أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th December,2001 العدد:10660الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,رمضان 1422

رمضانيات

العسيريون يفضلون الحنيذ البلدي والعريكة في رمضان
* أبها أمل القحطاني:
تتنوع العادات والأساليب من منطقة إلى أخرى في شهر رمضان المبارك ولكنها تتفق جميعاً على تبادل الزيارات وكثرة التواصل الأسري بين الأهل والأقارب وعمل بعض الأصناف المعينة والمخصصة على مائدة الافطار أو السحور.
ولمنطقة عسير ما يميزها عن غيرها من عادات وأكلات شعبية رمضانية توارثتها الأجيال فأصبحت من الاشياء الاساسية في هذا الشهر الكريم والتي جعلت له طابعاً خاصاً في نفوس أبنائها ومذاقاً مختلفاً عن غيره من الشهور الأخرى.
و«الجزيرة» ترى أن تقدم بعض هذه العادات والأصناف المختلفة لقرائها.. وذلك عن طريق بعض الأمهات والأهالي في المحافظات المختلفة.
أولاً.. في مدينة أبها تقول إحدى الامهات: كان سكان مدينة أبها قديماً ولايزالون حتى الآن يعملون الكثير من الأصناف التي انفردت بها منطقة عسير ولعل من أهمها:«الحنيذ البلدي» وهو اللحم الذي يدفن تحت الأرض أيضاً العريكة والسمن واللبن، وخبز الميفا ويسميه البعض «خبز التنور» والتنور عبارة عن مجسم يشبه البرميل في شكله وهو مصنوع من الاسمنت يوضع بداخله الحطب وبعد أن يكتسب حرارة عالية يلصق العجين بداخله. وهذا الخبز امتازت به المنطقة عموماً سواء في مدينة أبها أو غيرها من المحافظات المجاورة لها.
كما يشير أحد الأهالي إلى أنهم كانوا قديماً يتناولون على وجبة الافطار أنواعاً من الخبز حسب الموجود كخبز الذرة وخبز الشعير وخبز البر كذلك بعض أنواع الفاكهة المحلية الموسمية التي تتواجد خلال شهر رمضان المبارك.
ومن يدخل مدينة أبها يجد الكثير من النساء والأمهات اللاتي يعملن بالاسواق الشعبية يصنعن بعض الأصناف والمأكولات بأيديهن ثم يقمن ببيعها مثل : الحلبة واللحوح وخبز التنور. وهي تلاقي إقبالاً كثيراً ومتواصلاً من قبل المشترين.
كما تقول إحدى الأمهات ان بعض السيدات في المنطقة يقمن بزيارة جاراتهن في وقت الظهر خلال هذا الشهر وذلك لانشغالهن فيما عدا ذلك من الأوقات.
أما في محافظة رجال ألمع وما جاورها فتقول «أم يحيى»: لقد جرت العادة على النساء في ليلة رمضان على القيام بوضع الحناء في رؤوسهن والمشطة والريحان والطيب وذلك احتفالاً وبهجة بقدوم هذا الشهر الفضيل، كما تقوم سيدات أخريات بوضع الحناء في أيديهن وأرجلهن.، أما عن الأصناف التي تقدم على مائدة الافطار فهي: المفش وهو عبارة عن «لحم ومرقة وطماطم» توضع في إناء من فخار ثم توضع في التنور«الميفا»، كذلك خبز الخميرة وهو يشبه الذرة ولكنه يميل إلى اللون الأحمر، أيضاً الحلبة وخبز التنور ويسميه البعض في محافظة رجال ألمع«خبز الموسم» كما أشارت إلى أن الزيارات بين الأهالي في هذه المنطقة يومياً ولاتنقطع حتى في العشر الأواخر وأن الروابط الاجتماعية في هذا الشهر تكون أكثر تماسكاً وترابطاً.
وتشير الأخت «هدى العسيري» إلى أنه في السنوات الأخيرة يأتي شهر رمضان المبارك في وقت الشتاء والبرودة الشديدة على مدينة أبها، فتقوم معظم الأسر بالانتقال إلى المناطق الساحلية الدافئة مثل:محايل عسير وتهامة والشقيق وغالباً ما تقضي الأسر معظم الأوقات في هذه الاماكن ويتناولون وجبة«المضغوط» وهي الوجبة الشهيرة في منطقة عسير وخاصةً في أيام الشتاء.
ومن المشروبات المعروفة في منطقة عسير: القشر والسنوت.. وغيرها من المشروبات الأخرى كالحبق والنعناع.
وفي محافظة الواديين.. تقول«أم سعيد»: لقد جرت العادة قديماً على تقديم أنواع محدودة على مائدة الافطار في شهر رمضان وذلك على حسب امكانيات كل أسرة وحالتها المادية.. ولكن كثيراً ما يقدم على مائدة الافطار العصيدة«الثريد» والسمن واذا لم يتواجد السمن يوضع اللبن أو العسل، أيضاً المرق والخبز بأنواعه المختلفة وكان أجود نوع هو البر ولايحصل عليه سابقاً إلا أشخاص حالتهم المادية جيدة.
كذلك أكلة:«المسيلة» وهي تصنع من دقيق الذرة ولها طعم خاص ومميز، وفي بعض الأحيان يوضع عليها البصل الأخضر كما أن من عادات أهل المنطقة هو التجمع العائلي على مائدة الافطار عند أحدالأقارب لتجتمع العوائل والأسر ويشعروا بلذة الشهر وجمال التواصل والترابط.
ويقول أحد الأهالي.. انه قديماً في قرى المنطقة والأرياف كانت تمارس الفتاة أعمالاً شاقة حتى في شهر رمضان، فهي تقوم برعي الغنم وتجلب الماء من البئر وتقوم بصرم المزروعات ثم بعد هذا كله تتجه إلى داخل المنزل لتنظيفه وترتيبه وإعداد مائدة الفطور وذلك حسب امكانيات كل أسرة.
وفي السودة أشارت إحدى الأخوات إلى أن بعض النساء تقوم بعمل مجموعة من الأصناف الرمضانية في منزلها ثم تقوم بعرضها في السوق وبيعها وفي هذا العمل مساعدة للرجل وذلك لتحسين الدخل المادي على الأسرة.
أما محافظة سراة عبيدة وأحد رفيدة فهي لاتختلف كثيراً عن أبها والواديين فمعظم العادات والتقاليد واحدة والأصناف متقاربة جداً فمن الأساسي أن تجد على مائدة الافطار الشوربة والسمبوسة ولقمة القاضي، وخبز التنور والحلبة أما مائدة السحور فدائماً ما تكون «كبسة لحم» وخاصة في الليالي الباردة.
كما أشارت الأخت: «نورة العبدالله» إلى أن بعض ربات البيوت قد اعتدن قبل دخول شهر رمضان المبارك بيوم أو يومين على ترتيب البيت وتنظيفه وخاصةً المطبخ والقيام بتغيير أماكن الأثاث في المنزل وذلك ابتهاجاً وفرحة بقدوم هذا الشهر العظيم.
وأخيراً.. فإن معظم هذه العادات والتقاليد الخاصة بهذا الشهر الكريم ما زالت تمارس حتى الآن وذلك ليستشعر الأهالي طعم رمضان وطابعه الخاص والمميز في منطقة عسير.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved