| الريـاضيـة
جاءت قرعة نهائيات كأس العالم التي ستقام في كوريا الجنوبية واليابان الصيف القادم 2002م.. منطقية ومتوازنة في نتائجها..
وعندما أقول منطقية ومتوازنة.. فإنني لا أعني تساوي حظوظها في التأهل للمرحلة التالية.. أو ان القرعة وضعت كل فريق في المجموعة التي تتناسب مع إمكاناته وقدراته على المنافسة..!
لكن المنطق والتوازن الذي أعنيه، إنما ينطلق من الأساس الذي تم اعتماده في توزيع المجموعات، وتصنيف الفرق لضمان توزيع أكثر عدلاً تفرضه القرعة التي تخلو من أية شائبة.. أو مراعاة لجوانب على حساب أخرى.
والأساس الذي يعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في التوزيع يهتم بناحيتين أساسيتين تضمنان ذلك:
الأولى:
وضع المنتخبات الأفضل والأبرز في العالم على رؤوس المجموعات الثماني على ان يكون من ضمنها البلد المستضيف، وحامل اللقب.
الثانية:
تصنيف الفرق الأربع والعشرين المتبقية إلى ثلاثة مستويات.. يضم كل مستوى ثمانية منتخبات.. ويتم تقسيم هذه المنتخبات الثمانية على المجموعات بالقرعة.. هذا التصنيف يتم بناء على نتائج المنتخبات في نهائيات كأس العالم.. وفي التصفيات.. وتصنيف الفيفا الشهري.. وأمور فنية أخرى.
وعليه فإن كل مجموعة سوف تضم أربعة منتخبات من المستويات الأربعة.
هذا الأسلوب في التصنيف والتوزيع يوجد نوعاً من التوازن بين المجموعات الثماني بما يساهم في نجاح البطولة فنيا وهو ما ينشده الاتحاد الدولي بحيث تتأهل الفرق الأفضل إلى المراحل التالية ومن ثم إلى الدور النهائي.
وعليه فإن أي منتخب من المنتخبات ال 32 المتأهلة لهذه النهائيات يجب ان يضع في اعتباره كل هذه الظروف بغض النظر عن امكاناته وقدراته الفنية.. وفقا لمجموعته التمهيدية.. أو مستوى القارة التي تأهل عنها، إذ ان الاتحاد الدولي يهدف أيضا إلى رفع مستوى الكرة في العالم من خلال إعطائه الفرصة لمنتخبات كهذه بالدخول إلى محفل كهذا من أجل الاحتكاك وزيادة الخبرة.
وعودة إلى التصنيف.. فمن المعروف والواضح ان البلد المنظم ليس شرطا ان يكون في مستوى المنتخبات الموضوعة على رؤوس المجموعات لكن الاتحاد الدولي يراعي هنا.. دعم البلد المنظم وإتاحة الفرصة لمنتخبه بالتأهل لمرحلة أكثر تقدما إذا تمكن من ذلك.. من أجل ضمان الحضور الجماهيري والإعلامي.. وهي عوامل يراعيها الاتحاد بقوة ويعطيها أهمية كبرى في نجاح برامجه خصوصا كأس العالم.
** في كأس العالم هذه .. يستضيف النهائيات دولتان.. (كوريا اليابان) وهو أمر يحدث للمرة الأولى والأخيرة هذا الأمر جعل الاتحاد الدولي يضع الدولتين على رأسي مجموعتين.. على حساب منتخبات أخرى قوية إلى جانب ان الدولتين تنتميان لقارة آسيا.. وهي قارة متواضعة المستوى فنيا قياساً بأوروبا وأمريكا الجنوبية..! وكان لا بد ان يتم وضعها (أي المنتخبات القوية أو أحدها) في المستوى الثاني.. ثم الثالث.. وهكذا.. مما يؤدي بصورة إلزامية إلى تجمع قوي في إحدى المجموعات أو ضعيف.. ومتفاوت المستوى في آخر.. وهو ما حدث بالفعل، إذ ضمت المجموعة السادسة منتخبات الأرجنتين، انجلترا، نيجيريا، السويد، فيما بات الطريق ممهدا لمنتخبات أخرى بالتأهل للمرحلة الثانية.
** هذا الأمر.. أو الوضع لن نشاهده في مونديال 2006م ولا أعتقد انه سيتكرر لسببين:
الأول:
أن الدولة المستضيفة دولة واحدة.. وهي المانيا.. وهي ذات تاريخ عريق ومعروف في كرة القدم.
الثاني:
ان حامل اللقب لن يتأهل آلياً.. وهذا يضمن أيضاً تصنيفا عادلا في النهاية وعند تقسيم المجموعات.
** أعود مرة أخرى إلى مونديال 2002م ونظرتنا إليه كسعوديين على وجه الخصوص ثم كعرب.. ثم كآسيويين.. لكنني سأترك الحديث عما يهمنا منه كسعوديين لنهاية المقال لأهميته..
وأعتقد ان الفرصة مواتية اكثر مما مضى.. وربما مما هو آت.. سواء للمنتخبات العربية خاصة التونسي.. أو للآسيوية عموما.. وتحديدا اليابان وكوريا.. لتحقيق إنجازات تحسب للكرة الآسيوية في هذا المحفل.. أكثر من ذي قبل.
فاليابان ترأس مجموعة ضمت إلى جانبها كلا من روسيا، بلجيكا، تونس.
وكوريا هي الأخرى ترأس مجموعة ضمت إلى جانبها البرتغال، بولندا، أمريكا.
وهذا يعني فرصة كل من هذين المنتخبين للوصول إلى ا لمرحلة الثانية وربما أكثر.
أما الصين.. فإن فرصتها لتحقيق مركز متقدم في مجموعتها سيكون صعبا في ظل وجود منتخبي البرازيل وتركيا.. لكن هذا لا يمنع تحقيقها مركز ثالث وجيِّد.
كما أنها فرصة للمنتخب التونسي الشقيق لتحقيق إنجاز مشرف يحسب له وللكرة العربية والأفريقية من خلال مجموعته وكذلك السنغال التي ستلعب مع فرنسا والأورغواي والدانمارك.
* المنتخب السعودي:
يرى كثيرون أن المنتخب السعودي وقع في مجموعة معقولة.. ومقبولة نسبياً.. ومصدر رؤية هؤلاء.. سببان:
الأول:
الهروب من مجموعة حديدية كمجموعة الأرجنتين وانجلترا.. أو من مجموعات أخرى كمجموعة البرازيل أو فرنسا.. إلخ.
الثانية:
ان مجموعتها ضمت منتخبات ألمانيا والتي تأهلت في الأخير.. وكادت تخوض الملحق.. وايرلندا التي تأهلت من خلال الملحق مع إيران ومنتخب الكاميرون من القارة الأفريقية.
وإذا اعتبرنا السبب الأول معقولاً.. فإن الثاني يشوبه بعض التحفظ في نظري.. لسببين أيضاً:
الأول:
ان مستويات الفرق تختلف في النهائيات عنها في التصفيات، فهناك ما يقارب ستة أشهر ونيف من الآن.. يمكن ان تعيد فيه كل المنتخبات ترتيب أوراقها.
الثاني:
أن جميع منتخبات المجموعة (عدا السعودية) تعتمد في أسلوبها على القوة البدنية.. واللياقة البدنية العالية.. بعيداً عن المهارة الفردية والأداء الراقي. وهو ما يمتاز به المنتخب السعودي الذي سيواجه صعوبة كبرى إذا اعتمد على هذا الاسلوب.
وعليه يجب ان يكون إعداد المنتخب السعودي.. لهذه النهائيات.. مختلفا وذا طابع خاص.. يأخذ في اعتباره نوعية هذه المنتخبات.. وطريقة لعبها.. وأسلوب أدائها.. وهي أمور يجب ان توضع في الحسبان اثناء إعداد المنتخب.. سواء كان ذلك في معسكره وتجهيزه البدني واللياقي.. أو في نوعية الفرق والمنتخبات التي سيلاعبها اثناء فترة الاعداد بما يتناسب وأسلوب المنتخبات التي تشاركه المجموعة.
والله من وراء القصد
البريد الإلكتروني:
rseel@l.a.com
|
|
|
|
|