أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th December,2001 العدد:10660الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,رمضان 1422

العالم اليوم

أضواء
الصواريخ الإسرائيلية بدلاً من مدفع
جاسر عبدالعزيز الجاسر
العدوان الإسرائيلي الانتقامي الذي شنته طائرات الإف 16 والأباتشي على مدن غزة وجنين ورام الله، يقول الإسرائيليون إنه يحمل رسائل ودلائل للسلطة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات بالذات..
هذا القول قد يكون صادقاً إلا أنهم وكالعادة لم يذكروا الحقيقة كاملة، فعدوان مساء الاثنين ليس موجهاً لعرفات فقط ولا للسلطة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني ولا للشرعية ومصداقية ما يبرم من اتفاقيات باعتبار أن العدوان استهدف مقر رئيس للسلطة الوطنية أوجدته اتفاقيات أوسلو وبالتالي فإن الاعتداء على مقر هذا الرئيس وتدمير طائراته وتهديد أمنه وأمن حراسه إلغاء للاتفاقيات والعهود مما يؤكد مجدداً أن حكام إسرائيل أياً كان أولئكم الحكام لا يقيمون وزناً لكل ما يوقعون من اتفاقيات كما أن عدوان مساء الاثنين يظهر أن الاسرائيليين يتجاوزون كل القيم والأعراف واللياقة الاخلاقية والسياسية فاستهداف شخص كياسر عرفات المنتخب من شعبه رئيساً، والذي يعده رمزاً لنضاله وكفاحه، استفزاز لا فائدة منه بالنسبة للإسرائيليين قبل كل شيء لأنه سيزيد نقمة الفلسطينيين عليهم ويزيد كراهية العرب والمسلمين جميعاً لكل ما هو إسرائيلي وهم يرون أفعالهم القبيحة التي قصدت إهانة واستفزاز جميع المسلمين بتوقيت بدء العدوان مع رفع أذان المغرب في مساجد قطاع غزة، وفيما كان المسلمون يبدءون إفطارهم أغارت الطائرات على منازلهم وأطلقت الصواريخ ورصاص الرشاشات من تلك الطائرات على المنازل ومقرات السلطة الوطنية وشاهدنا جميعاً من خلال النقل المباشر الذي قامت به المحطات الفضائية كيف كانت طائرات الأباتشي تطارد المدنيين في شوارع غزة الذين كانوا متوجهين إلى منازلهم بعد سماع الأذان لتناول الإفطار.
هل هناك أكثر من هذا الاستهتار والإمعان في استفزاز المسلمين في هذا الشهر الفضيل..؟ وهل نتوقع رداً عملياً من الدول الإسلامية على هذه الاستهانة الاسرائيلية أبعد من عبارات الإدانة والاستنكار.. ام تكون الدول الاسلامية قد تبلغت الرسالة الإسرائيلية بتوقيت العدوان على الفلسطينيين مع موعد رفع أذان المغرب.. لتكون الصواريخ الإسرائيلية بديلاً عن مدافع الإفطار.
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved