| العالم اليوم
الأيام القليلة التي قضاها ممثلو الفصائل الأفغانية في «الفندق القصر المعزول» لم تكن بالطبع كافية لحل كل إشكالات الشأن الأفغاني.. فالمشاكل الأفغانية كثيرة لا تعد ولا تحصى، وكان هدف منظمي لقاء بون هو تأسيس بداية جيدة يمكن من خلالها الانطلاق لصياغة مستقبل أفغانستان.
المجموعات الأربع، التي مثلت الشعب الأفغاني والتي تكونت من جماعة التحالف الشمالي، والتي يحاول قادتها برهان الدين رباني ومحمد فهيم ويونس قانوني وعبدالله عبدالله، أنهم يمثلون كل الأثينيات الأفغانية ولذلك فإن وفدهم ضم شخصية باشتونية مهمة «الحاج عبدالقادر» أحد حكام الأقاليم ولكن هذه الشخصية انسحبت من المؤتمر اعتراضاً على سلب حقوق الأكثرية الباشتونية..!!
المجموعة الثانية، هي مجموعة الشاه محمد ظاهر الملك السابق لأفغانستان والتي تحاول أمريكا والغرب إظهارها وكأنها ممثلة للباشتون الذين يشكلون أكثر من 40% ، ولكن قادة الباشتون والباشتون أنفسهم لا يأخذون بهذه الفكرة، كون الشاه قد عاش في الغرب «إيطاليا» تاركاً شعبه قرابة ثلاثة عقود، وأن المؤيدين للشاه هم من المغتربين الأفغان والمستفيدين من أموال أمريكا والغرب والموعودين بالسلطة.
أما المجموعة الثالثة فهي مجموعة بشاور التي تضم قادة من الباشتون ويتلقون تعليماتهم من الزعيم الأفغاني الكبير عبد رب الرسول سياف.
وأخيراً مجموعة قبرص، وهي مجموعة تضم الأفغان اللاجئين وبالذات في ايران، وهذه المجموعة يتوافق طرحها مع التوجهات الإيرانية.
ملتقى بون يكاد يكون قد أنجز موضوعي السلطة التنفيذية المؤقتة.. ومجلس تشريعي مؤقت «الشورى الأفغاني» وهنا ظهرت الخلافات، فالتاريخ الأفغاني الحديث مليء بالصراع على السلطة، وهذا ما حصل ليلة اختتام الملتقى، فالتحالف الشمالي يريد أن يترجم ما حققه على الأرض بقرارات سياسية، فبالإضافة إلى مطالبته بالاحتفاظ برئاسة رباني للدولة يريد الإبقاء على وزارات الخارجية والدفاع والداخلية للذين يسمون أنفسهم لها، فالجنرال محمد فهيم يطلق عليه التحالف وزير الدفاع، وعبدالله عبدالله يقدم كوزير خارجية، ويونس قانوني الذي رأس وفد التحالف لملتقى بون وزير للداخلية.
أمام هذا الطرح للتحالف الشمالي ماذا يبقى لجماعة «الشاه» وماذا يبقى للباشتون، فهل يرضى جماعة «الشاه» بدور رمزي وثانوي، وهل يقبل قائد مثل عبدرب الرسول سياف وجماعة رشيد دستم، وجماعة حكمتيار حتى وإن أبعد من قبل الغرب أن تهمش أدوارهم لصالح رباني وتحالف الشمال.
هذه هي المعضلة التي قضى المجتمعون طوال ليلة الجمعة السبت، وقتهم من أجل حلها.. فكيف جاء الحل؟
غدا نواصل
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|