| محليــات
** يبدو لي.. أن من أخطر الآفات التي تواجه العصر.. هي «آفة التنظير» لمن لا يحسن هذه الصنعة وهي معضلة العصر بالفعل.. لأن التنظير من غير أصحابه كما يقول العوام.. مجرد «بيع حكي».. و«بياع الحكي» هو أول من يدرك أن المسألة.. مسألة «هرج وخرط».
** يجلس أحدهم في رأس المجلس.. أو حتى في وسطه.. أو ربما في «صايِرْ» الباب.. ويتصدر المجلس «بالهذر والخرط» ويبدأ في.. «المفروض.. والمفروض» وتتكرر معه هذه الكلمة ألف مرة في المجلس الواحد.
** يستلم الوزارات.. وزارة وزارة.. ثم القطاعات الاخرى قطاعاً قطاعاً.. ثم الوسائل الإعلامية.. والمسألة كلها «هذر وهلس» مع أنه.. لو أسند له مهمة رئيس قسم «صادر ووارد» في مكتب صغير لفشل..
** ثم يستلم الأشخاص كل الأشخاص.. واحداً واحداً.. ويُبين للحاضرين أنهم كلهم فاشلون وعاجزون.. وأنه.. هو وحده المخلوق الأوحد القادر على تصليح كل شيء واستيعاب كل شيء.. في حين أنه وكما يقول العوام «ما يِسْرَحْ ولا حتى بْثلاث دجاجات».
** آفة التنظير تلك.. آفة خطرة. هي ليست بعيدة عن مشكلة أخرى اسمها.. الإشاعة..
** وليست بعيدة عن الكذب.. وليست بعيدة عن الغش.. فالمنظر أحياناً.. صاحب إشاعة وكذاب وغشاش.
** والتنظير لمن لا يجيده لم يصنع في يوم من الأيام نجاحاً.. ولم يكن وراء إنجاز.. بل هو تخلف وتعطيل وتجارة كلام..
** والمشكلة أيضاً.. أن هناك من اشتهر في بعض الأوساط.. بأنه مجرد منظر ليس إلا.. ومتى وُضع على المحك.. بان فشله.. وظهر عواره.. وبان خلله.. وانفضح.. ومع ذلك.. يستمر في التنظير.. لأنه لا يجيد غير هذه المهنة.
** والتنظير لمن لا يملك أدواته من علم وثقافة وتخصص وخبرة.. عادة ما يكون بعيداً عن الواقعية والمنطقية.. ولا يمت لها بأي صلة.. بل هو مجرد «حكي فاضي» لا يقدم ولا يؤخر.
** والمنظرون غير الحقيقيين.. أحوج ما يكونون إلى «زَرْقَةْ» عيادة نفسية.. لبحث أسباب تأصل هذا المرض.. وطُرق التخلص منه.. أو كما يقول العوام «يبغى له وزن بْلُوف» أو «وزن أذرعة».
** يبدو لي.. أن المجتمعات اليوم.. شبعت من هؤلاء الدجالين الذين يحشرون انفسهم مع المنظرين الحقيقيين.. وأدرك الجميع.. أن المسألة.. مسألة «هذر» وأن الحياة ومتطلباتها اليوم.. تحتاج إلى خطوات علمية واقعية عملية.. تدخل حيِّز التنفيذ.
** أما كلمة «المفروض والمطلوب» فهي أول سلم الفشل.
** ترى.. لو نشرت أسماء أبرز مدعي التنظير فهل يتوارون ويسكتون إلى الأبد.. أم أن الوجوه «مغسولة بْمَرَقْ؟!!».
** تحديات العصر اليوم.. لا يمكن مواجهتها بمثل هؤلاء أبداً..
** وهؤلاء لم يصنعوا من الأيام منجزاً أو نجاحاً.. بل هم أبرز أسباب كل فشل وإخفاق.
** ليت هؤلاء يسكتون إلى الأبد.
|
|
|
|
|