| مقـالات
لا يختلف اثنان أن من لوازم مرحلة الشباب وعلاماتها قوة الجسد والنشاط والحيوية، وتوافر الطاقة البدنية، والإقبال على الحياة..
ولا بد لهذه الطاقة من مخرجٍ تتجه اليه ومن مناشط جسدية تستوعب تلك الطاقة والحيوية وتستقبلها.
وغني عن البيان أن هناك طائفة من الشباب يُهدِرون تلك القوة والحيوية والصحة على أعتاب المقاهي والمملوءة بالضجيج، والمناخ غير الصحي، حيث الشيشة «المقيتة» والمعسّل وما إلى ذلك من إضاعة الوقت في الحديث عن أشياء غير مفيدة في نهاية الأمر.
ويُمضون الساعات الطوال حتى تباشير الفجر الأولى أمام الفضائيات ودخان المعسل «المُمرض» هدانا الله وإياهم أجمعين.
وهناك طائفة أخرى من الشباب يضيعون أوقاتهم في الأسواق التجارية من بعد صلاة التراويح وحتى اقفال السوق، ليس بهدف التسوق والإطلاع على جماليات السوق من حيث البناء والمعمار ولا الإطلاع على الجديد فيه بقدر ما هو تسكع ومطاردة الفتيات المتبرجات، الضاجات بالعطور، والمُدلاِّت بجميل الخصور هداهن الله جميعاً.
وهناك من الشباب من يزرع الشوارع زرعاً ويجوبها طولاً وعرضاً لا لشيء إلا الفضول، وإضاعة الوقت، ومضايقة الآخرين والمساهمة في امتلاء الشوارع بالسيارات والصخب دون فائدة تذكر ولكن كما قلت لدى هؤلاء الشباب طاقة يريدون ان يصرفوها بأي طريقة!!
وبما أنني والحمد لله مازلت شاباً ومع الشباب أحس بإحساسهم ومعاناتهم وأفهم بعض طرائق تفكيرهم و«حركاتهم» وتأثير الأصدقاء عليهم تأثير بالغ، فإنني أقدم لأحبابي هذه التوصيات الثلاث:
أولاً: نحن في شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا جميعاً بالخير والفلاح، وصلاة التراويح من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد المسلم المؤمن الى ربه في هذا الشهر الكريم فلا ينبغي ان تفوتك أخي الشاب وسوف تحس بالسعادة والهناء والرضا اذا ما صليت صلاة التراويح في المسجد الذي بحارتكم وستحسُّ بقرب الجيران الى قلبك وبالمناخ الاجتماعي الحميم.
ثانياً: إن الأندية الصحية المتناثرة هنا وهناك مفيدة نفسياً وصحياً واجتماعياً.. ففي النادي بعد صلاة التراويح تلبس ملابس الرياضة، وتجري على السير لتمارس لياقتك البدنية، ويتجدد في خلاياك من خلال العرق النشاط، والدورة الدموية، وستجد من يُدربك على حمل الأثقال «الحديد» إن أردت، ثم ستجد المسبح الذي يساعدك على اللياقة، وطول النفس، تلك الرياضة الجميلة والمفيدة والتي يبذل الجسم كله الجهد الذي يخوله الحفاظ على رشاقته وقوته وجمال شكله.. وستحس بالهواء النقي العليل عندما تغادر غرفة «البخار» STEAM، ويتفصد العرق من جسدك بعد خروجك من «الساونا» الحارة بدفاياتها الشرسة لتلقي بنفسك في الماء الحار «الجاكوزي» لتحس بالارتياح بعد الاجهاد الذي تم في السير، والحديد والسباحة.. ليس ذلك فقط ستحس بصحبة أهل النادي «الأصحاء» لا «مُدخني الشيشة والمعسل» وستجد من تصادقه وتتحدث معه ومن تحس بقربه، وسيكونون بمثابة أسرة اجتماعية جديدة لك تساعدك على بناء جسمك وتطوير علاقاتك الشخصية مع مجاميع ارقى وأكثر حضارة ورقياً من رواد الشيشة والمقاهي. وصدقني ستعشق النادي أيها الشاب واسأل مجرب كما يقولون وستجد انك اكثر صحة جسمية ونفسية.
ثالثاً: في مثل ليالي رمضان المبارك يطول الليل واعلم اخي الشاب انك تريد تزجية هذا الوقت.. واقول لك ان الغذاء الفكري فرصة في رمضان فلو أتيت الى البيت الساعة الثانية عشرة او الواحدة.. وأخذت كتاباً او رواية او قصة قصيرة او ديوان شعر او نقد أدبي او لتذاكر دروسك لأحسست بأن الوقت قصير جداً ولا ينبغي اضاعته فيما لا يفيد.. ناهيك عن تلاوة القرآن الكريم، وقراءة السنة النبوية، وتاريخ هذه الأمة الإسلامية المجيدة.. فهل نجرب ما تقدمتُ به إليك أخي الشاب من توصيات.. أتمنى.
ALRESHOUD@HOTMAIL.COM
|
|
|
|
|