أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th December,2001 العدد:10659الطبعةالاولـي الثلاثاء 19 ,رمضان 1422

عزيزتـي الجزيرة

غذاؤنا المستورد .. كيف حاله؟!
تكتظ الأسواق المحلية في بلدان عالمنا العربي والإسلامي الكبير بالمنتجات الأجنبية المغشوشة، ويأتي في مقدمة هذه المنتجات الغذائية «المعلبات» بمختلف صنوفها وأنواعها وأشكالها التي تحتوي على اللحوم والدواجن والطيور وزيوت الطهي بالاضافة إلى المبرد والمذبوح والمجمد من بهيمة الأنعام بسبب عدم التزام الدول المصدرة ذاتها بطرق الذبح الإسلامي، وضعف أنظمة الإشراف وأجهزة الرقابة والحماية الوطنية.
فقد أعلن المهندس كامل العدل مدير عام جمعية دبي التعاونية الذي قام بجولة زار خلالها عددا من الدول المصدرة للحوم من بينها الدنمارك ونيوزيلندا واستراليا وفرنسا لتقصي الحقائق حول الطريقة التي يتم بها ذبح الحيوانات أن هذه الدول لا تلتزم بطريقة الذبح حسب قواعد ونصوص الشريعة الإسلامية خلافا لما يدون على شهادات الذبح الشكلية التي ترفق مع اللحوم!
وأضاف: إن المؤسسات الأجنبية المصدرة للدواجن واللحوم تعرض على «الوفود» القادمة من الدول الإسلامية طرق الالتزام بالطريقة الإسلامية للذبح لدى زيارة هذه الوفود فقط ثم تعاود بعد ذلك الذبح بطرق غير شرعية ومخالفة للإسلام!
ويقول الشيخ عمر بن عبد العزيز العثمان مدير مركز الدعوة الإسلامية والإرشاد في دبي ما نصه: ثبت بشهادات يقينية ممن هم أهل للثقة سواء كانوا من المقيمين في تلك البلاد أو الزائرين لها أن هذه البلاد أي الغربية لا تقوم بعملية الذبح الشرعي، بل تقدم لحوما أشبه ما تكون بالميتة والموقوذة أو المخنقة، وهذا مما يحرمه الإسلام، وليس ببعيد عنا ما سمعناه عن صفقات الدجاج المستوردة التي وصلت إلى بعض البلاد العربية ووجد بعضها بكامل رقبته مما يشهد بعدم الذبح بالطريقة الإسلامية رغم كتابة العبارة المألوفة: ذبح حسب الشريعة الإسلامية!
وفي دراسة أعدتها جامعة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية نشرت في جريدة «المسلمون» عدد يوم الجمعة التاسع من شهر صفر 1408 ه الموافق 2 أكتوبر تشرين الأول 1987م ما نصه: إن الشركات المصدرة لهذه اللحوم تلجأ إلى الغش من أجل الحصول على أكبر قدر من الربح عن طريق عدم استنزاف دماء الذبائح وفق الشريعة الإسلامية لتزيد من أوزانها!
وأضافت الدراسة: إن المراكز الإسلامية التي تمنح هذه الشركات شهادة بصلاحية الذبائح، وأنها ذبحت على طريقة الشريعة الإسلامية لا تتحرى الدقة في صحة دعوى الشركات لأنها تعتمد على النسبة المئوية التي تحصل عليها نظير تصديقها على شهادات الذبح من قيمة الشحن!
وتشير الدراسة: إن هذه الشركات تخالف الحكمة من الذبح بالطريقة الإسلامية التي تهدف من استنزاف دم الذبيحة كاملا ليطيب أكلها حلالا، وذلك على العكس من اتباع طريقة القتل باستخدام قذيفة نارية تصوب على رأس الحيوان أو ضربه على رأسه بمطرقة تفقده الوعي أو استخدام التيار الكهربائي دون قطع الوريد والودجين والحلقوم والمريء مما يبقي جزءا كبيرا من دم الذبيحة في جسدها فيزيد وزنها وبالتالي يزيد سعرها!
أما بالنسبة للدواجن فيتبع أسلوب مماثل إذ يمر تيار كهربائي على الدواجن ثم توضع في ماء مغل لنزع ريشها ، وبهذه الطريقة يكون موت الدجاج خنقا لا ذبحا ولا يستنزف بالتالي دمه كاملا، وتستخدم هذه الشركات ايضا الهرمونات في تربية الدواجن والحيوانات وتسمينها وذبح الحيوانات كبيرة السن رخيصة الثمن ومن ضمنها الحيوانات الإناث كبيرة السن كما أنها تصدر لحوما مخزونة مدة طويلة غير مذبوحة على الطريقة الإسلامية!
وأما الزيوت فقد أكد المركز الإسلامي في ألمانيا الغربية أن بعض المنتجات الغذائية الألمانية تستعمل شحوم الخنزير وأن جميع أنواع الحلوى الخاصة بالأطفال التي تنتج في المصانع الألمانية يدخل في تركيبها مادة تؤخذ من عظام حيوانات ميتة ومحرمة!
وأشار المركز نقلا عن العمال المسلمين الذين يعملون بأكبر مصنع للحلويات في ألمانيا الغربية الى أن مادة «الجلاتين» التي تستعمل في تقوية الحلويات الخاصة بالأطفال وبعض منتجات الألبان كالزبادي وبعض أنواع المربيات والطبقة التي تغطى بها كعكة الأعياد تأخذها «المصانع» من عظام الحيوانات الميتة ودهن الخنزير بدلا من مادة البكتين المستخرجة من التفاح!
وأعلنت صحيفة الخليج الصادرة بدولة الإمارات العربية المتحدة أن إحدى الدول الإسلامية أعادت ستة أطنان من الفطائر الخاصة بأعياد الميلاد بعد ثبوت وجود دهن الخنزير بها!
وقد كشفت مجلة نيو ساينتيست الموثوقة الواسعة الانتشار أن الزيت الإسباني السام الذي بيع في الأسواق على أساس أنه زيت زيتون! اتضح فيما بعد أنه مركب من مواد كيماوية.
وقد تم اكتشاف ذلك بعد وفاة عدد كبير من الذين استعملوه ظنا منهم على أنه زيت زيتون!
وأشارت المجلة إلى أن «الزيت» قد استورد لأغراض صناعية إلا أنه أعيد تكريره وبيع في الأسواق للاستهلاك الآدمي !
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام:
لماذا لا زلنا نستورد اللحوم المذبوحة والمجمدة والمبردة حتى يومنا هذا؟
ولماذا لا تستورد الأنعام حية ثم تذبح في داخل بلداننا!؟
وهل حان الوقت لإعادة النظر في المعلبات المستوردة التي تحتوي على اللحوم والدواجن وزيوت الطهي والعمل الجاد على أن يتم التعليب أو التجميد في داخل بلداننا حتى يتم فيما بعد ومع الوقت قفل باب استيراد « المعلبات» الغذائية أيا كانت على مصراعيه!؟
طلال محمد نور عطار

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved