| الاخيــرة
بعد اطلاعه على مقالي السابق تفضّل شيخ فاضل ودكتور قدير أحسن الله إليه بإهدائي نسخة من كتاب جديد له، يفنّد فيه رواية تفوح بالإلحاد والإباحية، بنيت على تشويه الواقع الذي نعيشه في بلادنا، في ظل دولة تحكم بشريعة الله، وتحكي سيرة ذاتية خاوية من الإيمان بالله سبحانه، وبعيدة عن الحياء والانتماء، مليئة بالفحش والإسفاف في القول والعمل مما نتنزه عن نقله هنا، وإني لأربأ بالقراء الكرام عن النظر إلى ما حوته الرواية من استهتار بالقيم والأخلاق، وتصوير الفساد الخلقي الذي اتسم به أبطالها غير آبهين بدين أو خلق، ودون مراعاة لحرمة شرف قريب أو بعيد، وأحمد الله على يقظة وزارة الإعلام وحرصها على حماية المجتمع من هذه الآفات الفكرية والمطبوعات الهابطة.
لقد أحسن الشيخ جزاه الله خير الجزاء في بيان الخطورة التي انطوت عليها هذه الرواية؛ فقد قام في كتابه بإسقاط القناع الزائف، الذي يتوارى خلفه هذا الصنف من الكتّاب، للظهور بمظهر المصلح التنويري والمثقف الحضاري، والتنبيه إلى محاولاتهم في تضليل النشء وصرفهم عن المنهج الصحيح، وحرفهم عن الطريق القويم، وتسميم أفكارهم؛ بإدخال مفاهيم غريبة تتنافى مع الدين؛ في محاولة يائسة لزعزعة الثوابت، وما يتخذونه من أساليب ملتوية ومتغيّرة، منتهزين لذلك كل فرصة سانحة حسب المناخ العام.
لمن كتبت هذه الروايات؟ وما الغرض من استعراض الفكر الإلحادي والقيم المنحلة فيها؟ أهي المناهج التي يريدون لأبنائنا وبناتنا أن تصاغ عقولهم عليها؟ أهو تاريخ ناصع يستحق المفاخرة والمباهاة، ويليق أن يكون قاعدة لمستقبل مشرق.
إنها والله لكارثة أن يتخذ هؤلاء منابر الإعلام وسيلة للتأثير على الرأي العام؛ كيف وقد كشفوا عن ماضيهم الأسود، وألبسوه ثوب الأدب، وعرضوه على الملأ دون حياء أو خجل!!
إن من المفارقات العجيبة أن يقوم بعض أصحاب هذا الفكر المنحل بارتداء عباءة المحاماة عن المرأة، ويظهرون اهتمامهم بشؤونها، والمطالبة بحقوقها كما يريدونها هم لا كما قررتها الشريعة الاسلامية فبالله كيف يمكن أن نقبل أو نرضى من هؤلاء أن ينظّروا لنا في شؤون المجتمع بعامة والمرأة بخاصة؛ كيف وقد جاهروا بإهدار كرامة المرأة في رواياتهم، ونظروا إليها نظرة دونية لا ترقى إلى المنزلة اللائقة بكرامتها.
إننا ندعو هؤلاء الكتّاب إلى الرفق بشبابنا والكف عن هذه الاطروحات الشاذة التي أحدثت صراعا في تفكيرهم وانشطارا بينهم قسمهم إلى متضادين: قلة منهم تأثر بهذه الأفكار وتبناها دون إدراك لخطورتها، وغالبية تبيَّن لهم خطر هذا الاتجاه الفكري وشعروا بالقلق والخوف على ثوابتهم؛ فاتجهوا إلى مقاومته، فكان نشر هذه الاطروحات هو الباعث الحقيقي للكراهية والتوتر ورفض الآخر، أما مناهجنا التعليمية فإنها بريئة من ذلك.
|
|
|
|
|