| متابعة
* بون بقلم فارشيد مطهري د ب أ:
قررت الفصائل السياسية المشاركة في فعاليات مؤتمر أفغانستان ببون التضحية بشخصيتين بارزتين من أجل الابقاء على فرص نجاح المفاوضات الافغانية الماراثونية حول مستقبل البلاد هما برهان الدين رباني رئيس الجبهة الموحدة (تحالف الشمال) والملك السابق محمد ظاهر شاه.
فقد صرح مصدر مقرب من طاقم الامم المتحدة المشارك في المؤتمر الذي ترعاه «إن الجبهة الموحدة سلمت بإسقاط رباني من حسابها ومقابل ذلك تم تقليص نفوذالملك السابق إلى وضع رمزي».
وقد وافق المندوبون على تشكيل «سلطة انتقالية» تتولى الادارة الانتقالية للبلاد لمدة ستة أشهر ولجنة للتحضير للدستور و«لويا جيرا» أي مجلس أعلى يوفق بين زعماء القبائل، ومجلس قضائي.
وإلى جانب الصراع على النفوذ بين أكثر من 50 ممثلا أفغانيا. جرت مناقشات سياسية حامية الوطيس بين الدول التي تراقب أعمال المؤتمر عن كثب والتي تنقسم إلى كتلة بقيادة الولايات المتحدة وأخرى روسية. حسبما أكد المصدر نفسه. وبينما تساند الكتلة الروسية الجبهة الموحدة. تفضل الجبهة الامريكية أن يعمل الموالون للملكية على منع استمرار التشدد والقضاء على فرص الارهاب في أفغانستان. وقال المصدر أيضا: «إن الحل التوفيقي يقضي بإسقاط رباني مع الاحتفاظ بالحرس الجديد للجبهة الموحدة .. وهو خيار يحظى كذلك برضاء روسيا وإيران وباكستان».
وسيظل الملك السابق يحتفظ بمكانة ولكن رمزية بحيث يؤدي فقط دور رئيس لوياجيرا أو المجلس الاعلى وبذلك لا يسبب قلقا كبيرا لايران المجاورة التي أطاحت بالملكية عام 1979. وكذلك لباكستان التي تخشى تقارب الملكيين مع خصمها اللدود وجارتها النووية الهند.
ويعتقد أن الحرس الجديد للجبهة الموحدة وهم وزير الداخلية عبد الله عبدالله والداخلية يونس قانوني والجنرال محمد فهيم سيتولون وزارات الخارجية والداخلية والدفاع على التوالي في الهيئة الانتقالية.
ومن المتوقع أن يتولى حامد قارزاني رئاسة الهيئة الانتقالية. وهو المرشح الاول الذي تزكيه الكتلة التي تتزعمها الولايات المتحدة وشخصية غير معروفة، وإلا تكون البدائل الاخرى عبد الستار صراط الموالي للملكية أو مصطفى زاهرحفيد الملك الافغاني السابق.
واستطرد المصدر نفسه قائلا: «إن الهدف الاساسي للاتحاد الاوروبي هو تحقيق النضج السياسي ومن ثم الاستقرار في أفغانستان من خلال تشكيل إدارة انتقالية من الفصائل السياسية الاساسية وأيضا من خلال نشر قوات متعددة الجنسيات» في البلاد.
وتشير الدلائل إلى أن تحقيق نتيجة إيجابية معقولة في المؤتمر أمر شبه مؤكدولكن لم يتضح بعد ما إذا كان المندوبون سيغادرون قاعة المؤتمر وقد توصلوا إلى اتفاق نهائي على إجراءات هذه المرحلة الانتقالية المقترحة والمقررة بستة أشهر.
وأضاف المصدر: «هناك قطار يتحرك نحو أفغانستان ولم يعد يمكن وقفه .. ومن لايقفز في القطار لن يكون أمامه سوى أن ينتظر ويترقب».
وكان من المقرر أن تنتهي فعاليات المؤتمر حول مستقبل أفغانستان السياسي عقب رحيل حركة طالبان خلال خمسة أيام فقط. إلا أنه تقرر مد أعماله إلى اليوم «الثلاثاء» لضمان تحقيق النتيجة المرجوة.
|
|
|
|
|