| مقـالات
لا تزال مشكلة معظم الفتيات خريجات الثانوية العامة والراغبات في إكمال دراساتهن الجامعية مشكلة قائمة لم تجد حلا من قبل مسؤولي التعليم الجامعي بسبب كثرة أعداد الخريجات وعدم قدرة الجامعات والكليات على استيعاب تلك الأعداد التي تتزايد عاما بعد عام.
ومع تفاقم المشكلة ظهرت لنا طبقة عاطلة عن العمل والدراسة أجزم أنها مع مرور الوقت سوف تعكس اتجاهات نفسية واجتماعية غير جيدة في محيطها.
ومقالي هذا ليس لبحث أسباب المشكلة وطرح الحلول فقد سبقتني أقلام عديدة أفاضت في بحث المشكل وطرح رؤى متعددة حوله لكن مقالي عن فئة من الفتيات اللاتي استطعن بعزم وإرادة قويين التعايش مع واقعهن الذي فرض عليهن حيث لا دراسة ولا وظيفة فبحثن داخل أنفسهن عن قدراتهن ومواهبهن واستغللن تلك القدرات والمواهب في عمل كان له المردود المادي والنفسي عليهن.
ففي استطلاع نشر في مجلة «حياة الفتيات» العدد 15 السنة الثانية رجب 1422ه أكتوبر 2001م طرحت مسألة وقت الفتيات القابعات في منازلهن من تلك الفئة ، وقد أتى الاستطلاع ممتعا يكشف عن الصورة الأخرى لوضع هؤلاء الفتيات ومشاعرهن وقدم نماذج رائعة لهن كما يقول الاستطلاع «لم يقفن صامتات بل واجهن الامر بكل شجاعة، واستطعن أن يبدعن وينجزن ما لم يكن بإمكانهن انجازه خلال دراستهن، وأثبتن أن للنجاح طرقاً عديدة تحتاج فقط لمن يكتشفها».
ويقدم الاستطلاع تجارب هؤلاء الفتيات فواحدة تعلمت التطريز في دورة متخصصة، واستغلت ما تعلمته في الإنتاج ثم البيع. وثانية تقوم بإعطاء دروس في الحاسب الآلي، وثالثة تعلمت التصوير الطبيعي الفوتوغرافي للمناظر وتنوي الاشتراك في المعارض، ورابعة تعلمت الطبخ وأخذت تعد أصنافاً مختلفة لبيعها.
لقد حفل الاستطلاع بتجارب عديدة تستحق الإشادة فهؤلاء الفتيات أدركن أن التحسر والانتظار لن يجدي فتيلا، فبادرن إلى صنع مستقبلهن بأنفسهن حسب ما توافر لهن من قدرات وإمكانيات ونجحن بكل اقتدار، وفخرهن أنهن بدأن مشواراً جديدا لعمل المرأة في مجتمعنا بسلوك مسالك أخرى ودروب مختلفة غير مطروقة هي مع حداثتها لا تتنافى مع الدين وتقاليد المجتمع.
ولعل الجهات المسؤولة والهيئات الخيرية تستفيد من مثل هذه الاستطلاعات الصحفية فتبادر إلى إجراء دراسات علمية لتقف على إمكانية تطبيقها وتعميمها ليكون الاسهام عاما في القضاء على روح البطالة ونشل الفتيات من الملل والإحباط الذي يعانين منه.
وأخيرا تحية صادقة إلى أولئك الفتيات المبدعات اللاتي عرفن كيف يمضين في الطريق.
|
|
|
|
|