| الثقافية
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى طالب أكثر من مرة ومن على عدة منابر بأن تتحول الجامعة العربية من حالتها الراهنة، التي عُرفت بها منذ عقود إلى واقع أكثر حيوية، وأقرب الى التفاعل.. رغبة منه أن تكون الخطوات المقبلة خارجة عن نمط الثلاثية الشهيرة«الشجب، والتنديد، والاستنكار».. ولعل أبرز ما يؤكده معالي الاستاذ عمرو موسى هو أن تنهج الجامعة نهجاً اقتصادياً واضحاً يحقق بعض الواقعية لطروحات الدول العربية الراغبة في التفاعل الحضاري والاقتصادي الذي يعد هو المؤشر الحقيقي للتقدم والرقي إلى جانب الطروحات الأخرى..
وربما كانت آخر إلماحات او إعلانات معالي الأمين هي مقولته على هامش منتدى الفكر العربي الذي عقد في الكويت في الفترة من «35 نوفمبر الحالي»، لتتركز كلمته على أهمية هذا التوجه الذي تسعى إليه الجامعة في مستقبلها الواعد.
وتأتي في هذا السياق التنويري الواعي معطيات حديث الناقد الدكتور عبدالله الغذامي الذي أشار وبصراحة وعبر إذاعة الشرق الأوسط إلى أنه من الأجدى أن تهتم الجامعة بشؤون الثقافة في العالم العربي.. لعلها والحديث للناقد الغذامي أن تحقق بعض الطموحات والتطلعات فيما يتعلق بوعي المواطن العربي وثقافته..
فبين المقولتين لأمين الجامعة والناقد الغذامي تكمن الحقيقة، وتتلاقح الأفكار وتُحيَّد الصورة المكرورة، والتقليدية لدور الجامعة في كل القضايا العالمية.. فالمطالب صادقة، وصريحة وتحتاج إلى سرعة في التحول، وجدة في الطرح ودقة في التنظيم.. وثورة على كل النظم التقليدية والبيروقراطية التي تحوِّل كل فكرة إلى هيكل جامد لا ينفع..
فالفكرة، والوعي، والثقافة الجادة هي القاعدة التي يمكن لنا أن ننطلق منها لتحقيق الاهداف.. فلا يمكن أن نقيم تجربة اقتصادية فاعلة ما لم تكن مدعمة برؤية فكرية، ومنطلقات ثقافية تحدد هويتها العربية، وتكفل لها وجودها المتميز في زمن التخصص والتفرد.
المشروع الثقافي العربي يحتاج إلى تحول في آلية توصيله للقارئ... قد يغاير ما تم طرحه في العقود الأربعة الماضية.. إذ ان هذه الطروحات الفكرية والثقافية ومن خلال قنوات النشر والاتصال الجماهيري اعتمدت على تقديم الانتاج الفكري والأدبي والابداعي برؤية خاطئة، وأدوات ناقصة لم تحقق أي نتائج إيجابية.. بل على العكس من ذلك جاءت النتائج سلبية جداً، ومخيبة لاملنا جميعاً.
المشروع الثقافي بما يحمله من نتاج أدبي وفكري ومن خلال قنوات الجامعة العربية يجب أن يكون طرحاً قريباً من الواقع لا أن يكون مقاماً على ركائز ودعائم الأحلام والآهات والبوح العاطفي.. ذلك الذي ظل سمة واضحة لكافة الطروحات الثقافية في الوطن العربي إلا إذا استثنينا بعض الاسهامات الثقافية والأدبية الواعية والمتميزة التي جاءت بشكل فردي واستطاعت الوصول إلى ذهن القارئ وتحقيق الأهداف.
من هنا يتوجب علينا الأخذ بما قاله الاستاذان الفاضلان الأمين العام لجامعة الدول العربية والناقد الغذامي لعلنا نحقق بعض تلك الاحلام والطموحات.
|
|
|
|
|