كأنّك أنت الرياض
بأَبعادها.. بانسكاب الصحارى
على قدميها
وما تنقش الريح في وجنتيها
وتر حيبها بالغريب الجريح
على شاطئيها
وطعم الغبار على شفتيها
***
من هنا.. من هذه القصيدة/ الديوان استطاع الشاعر الدبلوماسي غازي القصيبي استلهام ذائقتي الشعرية.. واستثارة عشق للرياض المدينة حتى كدت أن لا أقرأ سواها قصيدة.. ولا استرجع سواها أبيات..!!
استطاع غازي القصيبي جذب انتباهي نحوه لا شعرا يقرأ.. بل ويطرب عند سماعي للقصيدة بصوته..!!
كثيرا ما استمتعنا بأمسياته الشعرية، ولقاءاته الثقافية تلفزيونيا.. وبعد أن تعددت القنوات الفضائية قل تواجده.. وشح في ظهوره رغم أن عطاءه مازال كما هو ثريا، وفيرا وتشهد بذلك مؤلفاته متعددة الفنون الأدبية وربما كان آخرها ديوانه الصادر عن مكتبة العبيكان (يا فدى ناظريك).
هدرا مت.. ياصغيري محمد
هَدَراً عُمرُكَ الصبيُّ تبدد
يا فِدى ناظريّكَ كلُّ جبانٍ
راحَ من ألفِ فرسخٍ يتوعّد
يا فِدى ناظريّكَ كلُّ بيانٍ
بمعاني هوانِنا يتوقد
ومحمد هنا هو الطفل الشهيد محمد الدرة.
ولعل ما يميز شعر القصيبي تعدد مواضيعها وملامستها للهم الإنساني وللواقع الاجتماعي والسياسي بجانب جرأته في الطرح بأساليب مباشرة وغير مباشرة يدركها القارىء الحصيف.
يا سيّدي المخترع العظيم!
يا من صنعتَ بلسماً
قضى على مواجعِ الكُهوله
وأيقظَ الفحولَه
أمِا لديكَ بلسمٌ
يعيدُ في أمتنا الرجوله؟!
وما ذاك البلسم الذي صنعه المخترع وعناه القصيبي سوى الفياجرا.
لست ممن يمتلكن حق تقييم عطاء الشاعر.. فقامته الشعرية أو الأدبية أرفع أن تطالها متذوقة مثلى لا أكثر.. وكتابتي عنه الآن جرأة أتمنى أن تحسب لصالحي لا علي.
غازي القصيبي أذاع سراً يتحرج الكثيرون منه ألا وهو العمر.. عندما عنون قصيدة له ب«في عامي الستين» أهداها للأمير الشاعر خالد الفيصل رفيق ستينه. وضمنها الصفحة رقم «65» .. يالها من مفارقة عجيبة!!
برزتِ في عامي الستيّن تُغويني
يا نشوة العيش!.. يا أحلى الشياطينِ
إلى أن قال...
هيهات!.. مازال صوتُ العود يُطربني
ولا يزال جمالُ الكونِ يغريني
ولايزالُ فؤادي في طفولتهِ
مُتيّماً بعُيونِ الخُرّدِ العينِ
لهذا السبب إذاً أفصح القصيبي عن ستينيته..!!؟؟