| متابعة
* برلين: (د ب أ):
كورنيلا روسلر (33 عاما) سيدة تعمل في مقهى كائن في مبنى وزارة الخارجية الالمانية في برلين، وهذه السيدة لن تنسى على الارجح ما جرى لها خلال زيارتها الاخيرة للولايات المتحدة.
فقد انتهت بالقبض عليها واحتجازها في زنزانة وتوقيع غرامة مقدارها ألف دولار عليها بسبب ملاحظة ساخرة أبدتها للدلالة على استبعاد وجود «قنبلة» داخل حقائبها أثناء تفتيشها من قبل رجال الامن في مطار واشنطن.
وهي الآن عادت بسلام إلى برلين وتقدم مشروب القهوة إلى موظفي وزارة الخارجية، غير أنها لم تبرأ تماماً من جراح التجربة التي هي أشبه «بالكابوس» التي تعرضت لها في أمريكا.
وهذه الواقعة حدثت مؤخرا عندما وصلت السيدة روسلر، وهي من برلين، مع شريكها في العمل فرانك برود، إلى مطار دالاس في مدينة واشنطن بعد رحلة عمل استغرقت قرابة ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة زارا خلالها كلاً من ميامي وبوسطن ونيويورك.
وفي ظل إجراءات التفتيش الصارمة المطبقة في المطارات الامريكية حاليا قامت إحدى السيدات المختصات بالتفتيش بفحص حقائب روسلر حيث استغرقت وقتا طويلا وهي تنقب فيها وإخراج أشياء مثل الملابس الداخلية من جيوبها المختلفة.
وحقائب روسلر بها 25 جيبا وعندما أوشكت موظفة التفتيش على تفتيشها جميعا حيث لم يكن يتبق سوى اثنين فقط، بادرت روسلر بالقول: «هل تظنين حقيقة أنك ستعثرين على قنبلة في ذلك الجيب؟».
إلا أن موظفة التفتيش لم تعتبر هذه الملاحظة الساخرة من قبيل الفكاهة وقامت بإبلاغ رئيسها في العمل بأنه «يوجد مسافر هنا يتحدث عن قنبلة».
وهنا بدأ كابوس روسلر.
فقد تم استدعاء الشرطة واقتياد روسلر إلى إحدى الغرف، وعندما حاولت أن تشرح لهم أن القصد من ملاحظتها هو «المزاح» غير أنه قيل لها لا تنبسي ببنت شفة، وهي تزعم أن الامر تكرر بحذافيره بعد وصول مسئولي مكتب المباحث الفدرالي إلى مكان الحادث.
عقب ذلك تم احتجازها بتهمة التفوه بكلمة قنبلة حيث تم وثق يديها خلف ظهرها ووضعوها في المقعد الخلفي في إحدى عربات الشرطة وانطلقوا بها إلى إحدى المحاكم المحلية.
وقالت لصحيفة تاجيشبيجل التي تصدر في برلين: «ظننت للوهلة الاولى أن الامر سينتهي بسرعة، إلا أنه بدلا من ذلك وجدت نفسي مقبوضاً علي بتهمة /الادلاء بمعلومات كاذبة عن وجود قنبلة».
ولم يتوقف مسلسل إذلالها عند هذا الحد، حيث تم أمرها بخلع جميع ملابسها أمام مفتشي الشرطة وارتداء ملابس السجن لينتهي بها المطاف داخل زنزانة وإجبارها على افتراش أرضية الزنزانة الخرسانية برفقة ثلاث سجينات أخريات مع تغطية جسدها ببطانية متسخة.
وفي اليوم التالي تم الافراج عنها بكفالة قدرها 10 آلاف دولار بعد إجراء اتصالات مع القنصلية الالمانية في واشنطن.
بعد ذلك تم اصطحابها في سيارة إلى المطار مع أحد مسئولي القنصلية الالمانية ورفيقها في السفر من أجل استلام حقائبها واستشارة أحد المحامين، إلا أنه سرعان ما تم احتجازها مرة ثانية.
فقد قام مسئولو مكتب المباحث الفدرالي باقتيادها هذه المرة إلى سجن قريب حيث مزيد من الاستجواب مع وثقها بمقعد، وفي النهاية أمر القاضي بإمكان إخلاء سبيلها، ولكن حذرها من أن عليها أن تتوقع بدء مرافعات المحكمة في غضون ثلاثة أسابيع.
ويتهم مسئولو الشرطة روسلر بأنه أثناء تفتيش حقائبها صاحت قائلة «القنبلة موجودة في حقيبة أخرى» وهو ما نفته بشدة وكذلك رفيقها، ولم يصدق أحد أنها كانت تمزح فحسب.
ولا تزال روسلر، التي عادت إلى برلين منذ أسبوعين، يتملكها الغضب إزاء المعاملة التي تعرضت لها في الولايات المتحدة، إذ قالت لصحيفة تاجيشبيجل «لو كنت في الصومال أو الكونغو لربما كان من المحتمل أن يتوقع المرء معاملة من هذا القبيل، ولكن ليس في الولايات المتحدة».
|
|
|
|
|