أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th December,2001 العدد:10660الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,رمضان 1422

رمضانيات

من معالم المسجد النبوي الشريف «2 5»
ماذا تعرف عن الصفة؟!
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
ونواصل هذا اليوم رحلتنا في معالم المسجد النبوي الشريف لنتعرف عليها ونبرز مكانتها وحديثنا اليوم عن الصفة.
الصفة: هي مكان في مؤخرة المسجد النبوي الشريف، في الركن الشمالي الشرقي منه، غربي ما يعرف اليوم بدكة الأغوات الى الجنوب قليلا وقد أمر به صلى الله عليه وسلم فظلل بجريد النخل، واطلق عليه اسم الصفة او الظلة.
وقيل: ان القبلة قبل ان تحول كانت في شمال المسجد، فلما حولت ظلل الجدار الشمالي جميعه وعرف بالصفة.
وقد اعدت الصفة لنزول الغرباء العزاب من المهاجرين والوافدين الذين لا مأوى لهم ولا اهل حيث يقيمون في هذا المكان وكانوا يكثرون ويقلون بحسب من يتزوج منهم او يموت او يسافر او يجد عملا فيتخذ لنفسه منزلا.
وكان صلى الله عليه وسلم يجالسهم ويؤانسهم ويدعوهم الى طعامه وشرابه، وكان الموسر من الصحابة يأخذ الواحد منهم والاثنين والثلاثة فيطعمهم في بيته، وكان اهل البساتين يأتون باقناء الرطب فيعلقونها في سقف الصفة ليأكلوا منها.
وكان جل عمل اهل الصفة تعلم القرآن والاحكام الشرعية، من رسول الله صلى الله عليه وسلم او ممن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فاذا جاءت غزوة خرج القادر منهم للجهاد فيها.
وقد اشتهر منهم عدد من الصحابة، من أبرزهم ابوهريرة رضي الله عنه، وقد روى عدة أحاديث عن حياتهم والمشقة التي كانوا يعانونها.
وفيهم نزل قوله تعالى: «للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم» البقرة 273.
واتفقت معظم الاقوال على ان قريبا من اربعمائه صحابي تواردوا على الصفة، في قرابة تسعة أعوام، حيث كان يجتمع فيها في وقت واحد الستون والسبعون، يقلون أحيانا ويكثرون في احايين اخرى، الى ان جاء الله بالغنى، وذلك قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
وظل مكان الصفة في المسجد الشريف ماثلا، يحدثنا عن مدى المعاناة التي لقيها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام في سبيل الدعوة الغراء، الى ان جاءت توسعة الوليد بن عبد الملك، فتغير مكانها الى ما يعرف اليوم بدكة الاغوات حيث بلغت التوسعة ذلك المكان.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved