| متابعة
* القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي:
الرأي العام الأمريكي ينتظر معرفة موقف شعوب العالم الإسلامي والعربي من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث أفغانستان، وقد حاول الإعلام الصهيوني ومازال رسم صورة توضح ان العرب والمسلمين يكرهون أمريكا كدولة وشعب، وقد ذكر رئيس وزراء إسرائيل السابق ان العرب يكرهون إسرائيل لأنها امتداد لأمريكا وهو قلب واضح للحقائق، وتزييف للرأي العام حيث كشفت دراسة من كلية الإعلام جامعة القاهرة عن صورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجمهور المصري ان الجمهور المصري يتخذ موقفا سلبيا من أمريكا بسبب انحيازها الصارخ نحو اسرائيل.
وأكدت الدراسة الأكاديمية ان صورة الولايات المتحدة في وسائل الإعلام المصرية سلبية رغم تباين توجهاتها السياسية مابين مؤيد ومعارض لأمريكا وأشارت إلى ان التعرض لوسائل الإعلام المصرية من صحف وتلفزيون يؤثر في صورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجمهور المصري بأبعاده المختلفة.
وذكرت ا لدراسة التي أعدتها الباحثة نرمين زكريا خضر للحصول على درجة الماجستير من قسم العلاقات العامة والاعلان ان صورة الولايات المتحدة في وسائل الاعلام المختلفة جاءت ايجابية في حين جاءت صورة العرب والمسلمين سلبية وزائفة وغير صحيحة في وسائل الاعلام الغربي والأمريكي بينما كانت صورة اسرائيل واليهود ايجابية.
«تطلع الشباب»
أوضحت الدراسة التي أجريت على عينة من 400 شخص بالقاهرة الكبرى ان نوع الوسيلة ومضمونها الاخباري والاتصال الشخصي وطبيعة الصورة، والمتغيرات الديموجرافية تؤثر على صورة الولايات المتحدة الأمريكية، وظهر ان الصورة لدى المتعاملين مع أمريكا أكثر ايجابية عن غير المتعاملين معها كما ان الذين يعيشون في أمريكا أو تربطهم علاقات أسرية بين مصر وأمريكا تكون الصورة لديهم اكثر ايجابية عن الآخرين.
كما ان المتعلمين الحاصلين على الماجستير فما فوق تكون الصورة لديهم ايجابية عن غيرهم من المتعلمين، كما تظهر الصورة ايجابية لدى الشباب لتطلعهم نحو أمريكا لكونها أرض الأحلام لتحقيق الثراء في حين كانت الصورة سلبية لدى عينة الدراسة الذين لاتربطهم أي روابط أسرية أو علاقات، وكذلك كانت الصورة سلبية لدى فئة العمر التي تزيد على 35 سنة.
«الحياة الأمريكية»
استخدمت الباحثة تحليل المضمون لصحيفة الأهرام باعتبارها صحيفة رسمية والوفد كصحيفة معارضة تعبر عن الاتجاه الليبرالي المعارض، والشعب التيار الإسلامي، والأهالي الاتجاه اليساري، ونشرة الأخبار الأساسية بالقناة الأولى وتوصلت الباحثة إلى ان تعرض الجمهور المصري للدراما الأمريكية يؤثر على صورة الولايات المتحدة الأمريكية كدولة، وعلى صورة الحياة الأمريكية. وأوضحت ان طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية لها تأثير هام على صورة الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك العلاقة بين الصورة الجزئية والصورة الكلية لأبعاد الولايات المتحدة الأمريكية المختلفة وهي علاقة قوية ودالة إحصائية، كما ان المتغيرات الديموغرافية بأنواعها المختلفة سواء المستوى الاقتصادي والاجتماعي ونوع المبحوثين والمستوى العمري والتعليمي ونوع عمل المبحوثين لها تأثير ايجابي على صورة الولايات المتحدة .
«العولمة والأمركة»
أوضحت الدراسة انه تم اختيار الولايات المتحدة الأمريكية لمكانتها المتميزة على الساحة الدولية بالإضافة إلى تزايد قوتها الاستراتيجية والسياسية خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وأصبحت القوة العظمى الأولى في عالم يزداد تقلصا بالإضافة الى دورها في الأحداث الدولية، في مختلف دول العالم، وتفوقها العسكري والاقتصادي مما جعلها أكبر قوة في العالم تلعب دوراً رئيسياً في النمو الاقتصادي العالمي فضلا عن تقدمها التكنولوجي والعلمي وانتشار الثقافة الأمريكية في بلدان العالم إلى جانب اهتمام الولايات المتحدة بظاهرة العولمة التي ترادف مفهوم الأمركة، وكذلك تفوقها واحتكارها لصناعة الأفلام العالمية لما تملكه من إمكانيات ضخمة في مجال الانتاج والتصوير والاخراج، فالولايات المتحدة الأمريكية تحتل السيادة كأكبر مصدر للبرامج التلفزيونية والدراما الأمريكية لدول العالم. وأكدت الدراسة ان الصورة لها تأثير كبير على صناعة السياسة الخارجية وصنع القرارات، وان التلفزيون والسينما من أخطر الوسائل الاعلامية التي تستخدمها أمريكا لفرض هيمنتها الثقافية كما أكدت ان الجمهور ليس لديه تحيز مسبق لكراهية أمريكا وإنما تنبع الصورة السلبية نتيجة لسياستها الخارجية.
تطور الأحداث
الدراسة أجريت على مدى أربع سنوات، وانتهت نتائجها التحليلية خلال عام 1999 في ظل تطور الأحداث على الساحة الدولية حيث الاعتداءات المستمرة على العراق، وأزمة كوسوفا، وأزمة لوكيربي في ليبيا، والحصار المفروض على السودان، وتطور الصراع العربي الإسرائيلي، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. في هذا السياق انتهت الدراسة إلى ان الولايات المتحدة الأمريكية كدولة تنوعت صورها ما بين الايجابية والسلبية، ويرجع ذلك إلى دورها في العالم ومكانتها، وتدخلها في الأحداث الداخلية، والهيمنة التي تمارسها بصورة سلبية. وأكدت الباحثة ان السياسة الخارجية لأمريكا جاءت سلبية تماما من وجهة نظر العينة محل الدراسة رغم اختلاف توجهاتها السياسية كما انها جاءت متفقة مع نتائج الدراسة التحليلية التي أوضحت ان صورة الولايات المتحدة جاءت سلبية في وسائل الإعلام محل الدراسة وأرجعت ذلك إلى تحيزها الكامل للسياسة الإسرائيلية ضد فلسطين ولسياستها المنحازة لإسرائيل، وليس لأمريكا كشعب ودولة كما يزعم الاعلام الغربي، وأشارت الباحثة إلى ان العناصر السلبية في جريدة الأهرام والتلفزيون المصري ارتبطت بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من إسرائيل كما ان السمات السلبية المكونة لصورة أمريكا ارتفعت في الصحف الحزبية مع اختلاف توجهاتها الحزبية المختلفة.
|
|
|
|
|