| متابعة
*
* كتب محمد المنيف:
نعود للإبداع الذي حمل اسماً له بعدٌ فلسفيٌ يرتبط بما عنى به «المستحيل الأزرق» لنبحر مرة ثانية وكلنا إعجاب بما تضمنه هذا الإصدار الفوتوغرافي للفنان صالح العزاز يشاركه إبداعاً الشاعر البحريني قاسم الحداد.. نعود لنستجيب لعشاق الصورة وعشاق القصيدة مسجلين بهذا الموقف اعتزازنا بالمبدعين فكيف اذا كان الإبداع يجمع وسيلتين من وسائل التعبير الإنساني الكلمة شعراً والطبيعة والإنسان صورة فوتوغرافية.
وكيف إذا كان صاحب الصورة فناناً مرهف الإحساس لا يرى بأعين الآخرين فقط بل يقنعها بما لم تراه سابقاً .
* فالعزاز يحاور الشكل ويلج في أعماق تفاصيله ثم يجمعها ويصهرها ممزوجة بثقافته البصرية المتمكنة ليقرر كل ذلك في لحظات لا يستجمعها إلا من هم على شاكلته من المبدعين ثم يعلن اصطياد اللحظة من خلال عينيه وعقله أولاً ثم عدسة الكاميرا وتقنياتها من سرعة للغالق.. ومقدار الضوء.. وحساسية الأفلام.. وأهم من ذلك زاوية الصورة التي تحكم نجاح مؤديها وتتحكم في قراره.. لهذا جاءت لقطات في إصداره المستحيل الأزرق نوافذ داخل نوافذ تأخذك من الجزء إلى الكل مهما تنوعت المشارب واختلفت الملامح والعناصر.. بين ابتسامة بريئة لطفل إلى تجاعيد على جبين شيخ كبير ومن ساحات خضراء إلى صحارى جافة ورمال حمر.. ففي كل صورة قصيدة وفي كل صورة شيء ما يستفز الإبداع عند الآخرين لهذا جاءت قصائد الشاعر قاسم الحداد مطابقة ومتوازية مع ما يعنيه في الصورة ليس تفسيراً وإنما استشفافاً وتفاعلاً مع ايحائها اختلطت فيها معاني الفرحة بالحزن بالدهشة.. فأحال الشاعر الحداد تلك الرؤى إلى حالة أخرى من الإبداع فكتب مقاطع هي في الحقيقة قصائد كاملة نقدمها حروفاً وصوراً.. متذكرين قول الشاعر:
ذكرتني ما لست ناسيه ولرب ذكرى جددت حزنا
هذا البيت وتلك الصور وما صاحبها من أبيات للشاعر الحداد تنبض جمالاً ويسكن الوجدان منها حزناً على لحظات مضت وبقى ما سجلته العدسة تذكاراً للأجيال. ونترك المساحة رغم محدوديتها ساحة للصورة والقصيدة.. لعين ووجدان العزاز ولمشاعر الشاعر الحداد.
|
|
|
|
|