام القادمة أسوأ مما كان فتلك المعارض لم تعد تصل بنا إلى الطموح الذي لازلنا نبحث عنه شكلاً ومضموناً يتوازى مع ما يتحقق لهذا الفن من دعم وما نحلم ان يحققه من تميز على المستوى العربي وصولاً إلى العالمية.
هذا لن يتم إلا بعد ان يتغير أسلوب المجاملة أو قبول الغث من الأعمال مقابل القلة من الثمين إذ أصبحت بعض المعارض الحالية بمثابة حقل للتجارب الميتة غير القادرة على التفاعل مع معطيات الإبداع المعاصر وغير القادرة على تحديد هويتها نتيجة تخبط الكثير ممن أتيحت لهم فرص المشاركة وتقديمهم أعمالا متذبذبة المستوى وغير ناضجة فكرة وتقنية. فالمرحلة الحالية يجب ان تكون مرحلة تصنيف وتقويم وتقييم استعداداً لمرحلة أكثر جدية في أسلوب العرض وشروط القبول للمشاركة حتى يصبح للجهة المنظمة هيبتها وللمعرض أهميته وقيمته ليأخذ الفنانون استعدادهم المبكر لتقديم ما يستحق أن يسجل في تاريخ ومسيرة الفنون التشكيلية لا أن تبقى الحال على ما هي عليه من عدم تحديد هوية كل معرض وتمييز معارض التجارب الرائدة التي حققت السمة والخصوصية من المعارض التي تتاح الفرصة فيها للتجارب الأولية.
ومن المؤسف أننا وعبر هذه المرحلة الطويلة والمحققة لصنع حركة تشكيلية لم نصل إلى مرحلة الشجاعة بأن نقول للعمل الرديء (لا) وان نحتفي بالعمل الحقيقي الذي يدفع بنا نحو المنافسة والقول بأن لدينا بالفعل أعمالا تستحق الاحترام وإذا كنا نعاني بنسبة معينة من مشاركات الفنانين ونأسف لقبول أعمالهم الضعيفة فإننا نألم أكثر عند مشاهدتنا لمعارض الفنانات التشكيليات أو مشاركاتهن وما تحمله تلك الأعمال من مستوى أكثر من سيىء يتم قبوله من منطلق التشجيع وإتاحة الفرصة فاعتقدن ان أعمالهن تلك في مستوى العرض والدخول إلى ساحة الفنون التشكيلية ويمنحن بناء عليها لقب فنانات تشكيليات ما يذكرني بالقول «خدعوك بقولهم حسناء» فازددن لهفة على المشاركات بما تجود به أناملهن من محاولات يائسة (بالطبع هذا القول لا ينطبق على من اثبتن مكانتهن ولكنه يشمل الأغلبية).
talmehah@yahoo.com
|
|
|
|
|