| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
يعتبر العلم وطلبه من المرتكزات الأساسية التي تعتمد عليها الأمم في بناء حضارتها وعزها ومجدها، ولذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالعلم وحث على طلبه ورغب فيه.
إن المتأمل في حضارة الأمم السابقة وفي تاريخها يلاحظ وبوضوح ما وصلوا إليه وبلغوه من عز ومنعة وسمعة مدوية ما زالت أصداؤها باقية عندنا إلى الآن لدرجة أن بعض ما بقي من معالم هذه الأمم لم يتوصل بعد إلى كشف أسراره. هذا فضلاً عما ترجم لنا من الكتب التي وصلت إلينا في جميع الفنون من أدبية وطبية وهندسية. وهذه الكتب لا تشكل كل ما وجد عندهم بل هي غيض من فيض. كل ذلك يؤكد على أهمية العلم ومكانته ولا يدرك ذلك إلا العاقل من الناس. ونحن ولله الحمد في هذا الوطن يولي ولاة الأمر اهتماماً كبيراً بالعلم وتيسير كل طريق من أجله فقد أنشأت الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة ولا ينكر وجود ذلك إلا الجاحد. فخريج الثانوي يجد الطريق واضحاً أمامه لأي جامعة أو كلية أو معهد يريد وكل ذلك مقرون بنسبة معينة وهذا لا إشكال فيه. لكن المشكلة تكمن في الخلفية الاجتماعية لدى الأهل فمثلاً ماذا يعرف عن أهمية العلم وطلبه؟ ماذا يعرف عن توجه ابنهم ورغبته وميوله؟ كيف يرون مستوى ابنهم الدراسي؟ أخر مرة زار والده المدرسة. أين يذهب ابنه بعد المدرسة وخارج البيت ومع من؟ لن أتحدث عن أهمية متابعة الوالد لابنه فمعلوم أنها تمثل الدرجة الثانية بعد المعلم ولكن كيف ستكون الإجابة عن هذه الأسئلة. الأجابة سأتركها لك ولكن قبل الإجابة أريد منك معرفة ما يلي: هناك مدارس لا تعرف ولي أمر الطالب إلا في النادر. وهناك مدارس نسبة الرسوب عندها تشكل أكثر من 50%. فأين أولياء الأمور؟ أين الراعي المسؤول عن رعيته. أين من تعب وكد من أجل ابنائه ليوفر لهم المال والسكن وفاته متابعتهم دراسياً وفكرياً وعقلياً بل فاته رفعهم علمياً. قال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، كيف نستدرك على الأب ما فاته؟ أين نجد الحل؟ الحقيقة أن الحلول كثيرة ولكني أرى أن من بين الحلول أن تتبنى إدارات التعليم محاضرات وندوات تبين أهمية العلم وطلبه. وحث الأبناء عليه ومتابعتهم... إلخ.
ويدعى لهذه المحاضرات أولياء أمور الطلاب، بل يركز عليهم ويحثون على الحضور حتى لو استدعى الأمر أن ترسل بطاقات الدعوة عن طريق أعمالهم. وذلك لأهمية هذه المحاضرات اجتماعياً وثقافياً وإرشادياً فهي طريق موصل إلى الاهتمام بجيل هذه الأمة.. وأعلم أنه لن يكون هناك نهوض لهذه الأمة ما لم تكن هناك خلفية واعية وفاهمة ومدركة للعلم وطلبه..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ماجد حمد المطيري القصيم
|
|
|
|
|