| مقـالات
يعد الوفاء من الشيم العربية الأصيلة، وهو أكثر من ذلك لأنه من قيم الإسلام الحنيف الرائعة. والوفاء هو عدم نكران الجميل، وهو أن يبذل الإنسان الغالي والرخيص في سبيل من يستحقون ذلك. إن الوفاء بمعانيه السامية يعبّر عن النفس الكبيرة الأبية، وعن العقل الراجح، وعن الروح الزكية الطاهرة، ولا يستطيع القيام به إلا الأخيار من البشر، الذين خبروا السعادة حياة يومية دائمة مستديمة، لا يعرفون الحسد والنكد والتشاؤم.
إن حب الخير والعمل به هو من شيم الأوفياء الذين لا يمكن لأحد نكران جهودهم، ورغم أن ذلك قد يحدث وقد يُظلم الوفي، ولكن الأيام كفيلة بإظهار الحق، وإبعاد شبح الظلم عن المظلوم. إن الوفاء وكونه من السمات الرائعة اعتبر من المعادن النادرة الثمينة، وكما يقال فإنه من المستحيلات وجود الخل الوفي في هذا الزمن، وبالطبع لا نوافق على تلك المقولة، فهناك الأخيار الأوفياء الذين عرفتهم البشرية، وعرفناهم أكثر بحكم ديننا الحنيف الذي يفرض علينا أن نكون مخلصين أوفياء.
إن على من بيده القرار والمسؤولية وأرباب العمل وأصحاب المؤسسات أن يتقوا الله بالأوفياء عندهم، وأن يجازوهم الجزاء الذي يتناسب مع عملهم وجهدهم ووفائهم لعملهم، وإلا أدخلوا اليأس إلى نفوس الأوفياء، وجعلوهم بموقع لا يحسدون عليه.
الوفاء لا يأتي إلا من كبار النفوس، وذوي الهمم العالية، وإن وجد في شخص فتكريمه ورعايته واجبة وضرورة، لا بل هي لمصلحة صاحب العمل قبل الوفي.. والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|