| متابعة
* بكين المركز العربي للمعلومات:
صرحت المتحدثة باسم الخارجية الصينية في 15 نوفمبر بأن الصين تدعم قرارات هيئة الأمم المتحدة المعنية بقضية الشرق الأوسط، خاصة مبدأ الأرض مقابل السلام، وقضية الشعب الفلسطيني العادلة واسترجاع حقوقه الوطنية المشروعة.
وأضافت أن الصين مهتمة بالأوضاع الراهنة في المنطقة، لأن استمرار المصادمات الاسرائيلية الفلسطينية منذ اندلاعها العام الماضي يهدد السلام والاستقرار في المنطقة، وله تأثيرات سلبية على السلام العالمي. وحثت المتحدثة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على اتخاذ مواقف بناءة، والتعاون مع جهود المجتمع الدولي من أجل تهدئة التوتر الحالي وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات السلمية في الشرق الأوسط.
وحول تطورات الوضع في العملية السلمية وجهود الوساطة الدولية من أجل استئناف المفاوضات السلمية، ركزت الجرائد الصينية على نشر تقارير صحفية بهذا الصدد وعلى أن واشنطن خلال الستة شهور الماضية قامت بدور سلبي في عملية السلام بالشرق الأوسط وانحازت بشكل كبير إلى إسرائيل. ولكن طلبا لتأييد الدول العربية في حملتها ضد الإرهاب غيرت إدارة بوش من سياستها إزاء الشرق الأوسط واستأنفت نشاطها في دفع عملية السلام بالمنطقة. كما أشارت جريدة China Daily إلى تعليقات الصحف السعودية على خطاب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول حول تسوية القضية الفلسطينية وأن تصريحاته لم ترق إلى التوقعات وألقت بشكوك على قدرة واشنطن على إحياء عملية السلام في المنطقة.
وذكرت الصحف أن الإدارة الأمريكية كررت نفس الأخطاء عندما حملت السلطة الفلسطينية مسؤولية إنهاء العنف دون أن تطالب إسرائيل بالمثل.
وقد علقت جريدة South China Morning Post في 21 نوفمبر على خطاب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بافتتاحية بعنوان «باسم السلام» جاء فيها:
نطق باول بالكلام المناسب في الوقت المناسب لأنه بعودة الولايات المتحدة إلى المساعدة على إقرار السلام في الشرق الأوسط تعطى بذلك بداية جديدة للفلسطينيين والإسرائيليين.
وقد رحب جميع الفرقاء، حتى أريل شارون، بإرسال الولايات المتحدة مبعوثين من أجل استئناف محادثات السلام إلى المنطقة التي لم تعرف منذ أمد طويل إلا إطلاق النار وعمليات التفجير والحقد والكراهية.
إن العالم قد تغير منذ المرة الأخيرة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة في مسيرة السلام خاصة بعد حادثة الحادي عشر من "أيلول الذي يعود جذوره إلى الصراع العربي الإسرائيلي.
والصحيح هو معالجة قضية الشرق الأوسط جنبا إلى جنب مع المعركة الناشبة ضد طالبان. لأن الرغبة في حياة أفضل خالية من الإرهاب والخوف يجب أن تطبق على الشرق الأوسط أيضا. ولا يمكن القضاء على الإرهاب لدى طرفي الصراع في الشرق الأوسط إلا بالبداية من جديد ورفع كل العراقيل الماثلة أمام المحادثات. وينبغي الموافقة سريعا على الهدنة وتنفيذها والالتزام بها. وحينئذ يمكن النظر في المسائل الشائكة مثل الحدود والمطالب الدينية.
وفي جريدة شباب الصين في 22 نوفمبر تقرير إخباري إلى تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى حول كلمة باول حيث قال إنها تعكس اتجاها إيجابيا لأنها تتصف بالتوازن وتحتوي على سلسلة من الاقتراحات تلزم الطرفين وهذا يدل على تغير في السياسات الأمريكية إزاء الشرق الأوسط كما أن وشانطن تريد الآن التخلص من استنكار الرأي العام لإنحيازها إلى إسرائيل.
ويتساءل التقرير هل ستتحول كلمة باول إلى سياسات أمريكية فعالة نحو قضية الشرق الأوسط وهل ستدفع أمريكا مسيرة السلام. إن الإجابة على هذه التساؤلات يحتاج إلى مراقبة خلال الفترة القادمة.
ونشرت صحيفة «الشعب اليومية» يوم 21 نوفمبر تحليلا كتبه رن من جيون مراسل الصحيفة لدى الولايات المتحدة تحت عنوان «الولايات المتحدة تبادر في استئناف المفاوضات السلمية في الشرق الأوسط» تحدث فيه عن المحاضرة التي ألقاها وزير الخارجية الأمريكي حول سياسات بلاده تجاه الشرق الأوسط ومنها:
دعوة الطرفين لإنهاء التوتر في المنطقة واستعادة الثقة بينهما، وعلى القادة الفلسطينيين أن يبذلوا كل ما في وسعهم لإنهاء العنف والأعمال الإرهابية. الولايات المتحدة تعارض إقامة المستعمرات اليهودية. انتقاد إسرائيل لدخولها المناطق الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
أما السبب وراء إعلان حكومة بوش دفعها للمفاوضات السلمية في الشرق الأوسط في الوقت الحاضر فيرجع إلى المصالح الأمريكية؛ أولا: مع إنسحاب الطالبان من العاصمة الأفغانية، أعادت الولايات المتحدة النظر إلى قضية الشرق الأوسط. لأن إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وتحقيق السلام في المنطقة أمر يتفق مع الحرب الأمريكية ضد الإرهاب ونجاحها يكمن في حل هذا الصراع.
ثانيا: تواجه الحكومة الأمريكية ضغوطا متزايدة منذ بدأ العمليات العسكرية في أفغانستان من دول إسلامية مثل مصر والسعودية، حيث تدعو هذه الدول أمريكا إلى بذل جهود من أجل إنهاء الصراع الدموي في فلسطين. أما بالنسبة إلى أمريكا فهي في حاجة ملحة إلى دعم الدول الإسلامية والعربية لحربها ضد الإرهاب. لذلك عليها أن تعدل موقفها نحو الشرق الأوسط.
ثالثا: لا تريد أمريكا أن تفقد مكانتها القيادية في المفاوضات السلمية حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في ضوء تزايد جهود الوساطة الأوروبية.
وحول جهود الوساطة الدولية نشرت صحيفة «الشعب اليومية» يوم 20 نوفمبر تقريرا إخباريا تحت عنوان «تتغير أوضاع الشرق الأوسط بهدوء» كتبه مراسل الصحيفة لدى القاهرة جاء فيه:
كثرت عمليات الوساطة الدولية حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية في الوقت الأخير، حيث زار وزير الخارجية البلجيكي ورئيس الوزراء البريطاني المنطقة في أكتوبر ونهاية ديسمبر وقد بدأ وفد الاتحاد الأوروبي على مستوى عالٍ سعيا زيارته لاستئناف التفاوض بين فلسطين وإسرائيل. ويرجع السبب في نشاط جهود الوساطة الدولية إلى حدوث تغير هادئ في المنطقة.
ففي الأول من نوفمبر أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه تم تشكيل فريق عمل للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية للتفاوض حول وقف إطلاق النار مع السلطات الفلسطينية، ثم ينتقل إلى المفاوضات السلمية لإيجاد حل سياسي للقضية. ولكن شارون أكد أن شروط موافقة إسرائيل على إقامة دولة فلسطين منها؛ اتخاذ السلطات الفلسطينية إجراءات فعالة لوقف كافة أعمال العنف وقيام إسرائيل بالسيطرة العسكرية الكاملة على الحدود الثنائية.
وفي يوم 16 نوفمبر كشفت صحيفة إسرائيلية عن مشروع برنامج دبلوماسي لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وذكر أن شارون وبيريس قد بدآ مناقشة هذا المشروع.
وبالنسبة إلى الجانب الفلسطيني فقد أكد ياسر عرفات على تمسكه بطريق السلام لحل المشاكل بالرغم من الخلافات الموجودة داخليا. كما أعرب بعض كبار المسؤولين الفلسطينيين عن ضرورة قيام الجانبين بالتضحية المشتركة لإنهاء الصراع المستمر أكثرمن نصف قرن. وأشار رئيس جامعة القدس ومسؤول شؤون القدس الشرقية في كلمته التي ألقاها يوم 13/11 إلى أن على الجانب الفلسطيني أن يستوعب الواقع، فإسرائيل لن تقبل عودة 4 ملايين لاجئ فلسطيني، وأن على الجانب الفلسطيني المطالبة باستعادة القدس الشرقية باعتبارها جزءاً من الأراضي المحتلة وفي نفس الوقت يعترف بأهمية القدس المعنوية بالنسبة للطرفين.
في ظل الأوضاع الدولية المضادة للإرهاب، تأمل الولايات المتحدة والدول الغربية الحصول على تأييد الدول العربية والإسلامية للحرب ضد الإرهاب مما غير مواقف الدول الغربية نحو قضية فلسطين حيث اعترفت بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وأبدت رغبتها في استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بلا شروط. ويمكن القول إن البيئة الدولية الحالية قد أتاحت لقضية فلسطين فرصة للتسوية. ولكن هناك خلافات كثيرة بين الطرفين. فنظرية وزير الخارجية الإسرائيلي، الشخصية، التي طرحها في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول موافقته على إقامة دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح ومستقلة اقتصاديا واعترافه بأن هذا أحسن حل لتحقيق السلام بين الطرفين، قد قوبلت بمعارضة من داخل إسرائيل. من هنا نعرف صعوبة الحصول على اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية مستقلة كما أن هناك صعوبة في الحصول على اعتراف العالم العربي بإسرائيل.
محور قضية الشرق الأوسط هومشكلة فلسطين وحل هذه المشكلة يحتاج إلى موقف موحد للدول العربية ولكن تحقيق هذا يحتاج إلى وقت.
على كل حال حدثت بعض التغيرات بين فلسطين واسرائيل غير مسبوقة وخلال الأسبوعين الماضيين، ساد هدوء نسبي بين الطرفين انه شيء طيب مع انه لا يعني سهولة إيجاد حل للمشكلة من خلال دورة جديدة من جهود الوساطة الدولية.
كما نشرت جريدة النور اليومية في 16 نوفمبر تقريرا إخباريا حول جهود المجتمع الدولي في الوساطة لإنهاء الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، واستئناف المفاوضات السلمية في يوم 12 من نوفمبر، أصدرت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بيانا مشتركا يحث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إنهاء الصراع، واستئناف المفاوضان. وطالب البيان بتنفيذ «تقرير ميتشل» بجدية، وانسحاب إسرائيل من المناطق الواقع تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية التي احتلتها مؤخرا ، وتعزيز فلسطين إجراءاتها بشكل فعلي لوقف العنف مؤكدا أن الحوار هو الطريق الوحيد لعلاج المشكلة.
وألقى الرئيس الأمريكي جورج بوش كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 نوفمبر أكد فيها أن أمريكا ستفي بوعدها بإقامة سلام عادل في الشرق الأوسط. وأنها ستطرح خطة جديدة لحل المشكلة بين فلسطين وإسرائيل.
وقبل هذا، بذلت الدول العربية والأوروبية جهودا إيجابية في النداء إلى تحقيق وقف إطلاق النار النهائي بين فلسطين وإسرائيل، وفي استئناف مفاوضات سلمية قائمة على تأسيس دولة فلسطين.
وفي اجتماع وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي والدول الاثنتا عشرة للشرق الأوسط الذي عقد أوائل الشهر الحالي، قدم الاتحاد الأوروبي اقتراحا جديدا لإحياء عملية السلام.
يعتقد الإعلام الإسرائيلي أن أمريكا غيرت موقفها إزاء قضية الشرق الأوسط بعد حادث سبتمبر، ومارست ضغوطا أكثر للتدخل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لخدمة مصالحها.
وعلى ضوء جهود المجتمع الدولي الأخيرة، ليس من الصعب أن نرى أن إنهاء الصراع الفلسطيني والإسرائيلي في أسرع وقت ممكن أصبح موضع ثقة الجميع.
فقد أتاحت مشاركة أمريكا الإيجابية فرصاً أكثر لتسوية قضية الشرق الأوسط.
ومن الواضع أن العنف الذي اندلع بين فلسطين وإسرائيل منذ أكثر من عام لن يعالج أي مشكلة والحل هو في إخلاص نوايا الطرفين.
|
|
|
|
|