|
| مقـالات
انشغل الناس بالدنيا.. وغفلوا عن العبادات.. وأصبحوا يؤدونها بمعرفة ناقصة.. ولأن الاسلوب التعليمي للأجيال القادمة قد تغير وسامه شيء من عدم التركيز والاهتمام بالضروريات من ناحية العبادات وعلاقات الشاب بربه وآخرته.. فقد خرج جيل يغلب عليه الجهل بالعبادات.. والارتجال في أداء تلك العبادات حتى في مواسم الخير التي تتميز بأزمنتها.. لا تجد هؤلاء يحاولون معرفة ما يجهلون.
هناك شباب مع الأسف ينامون من بعد الفجر.. ولا يستيقظون إلا بعد المغرب. وقد لا يفطرون مع الأذان.. أما الذين تجبرهم المدارس إلى القيام في الصباح.. فإنهم يعانون الكثير من اضطراب الوقت والإهمال للعبادات المطلوبة منهم.. وقد كانوا يلقنون الأطفال الأصول الهامة لبناء الإنسان المسلم العارف بمبادىء دينه وذلك في المساجد.. لكن في المدارس لم يعد ذلك له تأثيره. لكون الطالب لا يتفاعل مع ما يقال له.. لعدم وجود المتابعة الصارمة والصحيحة.
لذلك خرج جيل لا يفهم الكثير من العبادات ولا يفرق بين المكتوبات والنوافل، ولا يدرك ما يحقق له مزيداً من الأجر، أو يدفعه ويساعده على الاستقامة.. وكثير من الوعاظ لا يهتمون بهذا الجانب. وإنما يبدأون في حماس عند إلقاء الموعظة.. كأنما رفع الصوت عند الوعظ يؤذن بتحقيق المراد. والأولى أن تكون المواعظ تدور حول شرح العبادات من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج. وما يجب على الإنسان معرفته من أنواع العبادات الأخرى.. وكثيرون لا يحسنون الوضوء.. وهناك شباب لا يحفظون من الأدعية النافعة ولا ما مقداره سطر مكتوب.. وكثيرون يجهلون قيمة الوالدين.. والعلاقات الأسرية واحترام الكبير، وواجبات وشروط الصلاة.. وضرورة تلازم الصيام بالصلاة، لأنه لا صيام بدون صلاة. فالعبادات لا تأتي منفردة في الأداء. وإنما هي يكمل بعضها بعضاً.. وترك عبادة والقيام بأخرى لا يحقق المراد من الطاعة فالذين يرون أنهم صائمون وهم نائمون كل النهار ويتركون الصلاة، لا يحققون المراد من الطاعة، بل إن إهمال الصلاة، وتركها كفر، فقد قال صلى الله عليه وسلم.. «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».. واول ما ينظر يوم القيامة من الأعمال الصلاة فإن صلحت صلح العمل كله.. وإن فسدت فسد العمل كله. ومن المؤسف أنك ترى صاحب الجوال وهو في الصلاة وقد أخرجه من جيبه ليرى من الذي يكلمه. فهل هذه عبادة؟! تعلموا العبادات من جديد واحترموها لتنالوا رضا ربكم وتحققوا المراد من الطاعات..
|
|
|
|
|
