| الريـاضيـة
* كتب سالم الدبيبي:
يستحوذ مساء اليوم البساط الأخضرلاستاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض على الأنظار الرياضية في الأوساط المحلية والعربية حيث تجرى موقعة القمة التقليدية بين الجارين الهلال والنصر برسم الجولة العاشرة من بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وهو اللقاء المنتظر كأحد اهم المواجهات الجماهيرية ذات الصيت الواسع خارج الاعتبارات الانجازية او الحسابات الفنية.. كما يقام مساء اليوم لقاء آخر يجمع الشعلة بالرياض على ملعب الأول بمحافظة الخرج.
أجواء خاصة
كما اسلفنا بالتطرق للاعتبار الذي تكرسه فصول التاريخ وأحداثه بين بروز متنام في سجل البطولات وآخر يتهادى تظل الخصوصية مؤطرة لهذا النزال الذي يجتذب اهتمامات الجماهير ومشاعرها بغض النظر عن كونها تميل الى احد الطرفين.. ويفصل بين الهلال والنصر مساحة تحتلها التحديات على مستوى البطولات الخاصة المتعلقة بالمواجهات على اساس وجودهما بعضهما أمام بعض على ميدان التباري يعتبر نهائياً خالياً من التتويج كما هي مباراة اليوم.. لذلك تنتفي المقاييس ويضمحل الفارق الفني بتدخل العامل النفسي الذي يصدر حكمه القاطع ويحيل التفوق الى من يكبح جماح التوتر ويحافظ على هدوئه وتعقله.. والجميل أنها قمة من النادر ان تشهد العراك خارج نطاق الاداء القتالي ضمن حدود القانون وهو ما نطالب باستمراره ومشاهدته بانتظار الامتاع الحقيقي الذي غاب حتى الآن عن منافسات كأس الدوري ولدى الهلال والنصرامكانية اثارته بالشكل الذي نتمناه ونترقبه من العملاقين حتى وان كانت الاحوال الفنية اقل من المعتاد.
موقف الفريقين
بخلاف ما تقدم سيكون للمباراة اليوم ثمن هام على صعيد القائمة الترتيبية فالفريقان يملكان حظوظا متقاربة لخطف الصدارة مع اقتراب دور البطولة الأول من نهايته ويظل في الحسبان افضلية زرقاء عطفاً على نقص برنامج الهلال الذي يتبقى له مباراتان عن مساواة المتصدر الاتحاد ومباراة واحدة عن الوصيف النصر ويماثل صاحب المرتبة الثالثة الشعلة الذي يدخل حسابات المقدمة بقوة.. وربما تعجل مباراتا اليوم او احداهما في ازاحة الاتحاد عن الصدارة بعد ما فرغ من مباراته في المرحلة الأولى برصيد بلغ «21» نقطة فيما يقف النصر خلفه ب«20» من عشر مباريات ويأتي الشعلة ثالثاً بذات الرصيد من تسع مباريات ولعب الهلال مثلها بميزة يتفرد بها عن جميع الفرق حيث يخلوا مشواره من الخسارة بحصيلة بلغت «19» من النقاط.
بين آرثر ونونيز
لم يرق التعامل الفني من قبل كلا المدربين البرتغالي آرثر جورج بالهلال والاسباني هكتور نويز بالنصر للمراقبين والنقاد الرياضيين.. فآرثر يملك مجموعة عناصرية تحوز على الكثير من الجوانب العالية بمستواها المهاري وتجربتها الدولية لكنها لم تؤد ما يواكب امكانياتها المعروفة بغض النظر عن النتائج ويلاحظ على منهجية الهلال الاداء الكلاسيكي حيث تعتمد على مركزية التحرك وتفتقد للخبث التكتيكي المفاجئ الذي لايمنح للمجموعة المقابلة ضبط المراقبة وقراءة مكامن الخطورة الزرقاء لذلك تقف قدرات اللاعبين الخاصة خلف التحضيرات الهجومية التي من خلالها يهدد الهلال خصومه سواء بالتسديد الخارجي او الاختراق الفردي وهو ما يسهل على الفريق المقابل القضاء على هذه المحاولات التي تفتقد للمشاركة الجماعية في المناورة والتحضير.. كما ان الجانب الدفاعي المتقدم ينقصه التنظيم مما يمنح الوسط المقابل مساحات خالية يستطيع من خلالها الحصول على حرية الحركة تمهيداً لصنع الهجمات مما ألقى على كاهل الدفاع الهلالي المنظم بخبرته وجودته اعباء التصدي للفراغ الذي يحدثه خط الوسط رغم تميز معظم افراده بالنزعة الدفاعية كما كان عليه الشكل في المباراة الاخيرة امام تشرين السوري بوجود الثلاثي عمر الغامدي ولوبيسكو وحسين المسعري.
وربما يستفيد آرثر اليوم من استيعابه السابق لخفايا مجموعته التي اشرف عليها الموسم الماضي اثناء ما كان مدربا للنصر مع الأخذ بالحسبان بعض المتغيرات التي حدثت للفريق وهو لديه الكثير من الديون التي يود ان يسددها في اولى مواجهاته الخاصة للاصفر وربما يساعد التفوق الازرق الذي يصل الى مستوى السيطرة في مواجهات الفريقين خلال السنوات الاخيرة ولا يغيب عن الذاكرة سيناريو العام المنصرم على الصعيدين الخارجي والداخلي.
في المقابل تتعثر خطوات نونيز قبل ان تلامس القناعة النصراوية الكاملة بناءً على تأرجح نتائج الفرقة الصفراء وتفاوت مستوياتها وربما يكون لعدم الاستقرار على خارطة عناصرية ثابتة دور بما يجري على ان الانفصام الواضح في شخصية الفريق بين قوة هجومية ضاربة وتدهور دفاعي رهيب يعتبر اهم المؤشرات على مشكلة حقيقية يعانيها النصر لم يتمكن نونيز من معالجتها رغم وجوده المبكر مع الفريق ويتحدد الخلل في منطقة العمق ابتداء من خط الوسط الذي يفتقد للاعب الارتكاز القادر على تنفيذ الجانب الدفاعي من مهمته كما ينبغي أن يضاف الى ذلك الاسلوب الاجتهادي الذي يؤدي به لاعبو قلب الدفاع دورهما في حماية مرمى الفريق حيث تأخذ العشوائية والازدواجية محل التنظيم والتركيز ولعل الاهداف الاربعة التي سكنت شباك النصر في آخر لقاءين بطرق واساليب متشابهة تعكس حقيقة مشاكله الدفاعية.. ويتحتم على نونيز التدخل بشكل طارئ لتحسين ولو جزءاً يسيراً من هذا القصور في وجه قوة هجومية لايستهان بها ينتظر ان يواجهها مساء اليوم حيث يفترض ان يتخلى عن الاسلوب الشامل الذي لا ترتقي الى اجادته العناصر المتوفرة ولأن خط الوسط صمام الاداء بشقيه الدفاعي والهجومي الذي يحفظ للفريق توازنه وثباته لذلك من غير المعقول ان يعتمد المدير الفني نونيز تشكيل هذا الخط بأسماء غالبها يفتقد للمشاركة والنزاع لقتل محاولات الخصم في مهدها قبل ان تكتمل في مواجهة الدفاع المهتز ما عدا فيصل سيف لايظهر مهمات متأخرة توكل للآخرين خوليو سيزار وعبدالله القرني وسعد الزهراني حيث تبدو مبادراتهم ذاتيةتفتقد للتوجيه بسبب عدم ضبطها وفقا لاسلوب تكتيكي يساهم في نجاح التنفيذ.
وما يقال عن آرثر جورج فيما يتعلق بنظرته الخاصة ينطبق على خصمه نونيز مع اختلاف وقع المباراة بين المعسكرين فالنصر يبحث عن دافع معنوي يسند الوعود الادارية بالتعويض عن الاخفاقات الماضية التي سبقت بداية الموسم الحالي وهذا الفوز المعتبر سيعيد الهدوء الى مدرجات الاصفر الغاضبة بينما الخسارة ستسكب مزيداً من الزيت على النار المشتعلة وبين هذا وذاك يتحدد مصير نونيز المتأرجح بقاءً او رحيلاً.
غموض أزرق وتكامل أصفر
يلف الغموض التشكيل المعتمد الذي سيبدأ به الهلال موقعة الليلة نظراً للإصابات المتفشية بين صفوفه والتي طالت اسماء لامعة ومؤثرة في تركيبة الفريق النجومية يتقدمها قائد الفريق سامي الجابر الذي تعرض لإصابة في الكتف مع بداية اللقاء الآسيوي امام تشرين السوري مساء الجمعة الماضي وتبدو فرص مشاركته محدودة يضاف اليه زميلاه محمد الشلهوب ومحمد النزهان وان كانت البوادر تشير الى امكانية وجود الشلهوب في المباراة كما يعاني عبدالله الجمعان من اصابة و ضح تأثيرها في اللقاء الماضي ولا يستثني الغياب المفاجئ والمؤكد لخميس العويرن المنتقل حديثا للاتحاد حيث من الصعب التغلب على غيابه خلال الفترة الوجيزة التي تفصل افتقاده عن لقاء اليوم وعليه يتوقع ان يمثل الهلال: محمد الدعيع، احمد الدوخي، عبدالله سليمان، عبدالله شريدة، فهد المفرج «محمد النزهان»، عمر الغامدي، لوبيسكو، محمد الشلهوب «حسين المسعري»، الكاتو، ادميلسون «سامي الجابر»، عبدالله الجمعان.
فيما لايواجه مدرب النصراوي حرجا باختيار التشكيل بل على العكس تماما ربما يستفيد من اضافة هامة بانضمام حارس المرمى الدولي محمد الخوجلي في حال جاهزيته فضلاً عن احتمالية انهاء متعلقات تجديد زميله الدولي الآخر ابراهيم ماطر وفي حالة مشاركة هذا الثنائي سيتحصل النصر على دافع فني كبير ودعماً معنوياً هاماً سيعززان من الفرص الصفراء في مواجهة خصم لايتمتع بعافيته الطبيعية.. والتشكيل النصراوي المحتمل على النحو التالي: محمد خوجلي «محمد شريفي»، عبدالله الجنوبي «ناصر حلوي»، صالح الداود، محسن الحارثي، احمد جهوي «ابراهيم شويع»، عبدالله القرني «عبدالعزيز الجنوبي»، فيصل سيف، سعد الزهراني، خوليو سيزار، علي يزيد، فهد المهلل «بندر تميم».
الشعلة الرياض
يستضيف الشعلة على ملعبه في الخرج فريق الرياض وذلك ضمن الجولة العاشرة من البطولة يدخلها الشعلاويون وهم يقفون على اعتاب لحظات تاريخية ربما يصعب تكرارها لاحقاً حيث من الممكن ان يتصدر الفريق جدول ترتيب الكبار مع ختام مرحلته الاولى ففوزه اليوم يؤكد تخطيه للاتحاد بانتظار ما يعمله الهلال والنصر.. واياً كان موقع الشعلة فلن يقل حجم الاعجاب الذي احاطه من جميع المراقبين نظراً لانها حالة فريدة تتم محليا ان ينجز فريق ما قدمه الشعلة في موسمه الاول بعد الصعود وسيرمي اليوم بكل اوراقه لمواصلة المشوار فالرياض خصم محترم لكنه لايزيد عن ضحايا اللهيب الشعلاوي بشيء.
فيما يدخل الرياض للمباراة ولديه طموحات كبرى تتطلع للمنافسة بعد الحاقه الخسارة بالمتصدر الاتحاد في اللقاء الذي جمع الفريقين في الجولة الماضية ورفع الرياض رصيده الى «14» نقطة محتلاً الموقع السادس فارضاً نفسه بين فرق القسم التنافسي المتقدم وعلى ذلك لن يفرط ابناء المدرسة بالنقاط الثلاث التي ستفتح في وجوههم مزيداً من الابواب بالطريق الى مساحات أوسع في رحاب المنافسة التي تتسع للجميع.
***********
مواقف الفرق اطراف مباراتي اليوم في سلم ترتيب الدوري
الفريق لعب فاز تعادل خسر له عليه نقاط الترتيب
النصر-10-6-2-2-19-9-20-الثاني
الشعلة-9-6-2-1-11-5-20-الثالث
الهلال-9-5-4--17-6-19-الرابع
الرياض-9-4-2-3-13-13-14-السادس
|
|
|
|
|