أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th December,2001 العدد:10660الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

حتى لا تروح الروح وشقائق الرجال
«حتى لا تروح الروح» شعار يحمل في جنباته كل معاني الإنسانية لأن الروح غالية علينا جميعاً.. ولئلا نستهين بهذه الأرواح جاء شعار الحملة المرورية والأمنية الثانية يحمل إلينا الآمال العظام للحفاظ على الأرواح من خلال التوعية والمحاضرات والمعارض والنشرات والإرشادات.. جاءت الحملة المرورية والأمنية الثانية بكل ما تحمله من دفء وعطاء وبذل وسخاء في العطاء التوعوي والإرشادي الإنساني الذي يحافظ على الأرواح والروح أعز ما يملك الإنسان وإذا راحت الروح فالرحمة على الإنسان.
جاءت هذه الحملة استكمالاً لما بدأته الحملة في العام الماضي والتي كانت تحت شعار «أمنكم هدفنا.. وسلامتكم» .. والتي استمرت أيضا ثلاثة شهور متتالية ووصلت! إلى 000.150 سيدة وكانت من أروع الحملات الوطنية وأبدعها حيث كثفت بها جميع الجهود من وزارة الداخلية والجامعات ورئاسة تعليم البنات ووزارة المعارف والجمعيات الخيرية والمستشفيات والجهات الإعلامية التي كانت داعماً قوياً للحملة وأهدافها النبيلة..
وما الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية الثانية إلا صف لؤلؤ في عقد جميل بدأته الحملة في العام الماضي وسيكتمل العقد عاماً بعد عام بحبات من اللؤلؤ الجميل..
وما أجمل أن نكون كلنا مواطنين ومقيمين رجالاً ونساء مسؤولين أمام ربنا ووطننا بدعم التوعية المرورية والأمنية وأن نتكاتف مع الحملة لئلا تروح الروح.
خاصة وأن الحملة تهدف بالدرجة الأولى إلى رفع مستوى الوعي وتنمية الحس الأمني لدى جميع أفراد المجتمع وخلق مفهوم جديد لرجال الأمن وبناء جسور من التعاون بينهم وبين الأفراد. جاءت الحملة المرورية والأمنية الثانية إيماناً منها للمحافظة على مقدرات الوطن ومكتسباته والذي يعتبر الإنسان من أهمها جاءت الحملة المرورية والأمنية الثانية لتعانق الحملة الأولى التي كانت سبباً حقيقياً في خفض معدلات الحوادث نتيجة العمل الجاد وتفهم المواطن والمقيم بضرورة ربط حزام الأمان الذي خفف الالتزام به كثيرا من المآسي والآلام والأحزان وزهق الأرواح.
جاءت الحملة الثانية لتجدد العهد على الثبات وضرورة التوعية الدائمة وحث المواطن والمقيم على ضرورة الالتزام بقواعد المرور وأهمها التقيد بالسرعة، وربط حزام الأمان وعدم تناول المخدرات لأنها تؤدي إلى السرعة المفرطة والموت المحتم. «حتى لا تروح الروح» تحمل كثيراً من التطلعات وتستهدف جميع فئات المجتمع وخاصة الطلبة والسائقين.
«حتى لا تروح الروح» لم تنس الدور المهم للمرأة وهي شقيقة الرجل والأم والمربية والموجهة والحاضنة لأرواح أسرتها.. فالمرأة في الحملة الوطنية الشاملة الأمنية والمرورية الثانية حاضرة وبقوة لاستقطاب شرائح المجتمع النسائي بغية المساهمة ودعم أهداف الحملة التي تركزت حول «السرعة والمخدرات» .. فهناك الكثير الكثير من النساء الفاعلات على الصعيد الاجتماعي والثقافي والأكاديمي في كل مناحي المملكة.
والمرأة تعرف تماماً أن الحس الأمني وتنميته هو حجر الزاوية في القضية الأمنية، وتوطيد العلاقة والثقة بين رجال الأمن والجمهور هو من أهم نجاحات الحملة من أجل تعزيز الجهود وتعاونها للوقاية من الجريمة والحد من الحوادث المرورية وتأصيل مبدأ أن المواطن والمواطنة هما رجل الأمن الأول. المرأة تعرف أن السرعة قاتلة، لذلك تستطيع بحكمتها وحنانها ومحبتها أن تنبه أولادها وزوجها ومن حولها إلى ضرورة التقيد بالسرعة والتخيف منها وربط حزام الأمان والتقيد بأنظمة المرور. والمرأة تعرف أن المخدرات تؤدي إلى الهلاك والموت والدمار وأنها تستهدف عقل وجسم الفرد وجعله غير قادر على القيام بمسؤولياته وواجباته لذلك فهي تستطيع أن تقي أبناءها ومن حولها من شر هذا البلاء.
لذلك استهدفت الحملة الثانية بشعارها الرائع «حتى لا تروح الروح» المرأة أينما كانت وحيثما وجدت لأنها ركزت على رفع الوعي الاجتماعي منذ الصغر باستهداف شريحة الأمهات والشابات مع التركيز على توعية الفتيات بإعطائهن جرعات متناسبة لمراحلهن العمرية.
كما تستهدف الحملة الثانية توضيح أهمية التقارب الأسري والمفهوم الصحيح للتربية التي يملؤها الصراحة والتفاهم.
ولا ننسى دور المرأة كأم وأخت وزوجة وبنت في خدمة أهداف الحملة من خلال توعيتها وتثقيفها لتحافظ على الأمن ولتكون مساعدة لرجل الأمن لتحقيق الاستقرار والحياة الهادئة في مجتمعنا المسلم لأن المجتمع الآمن المستقر هو المجتمع القادر على تحقيق أهدافه في التقدم والتنمية والارتقاء نحو الأفضل، لذلك فإن الأمن نعمة عظيمة تستحق الشكر من جهة وتستوجب السعي الحثيث نحو المحافظة عليها من جهة أخرى والأجهزة الأمنية بعامة والشرطة بشكل خاص هي الجهة المسؤولة عن المحافظة على الأمن في المجتمع ومن هنا تكتسب هذه الأجهزة مكانة بارزة من منظومة المؤسسات الاجتماعية والوطنية في بلادنا التي تتمتع بحمد الله بكل مقومات الأمن والاستقرار. «حتى لا تروح الروح» تنطلق من خمسة أبعاد أولها البعد الديني بهدف ربط الشعور الديني لدى المواطن والمقيم بمفهوم وعناية الدين في صيانة النفس والبعد الإنساني حيث تتعاظم المعاناة الإنسانية في مواجهة الفقر الاجتماعي الناجم عن التفريط البشري بالأمن والسلامة لأفراد المجتمع وتكون المعاناة في قمة صورها حين يكون الإنسان ذاته هو مصدر شقاء نفسه أو أبناء مجتمعه.
والبعد الاجتماعي حيث ان الأمن هو شعور اجتماعي تعززه تجارب أبناء المجتمع المستقاة من الواقع الحياتي لأفراده ويجب هنا العمل على منع المساس بالشعور الاجتماعي بالأمن وبذل كل الجهود الممكنة لحماية المجتمع من مصادر تهديد ذلك الشعور. أما البعد النفسي فهو المرتبط بالبعد الاجتماعي بصورة الشعور بالأمن ونفي الآثار الناجمة عن القلق ومظاهر عدم الشعور بالسلامة الاجتماعية والنفسية في المجتمع. والبعد الاقتصادي مهم جداً جداً لأن السرعة عنصر مؤدّ للفقد والإصابات الجسدية والمهدر للعقول الإنسانية من جراء استخدام المخدرات والمؤثرات العقلية، فكل ذلك يؤدي لهدر الموارد البشرية والمادية وارتفاع الفاقد الاقتصادي.
وبعد..
«حتى لاتروح الروح»
نحن معك، ومنك، وإليك وبوركت لتحقيق أهدافك الإنسانية في الحفاظ على سلامة الأرواح والتصدي لظاهرة السرعة في قيادة المركبات والتصدي لاستخدام المخدرات والمؤثرات العقلية التي تودي بحياة الكثيرين.
«وحتى لا تروح الروح» أرجو من جميع أفراد المجتمع أن تتشابك أياديه مع هذه الحملة الوطنية الشاملة لتحقيق الأهداف المرجوة واكتمال العقد اللؤلئي الجميل دون خسائر وأحزان.
وسيلة محمود الحلبي

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved