أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th December,2001 العدد:10660الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,رمضان 1422

مقـالات

المجموعُ في غياب المشروع..!
إبراهيم عبد الرحمن التركي
(1)
** تحوَّل المثقفُ «العربي» من دور المفكِّر المحاور المطور للمجتمع إلى نديم يبرِّر ويُحلِّل وينظِّر..
محمد جلال كشك
üüü
** الفرق بين «الخطأ» و«الباطل» أن أحدهما ظاهرةٌ عابرة تنجم عن نقص عابر في المعلومات، أما الآخر فإنه تحريف موجه عمداً ضد الإنسان والمجتمع.
الصادق النيهوم
üüü
** «.....» الفعل الإنساني ينتزع الحرية من الضرورة، الجمال من القبح ، النظام من الفوضى، الإمكان من العدم، التقدم من التخلف، العدل من الظلم، الاستنارة من الإظلام، مبدأ الرغبة من مبدأ الواقع..
جابر عصفور
üüü
(2)
** في هموم «الجمعِ»
لا يبقى مكانٌ لدِثار..
وبروحِ «القمعِ»
لا معنى لوهمِ الانتظار..
ومن الذاتِ إلى الذاتِ
حديث الانتصار
üüü
** لا تلمْ مَنْ يئِسا
لا تعبْ مَنْ عَبَسا
في «الدياجي» و«القفارْ»..
نحن من سار بلا ضوءٍ
ومَنْ غنَّى بلا صوتٍ
ومَنْ صاغ القرارْ...
«بالفرار»...!
(3)
** للشيخ «بهاء الدين العامليّ» كتابٌ «بالفارسية» مترجمٌ إلى «العربيَّة» يضم حواراً بين «القطِّ» و«الفأر» وقال في «مقدَّمته»:
* «.. لا تظنُّوا» أن حوار الفأر والقط بلا جدوى، الفأر هو نفسُكم الأمَّارة بالسوء، التي تريد أن تتخلَّص بالحيلة والخداع من سلطة العقل، وأن تفسد صاحبها باقتدائها بالشيطان، وبعد ذلك تسخر من العقل وتهزأ منه، وتضيِّع عليه نعمةَ الاختيار الصحيح «....» كان القط بما يملك من صولةٍ وشوكة قد سيطر على الفأر ووضعه في تصرُّفه، ولكنه بعد أن سمع من الفأر حديث الشواءِ والحلوى، لانَ وتراخى وقد أعمى الطمع بصيرته، فخدع وأفلت الفأر من يده، وأنت إن لم تفلت عنانك وتسلِّمه إلى النفس الأمَّارة فلن تتأخر في نيل مطامعك..»..
«ص9/ط الأولى/ ترجمة دلال عباس/ دار رياض نجيب الريِّس»
üüü
(4)
** بدأ الفكرُ «الأوربيُّ» ثورته بسلطنة «العقل» المطلقة، وأعلن الفكر «الشيوعيُّ» بلا مواربة» أن «الإله» هو «المادة» أو بمفرداته أن لا إله والحياةُ مادة، وسعى «مفكِّرون» آخرون إلى ربط «محركات» الإنسان «بالجنس» كما «فرويد»، أو «بالمال» كما «ماركس» وأغلبيَّة فلاسفة ومُنظِّري الفكريْن «الشيوعي» و«الرأسمالي» على حدٍّ سواء..!
** «قد قيل ما قيل» مما لا يحتاج إلى مزيد، وليظلَّ «العقلُ» مرتهناً لتحليلاتٍ تخرج به من إطاره المجرَّد القادر على «الحكم» و«المحاكمة» إلى «تابعٍ» ضعيف جاهز للاستقبال والاعادة والترديد..!
** تلونت المعطيات «الفكريَّة» بكلِّ ألوان «الطَّيف» مثلما توجهات «الكَيْف»، ولم يعد فرق بين «التزامٍ» و«إلزام»، وبين «اغلاقٍ» و«انغلاق»، وبين «ظلامٍ» و«إظلام»، ووسمتْ «الحداثةُ» بالتجديد، و«العلمنةُ» بالتنوير، و«التحرُّر« بالامبرياليَّة، ومحاربة «الدين» بالدفاع عن المجتمع «المدني»..!
** اختلطت «الملامح»، وأضحت المسافات الفاصلة بين «الفهم» «والتفاهم»، وبين «التفكير» و«التكفير» وبين «الأصوليَّّة» و«التعصُّب»، وبين «الوعي» و«العي»نقاطَ «تجاذبٍ» و«تنافر»، فتحول «المصطلحُ» إلى «أزمة»، و«الاختلافُ» إلى «خلاف»، و«الحقيقةُ.. إلى مادةٍ مشاعةٍ «يدَّعيها الجميع و«ينبذُها» الجميع، ويموت دونها الجميع..!
üüü
(5)
** يمكن تلخيص المشكلة «الحضاريَّة» العربية الحالية في غياب «المشروع» المتفق على أساساته، ومحدَّداته، وأهدافه، فمنذ سقوط «الخلافة» لم نعد ندري ما هو نوع «الكيان» الذي يمكن أن يلمَّ «الشتات العربي/ الإسلامي، فتاهت «الأيديولوجيات» داخل ذلك بين مشروعات «قوميَّةٍ» و«إقليميَّةٍ» و«قطريَّةٍ»، وحتى حين انزرع «يهودُ» في داخلنا لم نأتلف حول مشروعٍ متحد للتعامل معهم بين «رميهم في البحر» وقبولهم في «الجوار» وما بين ذلك من مشروعات «تهدئةٍ» تنادي «بالهدنة» وتدعو إلى «السلام»..!
** وإذا كانت «معاناتُنا» مع مشروع «الوجود» بهذه «الحديَّة» «الجدليَّة» فإن البحث عن اتفاق حول المشروع «الثقافي» أو «الاجتماعي» أو «التعليمي» بحثٌ «عبثيٌّ» في مناطق «عدم الجدوى»..!
üüü
(6)
** يبدو غيابُ «المشروع العربي» مؤلماً، يشتدُّ في أوقات الأزمات حين تتقاذف «الرياح» «المركب» العربي الإسلامي، فلا يعرف «ممراً» أو «مستقراً»، ويسأل سائلٌ عن «المسار»..؟ ويحتار الجيل الناشئ في «المدار»..، ويفكِّر المخلصون حول «الخيار»..، ويقف المركب في مكانه غائباً عن فعل «الإبحار»، حاضراً في استقبال «الإعصار»..! ونخلص إلى نتيجةٍ واحدةٍ أو وحيدة وهي أن المركب العربي تصنعه «العواصف» و«العواطف»..!
üüü
(7/1)
** البحث عن الشهرة أو «الانتشار» لا يبِّرر «للمثقف/المفكِّر /الاعلاميِّ» الخروج برؤىً مختلفة لإضافة خطوط «صناعيَّة» تجعله في دائرة الضوء..!
** آثار «طه حسين» في زمنه «أسئلة» تتصل بالبحث عن «منهج» جديد، وكان له كما لسواه دور في إثارة «الغبار» حول «أنفسهم» وحول «منهجهم» وحول «واقعهم»، ورأى «أبو مؤنس» في ذلك شجاعة في مواجهة بيئة تعادي الثقافة، وقال عن نفسه ومتابعيه:
* «.....» وقد بدأوا بأنفسهم فحرروها من كثير من التقاليد الثقيلة الفادحة حتى عدَّتهم بيئتهم شواذَّ، وقاومتهم ألوان من المقاومة فلم يهِنوا ولم يضعفوا، وإنما مضوا أمامهم لا يلوون على شيء حتى كُتب لهم النصر، قاومهم الشعب لأنه لم يفهم عنهم، وقاومهم السلطان الظاهر لأنه أشفق منهم، وقاومهم السلطان الخفي لأنه رأى فيهم قادة الحرية والهداة إلى الاستقلال، فثبتوا لهذا كلِّه، وانتصروا على هذا كلَّه..»إلخ ما ورد في كتاب «العميد»: «مستقبل الثقافةِ في مصر».
** وبالمثل أو قريب منه توجه «عبد الرحمن الكواكبي» في «طبائع الاستبداد» ، ونظَّر «علي عبد الرازق» في «الإسلام وأصول الحكم»، وروى «نجيب محفوظ» في «أولاد حارتنا»، وأوضح سيِّد قطب «معالم في الطريق»، وغيرهم مع غيرها لينالَ من انطلق في فضاءات الفكر دون حدود ما نالهم من أحكامٍ بشرية قاسية تتابعت مع «عبد العزيز البدري»، و«محمد باقر الصدر»، و«محمد قطب» و«فرج فودة»، و«نصر أبو زيد»، و«حسن حنفي» ولا تزال مع غيرهم، رغم التصادم الواضح في اتجاهاتهم لتحريك المركب العربي الإسلامي..!
üüü
(7/2)
** رغم هذه «الأمواج» المتلاطمة، ومن داخلها لا يزالُ «نفرٌ» من «مثقفي» العرب يبحثون عن أنفسهم مفترضين أن الخروج على السائد وسيلتهم المثلى لتحقيق «الذاتِ» ولو نشأ ذلك عن «تعسفٍ»، ولو أفرز ذلك «تجهيلاً»..! ولو كانت مقدَّماته «خطلاً» منهجيَّاً..!
** كثرت «الأصواتُ» حتى اختلطت، وتصادمت «الأصداءُ» حتى «أصَمَّتْ» و«أعمتْ»، وبقي المركب العربي تائهاً، وراكبوه متصارعين..، وهو ما يشير إلى انعدام المشروع الثقافي، فبدا الإنسان العربيَ المسلم «مُهَمَّشاً» في تفكيره وتقريره، وبات مثل مركبه منتظراً انعكاسات الفعل «الخارجي» على «حاضره» و«مستقبله»..!
ü ü ü
(8)
** ربما تجوز العودةُ الآن إلى الشيخ بهاء الدين العاملي في كتابه المرويِّ على لسان القط والفأر، لتتجسد أمامنا مشكلة «المركب العربي/ الإسلامي» حيث يعبث «الفأر» واعداً بما «يُوهم» حيناً، و«يخدع» حيناً، و«يُغرق» و«يقتل» حيناً، وربما عبَّر«القطُّ» عن هذه المعضلة حين خاطب «الفأر»:
* «... برودة الطقس لا تشفي من نزلة البرد، والعطشان لا يرتوي من رؤية أمواج البحر، أو ماء الغدير..»
üüü
(9/1)
** لن نستطيع تخطي «الخطوط» الأولى في قراءة «فاتحةِ» غياب المشروع العربي عن واجهة القرار «المصيريِّ» المتصل بمحاولة انتشال «الإنسان» العربي من «وهادِ» السقوط المستمر الذي امتد طويلاً، ربما منذ نهاية القرن «الرابع الهجري»، حتى لم نعد نرى في المشهد الحضاري سوى «ومضاتٍ» عابرةٍ من مشاركاتٍ «محدودة» في البناء «العالمي» لدرجة همشت «الوجود»، وكرست «القيود»، واختفت من كتب «النحو» أبواب «الفعل والفاعل» و«المبتدأ والخبر»، ولم يبق سوى «الفضلة» و«المفعول به» و«النكرة» و«المجرور»..!
üüü
(9/2)
** في غياب المشروع العربي/ الإسلامي نفتِّش عن حلِّ «المعضل» في «الاسترخاء»، وتجاوز «التخلُّف» بالخواء، ونبحث عن «الحكمة» بين «القط ،«الفأر»، ونعجب إذ نجد ما نفتقد، ثم نعجب حين نفتقد ما نجد..!
** الوصول إلى مشروع عربي/ إسلامي «سياسي» و«فكري» كفيل بصياغة «عقل» «متجدِّد» يواجه «التحديات»، ويستجيب «للمتغيِّرات» ولا يحتاج إلى توجيهٍ «خارجي» لإعادة النظر في منهج «تعليمي»، أو أسلوب «إعلامي»، أو سلوكيات «مجتمعية»..!
** المشروع نتاج «تخطيط» و«سعي» وتجاهلٍ للنفس والهوى، واتكاءٌ على «الذات» ورفض «للوصاية»، و«التبعية» و«الاستسلام»..
* «الانطلاقُ» يبدأ من «الانعتاق»..!
ibrturkia@hotmail

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved