| فنون مسرحية
ليس بالغريب أن يصل منتخبنا لكرة القدم إلى هذا المستوى المشرف، بل إنه من الغريب لو لم يصل إلى هذا المستوى وهو يحظى بهذا الدعم المادي والمعنوي على كل المستويات، وتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم بلا شك جاء نتيجة لعدة عوامل كثيرة تبدأ من الاهتمام الكبير بالرياضة من قبل الأندية الرياضية والرئاسة العامة لرعاية الشباب المتمثل بالتعاقد مع خبراء ومدربي الكرة المميزين في العالم بالإضافة إلى المعسكرات التدريبية والمباريات الودية وحوافز الفوز والاهتمام التلفزيوني والإذاعي والصحفي بكل لاعب مهنته مجرد «اللعب» داخل المستطيل الأخضر وتقف معه يوما بيوم الصحافة الرياضية التي بلا شك هي العمود الفقري لصحفنا المحلية! ثم يقبض بضعة وبضعة أخرى من آلاف الريالات شهريا «اللهم لا حسد» ولهذا حققت الرياضة بمختلف أنواعها الكثير من النتائج المشرفة في المحافل العربية والدولية بل إن الرياضة السعودية هي مصدر من مصادر التعريف بالمملكة العربية السعودية وكم مرة خفق علم المملكة عاليا لتخفق معه قلوب الملايين فرحة بفوز مظفر على أعتى المنتخبات أو الفرق الرياضية.
وتعتبر المقارنة ظالمة جدا لو قارنا المسرح بالرياضة وخاصة كرة القدم ففي حين يتحقق لكرة القدم كل ما سبق فالمسرح بسبب المسرحيين وبعض من المشرفين عليه والتنظيمات التي تجعله في ذيل القائمة ما يزال لم يحقق ما ينتظر منه لهذا فإنه من المستغرب أن ينتظر منه المسؤولون ان يحقق المراكز المتقدمة عند تمثيل المملكة!
لقد حقق المسرح السعودي الذي مثَّل المملكة هذا العام عدد من النتائج البائسة والتي تعود عليها في كل مهرجان يحضره وهي نتائج متوقعة بالنظر إلى أن المسرح في المملكة لا يزال لا يحظى بالاهتمام الكافي وستظل النتائج مرتبطة بالاهتمام!! لذا فعلى المسؤولين عنه وعن الثقافة بشكل عام ألا يعولوا عليه كثيرا إلا بعد أن يغيِّروا من خططهم واستراتيجياتهم ونظرتهم إلى المسرح بشكل عام.
وفي هذا العام شارك المسرح السعودي في أربع مهرجانات لكن نتائجه لم تكن مشرفة، حيث شارك في الدوحة مرتين وفي القاهرة وقرطاج وإن كانت آخر النتائج في الدوحة كانت الأفضل نسبيا!!
ولتصحيح وضع المسرح فإنه ينتظر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون إعادة الحسابات فيما يتعلق بالمسرح وخاصة المشاركات الخارجية لأنه لا يمكن مطالبة المسرح بنتائج تماثل نتائج كرة القدم عند تمثيل المملكة في مثل هذه الظروف التي يعيشها المسرح والمسرحيون وإلا سيبقى المسرح في وضعه الحالي يقبع في «خانة» مشارك لأجل المشاركة ولتظل ظهور المسرحيين السعوديين مكانا للأيدي التي تطبطب في كل مهرجان عليها ولتسمع آذانهم عبارات التشجيع التي تتكرر عن تطور المسرح السعودي!! أو حتى عبارات الهجوم والغمز واللمز!! وعند توزيع الجوائز يكون نصيب المسرح السعودي جوائز الترضية أو ما يماثلها!!
إن المسرح يمثل المملكة كما هي حال الكرة لهذا فهو يحتاج إلى الدعم المادي كما الكرة ويحتاج إلى خبراء ومخرجين كما الكرة ويحتاج إلى تنظيمات ترفع به إلى درجة يستطيع من خلالها أن يقنع الجمهور السعودي قبل أن يقنع لجان المهرجانات ويحتاج إلى إعلام كما تحتاج الكرة «عدة مرات يدعى الإعلام في رعاية الشباب لتصوير المسرحيات ولا يحضر أحد ربما كان الإعلاميون والمصورون يحضرون مباراة كرة القدم!!».
إن هذا الكلام كان محل نقاش بيني وبين صاحبي ونحن نعود من الدوحة قبل أسبوعين نحمل جوائزنا التي كنا نحلم بأفضل منها لنقدمها هدية للمسرح السعودي كما كان يحلم من سبقنا إلى الدوحة والقاهرة وتونس وأصر صاحبي أن كلامه ليس للنشر لأنه كما يعتقد سوف يغضب عدة أطراف لكنني أقنعته بقولي أنت تتحدث بإخلاص محاولا أن ترفع من شأن المسرح في المملكة وجميع الأطراف بمن فيهم المسؤولون عن المسرح يهمهم أن يسمعوا مثل هذه الآراء ليأخذوا بها كما عودونا دائما!!
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|