| مقـالات
أتيت الليلة مهرولاً لكي أحجز مكاني الدائم في قاعة الانترنت في مكتبة الملك عبدالعزيز في الرياض.. ذلك حالياً هو مكاني المفضل.. مجانية الخدمة والهدوء يساعدان كثيراً في تنقية الأجواء بالنسبة لتأليف الكتاب والبعد عن الأجواء الصاخبة فأنا بطبعي ميال للوحدة والليل.
قلت أتيت بسرعة لكي لا تمتلئ القاعة بمن سبقوني في حجز الأماكن والأجهزة.. جلست بمكاني المعهود وكل ما أخشاه أن تفضحني دموعي الليلة..
لا أملك اشتراكاً ولا أملك جهازاً خاصاً فقط آتي هنا أقطع مسافة عشرين دقيقة على أعصابي بسيارتي المتواضعة لا أملك رخصة والانسان في عصرنا الجاري عبارة عن ورق فكيف بي أتكبد عناء التوقيف وأنا لا أملك قوت يومي ولا قوت أهلي..
أكتب لك وأحس أنني مختنق بأنفاس لاهثة.. متعبة خانقة بسبب الربو والقيلون وارتداد الأكل والأرق مع شهادة الثانوية العامة ودبلوم موارد بشرية.. الطموح الوصول إلى القمة والمعاناة طويلة.. والصبر هو شاطئ الأمان الذي ترسو عليه أمانِييّ وأحلامي.
الكتاب الآن هو ما امتلكه وديوان شعر وكاسيت جاهز بصوتي بالقائي طبعاً.
في كل صباح أتشهد من التعب أمشي وأدوخ من فقر الدم ونقص الأوكسجين.. الديون على رأسي اثقلت كاهلي بأرقامها الفلكية.. وترسبات من غدر الأيام ولدت فيّ القهر والحسرات.
الغدر من الأقارب بوعودهم بايجاد وظيفة ولكنهم غدروا.
الديون بعد وفاة أبي أرقت مضجعي.. لا أقوى على مجرد الأنين فصوتي متحشرج بالربو إن توفر معي مبلغ لا أذهب إلى المستشفى بل أذهب لأمنحه لأهلي..
لا أملك الآن إلا هذا الكتاب لتعليم اللغة الانجليزية الأول من نوعه في الشرق الأوسط مستوى أكاديمي .. لا أجد من يقف معي وأمتلك صوتاً رائعاً في القاء الشعر يحسدني كثير من الناس عليه وكتابي يرى الكثيرون انه سيدرس في الجامعات..
لكني سئمت الانتظار وأثقلتني الحياة برتابتها وقسوت على نفسي وتركت الأمراض تغزو جسدي الضعيف المهموم دون أن أدري بها.
الديون المتراكمة تصور لي قضبان السجن فاعتزل الناس ومن أحب ليعتادوا غيابي فلا يألموا من أجلي..
في نظر كل من عرفني أنني لا أتكرر.. وفي نظر نفسي أنا أسطورة»
üü انتهت الرسالة أو الكتابة الجميلة التي وصلتني من القارئ «راكان فيصل» والاسم بتركيبته غريب لأن الجزء الأول منه اسم طفلي الأول والثاني اسم والدي أطال الله في عمره يبدو أن الأخ أراد استحثاثي على قراءة ما كتب باختيار هذين الاسمين وان يكن الأمر..
فالكتابة جميلة وإن كانت من نسج الخيال فالأخ قاص جميل قادر على أن يكتب قصة مؤثرة مع قليل من الاعتناء بتطور الحدث والحوار..
وإن كانت حقيقة واقعية يعيشها فإنني أتمنى عليه بكل صدق أن يطرق باب معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية د. علي النملة فهو ساعٍ بكل قوة هذه الأيام لتبني فكرة القضاء على البطالة وايجاد مخرج لهؤلاء الشباب الذين تكاد ظروفهم المعيشية القاسية أن تخلق لديهم روح سوداوية قاتمة تقضي على أجمل أحلامهم وسنوات شبابهم.. فاكتب له فهو وزير وإنسان وقادر على تطمينك أنت والآلاف مثلك من الشباب الذين تكاد الرياح تذرو أحلامهم.
وشكراً لثقتك على أي الحالين
fatmaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|